بعد الغياب /رواية مختلفة جدا وجديدة جدا

    • في بيت نجلاء صلاة العصر باقي عليها شوي

      وجواهر مازالت مسترسلة في سرد حكايتها:

      كنت تعبانة وايد وايد، ماعدت قادرة أمشي، ودخلت المستشفى من بداية السابع.. وقررت الدكتورة أنه لازم أبقى تحت الملاحظة، ولو كل شيء مشى طبيعي راح تولدني قيصيرية بعد أسبوع أو أسبوعين من الثامن..

      وهو كان يجي يزورني كل يوم.. كان حنون جدا.. بس كنت حاسته بعيد بعيد.. وفي عيونه حزن كل ماله يزيد ويتجذر ويتعمق..

      أمي كانت عندي على طول، وعزوز كان عند مرت خالي وعيالها اللي كانوا يزوروني كل يوم... عزوز كان يلزم يجي عشان يشوفه (هو)... عزوز كان يحبه وايد.. ولحد الحين أحس أن عزوز موب قادر يكرهه مثلي.. هو كان يمثل لعزوز أب وأخ وصديق، بس (هو) غدر بكل شيء حلو مثله لنا..

      المهم.. من الأشياء الطريفة اللي أتذكرها وقت قعدتي في المستشفى، أنه جاء مرة يزورني الصبح، وكانت أمي تعبانة، فأصر عليها أنها تروح للبيت مع خالي اللي كان موجود عندنا، وهو بيقعد عندي لحد العصر..

      وحتى لما قعد عندي ماكان طايق يكلمني حتى، قعد يقرأ في جريدة جايبها معاه، شافني قاعدة أطالعه، فسألني سؤال سخيف

      قال شنو : تعرفين تقرين؟؟؟ بلفيت يعني يفتح حوار هو ووجهه..

      يسألني أعرف أقرأ؟؟!!!

      أنا من عباطة السؤال كان ودي أخبطه بكأس الماي اللي جنبي، يعني شنو شايفني، عايشين في القرن التاسع عشر، يعني لو سألني أي صف كان السؤال أكثر واقعية..

      المهم أنا رديت عليه باستهبال: لا ما أعرف أقرأ بس أشوف الصور، ممكن تعلمني أقرأ؟؟

      ما أدري ليش حسيت وقته أنه ردي اللي كنت أعتقد أنه مضحك، جرحه.. حسسه بحزن..

      هو هذاك الوقت، كنت أحس أنه كل شيء يحيب له حزن.. تدرين أني عرفته وراح.. وأنا عمري ما شفت له ابتسامة، والله العظيم شكل أسنانه ما أعرفها..

      نجلاء باستغراب: جد؟؟

      جواهر بهدوء: والله العظيم..

      نجلاء باستفهام: وهو صدّق حكاية إنج ما تعرفين تقرين ذي؟؟
      جواهر: ما أدري.. يمكن صدّق الأهبل..

      المهم: بعد أسبوع ونص من الثامن ولدتني الدكتورة.. ولدت بعملية قيصرية طبعا
      كنت تعبانة كثير.. وبموت.. قعدت في العناية المركزة يمكن أسبوعين بعد الولادة
      الضغط نازل كثير، ومعاي نزيف، وكنت محتاجة نقل دم على طول..

      وهو تبرع لي مرتين، مع أنه وزنه ما يسمح بالتبرع، بس أمي قالت لي أنه تخانق مع كل اللي في المستشفى، لما عرف أنه الدم في بنك الدم قليل، وهم موب راضيين يأخذون منه دم للمرة الثانية عشان وضعه الصحي.. ودخل هو المستشفى يومين بعد..

      نجلاء بإعجاب غلفته بالسخرية: يا أختي يا أختي على فرسان العصور الوسطى..

      جواهر بحزن: تدرين أني أكره دمه اللي يجري بعروقي، ليته خلاني أموت وقتها.. ليش يتبرع لي بدمه، إذا كان ناوي ينتزع قلبي مني..

      نجلاء بحزن: أذكري الله يا جواهر أذكري الله..

      جواهر بإيمان: لا إله إلا الله..

      نجلاء باستفهام: والتوأم..أشلون وضعهم الصحي كان؟؟

      جواهر بحب وعيونها تلمع: عبدالعزيز ونوف..كان وضعهم مستقر، صحيح وزنهم قليل.. بس صحتهم كانت زينة.. قعدوا في الحضانة أسبوعين، لحد ما طلعت أنا من العناية..

      نجلاء باستفسار: إلا اشمعنى اخترتو اسم نوف وعبدالعزيز؟؟

      جواهر بتأمل: أخوي عزوز بهباله وطفولته قال لأبو العيال، تكفى وطالبك تسمي الولد باسمي، مع أني كنت عارفة أنه كان يبي يسميه محمد على اسم عمي، وعنده حق، بس ماحب يكسر بخاطر هاليتيم.. ونوف أنا سميتها، كنت حابة الأسم ومعناه وايد.



    • التلفون في شقة عائشة يرن، كانت الساعة 3 الفجر في المنبه اللي جنب تلفونها..

      عائشة بتثاقل: مافيه حد مزعج يتصل هالوقت غير ابن أختي المحترم... ها وش عندك شكاوي هالمرة؟؟

      (هو) بنبرة فرح غامرة عمرها ما سمعتها: جواهر جابت ولد وبنت يجننون، يجننون يا خالتي، ملايكة ملايكة... عمري ماشفت مواليد حلوين مثلهم... عسل يا خالتي عسل.. ودج تأكلينهم..

      عائشة والدمعة بعينها فرحانة لفرحته: زين شوي شوي، خلني أقول لك مبروك ويتربون بعزك..

      هو: الله يبارك فيج الله يبارك فيج..

      عائشة: هاه وجواهر راضي عليها؟؟

      (هو)بفرح جنوني: إلا راضي وراضي، اللي جابت لي هالملايكة باحطها فوق راسي.. تدرين؟؟ انا اكلمج الحين من السيارة رايح مجوهرات المفتاح.. بأجيب لها أكبر وأحلى وأغلى طقم ألماس عندهم..

      عائشة بفرح: الله يهنيكم يا قلبي الله يهنيكم..

      (هو): كاني وصلت عيوش.. بأكلمج بعدين


    • نجلاء باستفهام: وكان حلو الطقم اللي جابه لج؟؟

      جواهر بحزن: وقتها شفته أحلى شيء بالعالم ..(وكملت بكراهية شديدة) بس الحين مخليته قدامي عشان كل ما أشوفه، أتذكر حقدي عليه.. وايد قال لي عبدالعزيز بيعيه.. بس أنا مارضيت.. أبيه وقود لحقدي وكراهيتي له..

      نجلاء بدهشة: عمري ما تخيلت أنه قلبج الطيب ممكن يحقد بهالطريقة المرة..

      جواهر بحزن: بلاج ما جربتي يا نجلاء، وياعلج ما تجربين، بأسألج: لو حد خذ منج حمودي، وحرمج منه، وش بتسوين له؟؟

      نجلاء برعب: والله أقطعه بسنوني..

      جواهر بحزن: يا علج ما تجربين يا علج ما تجربين..


    • بعد الإتصال الأول بحوالي 3 أسابيع، (هو) يتصل بخالته وهو في حالة غضب شديد..

      خالته باستفسار: وش فيك يا قلبي؟؟ أنت ما تعرف تفرح وترتاح مثل باقي خلق الله؟؟

      هو بعصبية شديدة: أشلون أرتاح وأنا عندي هالمرة البزر الجاهلة الخبلة؟؟

      عائشة بتعب: ليه شاللي صار حبيبي؟؟

      هو بغضب: بتذبح عيالي يا خالتي، والله بتذبحهم، قبل أسبوع في المستشفى، البنت طاحت منها، ولولا أني لحقت عليها، وإلا كانت البنت طاحت عالبلاط وما أدري وش صار لها..
      واليوم توها طلعت البيت، دخلتني أمها عليها، لقيتها نايمة وهم معاها على السرير..تخيلي؟، والولد كان بيختنق لأنها مرقدته جنبها، وجهه كان أزرق، لولا أني سحبته من تحتها... والله بأذبحها وبأموت لو صار لحد من عيالي شيء..

      خالته بقلق: إذكر الله حبيبي..اذكر الله.. جواهر بعدها صغيرة، بكرة تتعلم.. وأمها معاها بتساعدها

      هو بقلق أكبر: يعني تتعلم في عيالي يا خالتي؟؟.. وأمها ما كانت معها في الموقفين اللي صاروا.. وكمل بحزن: أنا أدري أن جواهر طفلة.. والله حرام تبتلش.. هي واحد يالله تقدر عليه، اشلون اثنين..

      عائشة تصبره: اصبر حبيبي.. ما يصير إلا خير..

      (هو) وفي باله ينرسم موال مجنون: إن شاء الله ما يصير إلا الخير



    • جواهر تكمل لنجلاء بحنين وحب:

      كنت مبسوطة فيهم يا نجلاء وايد وايد وايد، كنت أحس أني ملكة لما اشيلهم، وكنت ألزم إلا أشيل الاثنين معا مع أنه حضني صغير، لدرجة أنه نوف طاحت مني مرة، والله حسيت أنه قلبي وقف واني بأموت، لولا ستر الله وأنه (هو) كان قاعد قريب مني، ولقطها بسرعة قبل توصل الأرض، ما أدري شنو كان صار لها..

      وأتذكر يومها أنه عصب علي بشكل عمري ما شفته، ظل يصارخ ويصارخ ويصارخ.. وأنا قعدت أرتعش وأبكي.. عقبها اعتذر مني وطلع..

      قضيت مع عيالي 3 أسابيع بس يا نجلاء، أسبوع في المستشفى، وأسبوعين في البيت.. كانوا كأنهم حلم.. حلم.. ما كنت أنام إلا دقايق من خوفي عليهم.. لاني مرة نمت وعزوز جنبي، وكان بيختنق، بعدها حرمت أنام..أبي بس أشوفهم وأهتم فيهم..

      صحيح كنت أرتكب أغلاط كثيرة، بس كل أم جديدة لازم تمر بهالأغلاط.. بس هو كان مزودها، كان يعسكر عندي بالساعات، ولولا الحيا كان رقد عندي، كنت أحس أنه يخاف عليهم مني..

      أعترف أني عمري ماشفت أبو يحب عياله مثله.. تدرين الرياجيل عندنا مايحبون يشيلون المولود الصغير، هو كان على طول شايلهم.. كانت عيونه تلمع وهو يناظرهم، بس حتى هذاك الوقت ماشفت ابتسامته.. كنت احس فيه قلق وهم وخوف..

      نجلاء باستفسار حذر: طيب أشلون أخذهم؟؟

      جواهر بحزن: الله لا يرد هذاك اليوم الله لا يرده..

      نجلاء بحذر: أشلون

    • بعد الغياب/الجزء التاسع



      قبل 17 سنة (هو) وأفضل في بيت العم محمد، في مجلس الرجال..

      غارقين اثنينهم في الصمت..(هو) باين عليه الهم والتوتر، وأفضل على وجهه ملامح حذر..

      قطع أفضل حبل الصمت: سم بوئبدالعزيز، تقول تبيني في موزوع زروري (موضوع ضروري)

      (هو) بهم كبير وتأمل: والله فيه شيء سويته وشيء أبي أسويه، وأبي رأيك ومساعدتك وقبل كل شيء كتمانك..

      أفضل بشهامة: أكيد بو ئبدالعزيز، على رقبتي والله

      هو بحذر: أنا أبي أسافر بعيالي بكرة لأمريكا..

      أفضل باستفسار: زين ليش ما تنتر (تنطر) كم يوم، أم ئبدالعزيز، ئقب خمس أيام بتخلص النفاس..مو زين تسافر وهي نفاس، مافرقت كم يوم، ونسوان يهبون (يحبون) هالسوالف..

      هو يلقي الخبر كالقنبلة: أم عبدالعزيز طلقتها اليوم..



    • اليوم/ ومازال الحديث الحزين والموجع مستمر في بيت نجلاء..
      ومازالت مواجع جواهر تسيل بكل ألم الكون ووجعه..

      جواهر بحزن: بعد أسبوع من طلعتي من المستشفى، فوجئت أنه جايب مصورة للبيت عشان تصور العيال، كنت خبلة وماعندي شك فيه..
      قال لي أنه يبي يسوي لهم جوازات، قلت له بدري على الجوازات، قال وإحنا وش ورانا..

      جواهر تكرر بحزن: إيه وش ورانا.. تركوا وراهم قلب محطم وأم مفجوعة، ودمعة ما تجف..

      نجلاء باستفهام: طيب والعيال أشلون خذهم ؟؟ أشلون خليتيه يطلع فيهم من البيت بروحه..

      جواهر بحقد: ثقتي العمياء فيه، من بيخطر على باله، أنه الطيب الملاك، بيخطف عياله..
      قال لي أنه فيه تطعيم ضروري يبي يودي العيال له، قلت له بأروح معهم أو خل أمي تروح معهم، قال مافيه داعي، بتجي معاي ممرضتين بتأخذهم..كلها ساعتين وراجعين..
      وأنا من هبالي كنت مبسوطة من اهتمامه فيهم

    • في نفس المكان، في بيت العم محمد، قبل 17 سنة الحوار الناري مازال مستمر بين (هو) وأفضل:

      أفضل بغضب: أنت مجنون، هذي وصات ئمي محمد لك

      (هو) بحزن: يا أفضل افهمني، أنت عارف أن أبوي فرض علي هالزواج، وان جواهر طفلة.. بس أنا قلت مالهم حد.. ومايصير نخليهم.. وتزوجتها عشان أقدر أدخل وأطلع عليهم.
      بس بعد مارجع خالهم أبو فهد، أنا شفت بعيني اهتمامه فيهم، كأنهم أكثر من عياله، يعني السبب اللي أنا تزوجت عشانه جواهر خلاص ماعاد موجود..

      أفضل بغضب: شنو هزي خربطة.. فيه ئبدالعزيز ونوف بينكم..

      (هو) بحزن: وأنا سويت هالشيء عشان نوف وعبدالعزيز، أنت ماشفت يا أفضل أشلون هي تتعامل معهم.. طفلة ابتلت فيهم، يمكن مرة تذبحهم وهي مو قاصدة، وانا حكيت لك على المواقف اللي صارت..

      الأحسن لها ولهم.. أني أخذهم وأربيهم بروحي
      هم يتربون تربية زينة وآمنة بعيد عن أم طفلة جاهلة..
      وهي بتحزن شوي وبعدين بتنسى، تكبر مثلها مثل غيرها من الأطفال، وعقبه تتزوج، بدون مايكون عندها عيال يقللون فرصتها في الزواج..

      أفضل بتردد: بس هزي أم ..أم مها كان..

      (هو) بتأمل: أنا بس أبيك تنفذ لي اللي أنا أبيه منك على مرحلتين:

      بعد سفري ب3 ساعات: تروح وتعطيها ورقة طلاقها، لو سألوك عني أو عن العيال، قل ما عندك خبر عن شيء..

      عقب ما نوصل بالسلامة: روح لها وقول، أنه إحنا رحنا بريطانيا، وسوينا حادث سيارة وإحنا طالعين من المطار، وأنه كلنا الله خذ أمانته ،بعيد الشر عن عيالي.

      أفضل بصدمة: وليش تسوي هزا كله..

      هو بحزن: أنا ما أبيها تقعد تتحسر طول عمرها، أبيها تظنهم ميتين وتبكي شوي وتنسى، لكن لو أنا خذتهم وبس، بتظل حزينة عليهم طول عمرها ومتشفقة على رجعتهم.. فاهمني أفضل فاهمني


    • اليوم بعد 17 سنة وفي بيت نجلاء، عن نفس الموضوع، لكن من زاوية مختلفة

      جواهر بحزن متوحش قاتل: بعد ما مرت ساعات من يوم خذ العيال وراح.. أنا صرت مثل المجنونة، أبكي وأضرب في وجهي، نتصل على تلفون سيارته ماحد يرد.. على تلفون البيت ماحد يرد..

      خالي راح بنفسه لبيت عمي محمد، لقى البيت مقفول ومطفية أنواره..
      أنا خلاص استخفيت، جنيت، كنت أبكي بهستيرية.. وأدور بين البيبان مثل المجنونة.. وأمي تراكض وراي وتبكي، وتقول حسبي الله ونعم الوكيل، البنت استخفت.. حد يجيب لها عيالها.. تكفى يا أخوي دوره، شوف وين راح بالعيال..

      خالي المسكين تقطع قلبه علي، راح يدور في المستشفيات، وبلغ الشرطة، اللي قالت انطروا شوي يمكن يظهر..

      بعد ست ساعات ، جانا أفضل، أنا من سمعت اسمه نطيت للمجلس ما أهتميت من حد، ومسكت في جيبه وأنا أصيح: وين عيالي يا أفضل وين عيالي؟؟


      أفضل اللي كان مصدوم: ما أدري يا أم ئبدالعزيز.. ما أدري
      أنا جيت بس أسلمكم هزي..

      وسلم ورقة كانت في يده لخالي، خالي فتحها بحذر، وعقب قال بصدمة: ورقة طلاق، ليش يا أفضل، هذي فعايل عيال الناس.. يبي يطلق بنتنا يجي يطلقها مثل مايسوي الرياجيل موب بالخش والدس عقب ما يأخذ عيالها، والله حتى اللي ماله أصل مايسوي كذا..

      أنا كنت في حالة صدمة وموب قادرة أستوعب اللي يصير، عقبها مد أفضل لخالي ورقة شيك، وقال بحزن: هذي منه لجواهر، ويطلب سماهها (سماحها)..

      خالي اللي كان خلاص وصل أخره من الزعل، خذ الشيك وقطعه، وقال: وصل له هالحكي، علمن يوصله ويتعداه: العيال بنجيبهم من ورا خشمه، والحركة اللي سواها، والله ما أخليها تطوف وأنا بوفهد وولد فهد.. هو مفكر جهير مالها والي ولا سند يسوي فيها هالفعايل..

      أنا توني قدرت أستوعب اللي يصير، رجعت أنط على أفضل وأمسك في ثيابه وأصارخ بهستيرية: هو بالقلعه اللي تقلعه، خله يطلقني، يذبحني، بس قله يرد لي عيالي، ما أبي منه شيء، بس يرد لي عيالي، أدري أنه يكرهني، بس عيالي مالهم ذنب..


    • اليوم/ بعد صلاة العصر بشوي

      (هو) قاعد في مجلسه الخارجي اللي واجهاته كلها زجاج وعلى زاوية تطل على شارعين ويبدو كأنه قصر صغير مستقل عن باقي البيت، كانوا قاعدين في الجلسة الداخلية، وعنده أفضل..

      هو بمودة: ها يا أفضل وش عندك؟؟ قلت لي اليوم في البنك أنه فيه موضوع مهم تبي تكلمني فيه..

      أفضل بحذر: إيه تال ئمرك (طال عمرك)، واللي شجعني ئقب (عقب) هالسنين، الموزوع (الموضوع) اللي أنت فتهته(فتحته) اليوم.. موزوع أم العيال

      (هو) بحذر أكبر: تكلم أفضل تكلم..

      أفضل بحذر مشوب بخوف: تزكر أنك كلفتني بمهمتين يوم سفرك قبل 17 سنة..

      -أذكر
      - الأولى سويتها مسل(مثل) ماقلت لي، بس السانية(الثانية)
      - وش فيها الثانية (هو بفجيعة)
      - خربتت (خربطت) فيها (مثل اللي يلقي قنبلة كان لها دوي هائل)

    • بيت أهل جواهر قبل 17 سنة، أفضل جاي ينفذ الجزء الثاني من مهمته، وهو يقدم رجل ويؤخر الثانية، لحد الحين صراخها البارحة في أذنه، حاس بألم كبير.. بس شيسوي هذي وصية الغالي ولد الغالي..

      دخل المجلس ولقى أبو فهد جالس عند دلاله يسوي قهوته، وعنده عياله فهد وطلال وولد أخته عبدالعزيز
      سلم أفضل وجلس وهو مسوي حاله حزين عشان يضبط السالفة، وكان أبو فهد يحاول يكتم غضبه، ويقول في نفسه هالمسكين وش ذنبه؟؟

      أفضل تنحنح بحزن مرسوم: ئمي ئندي خبر لكم

      في نفس الوقت العيال راحوا داخلوا يبلغون جواهر أن أفضل جاء..رغم أن أفضل كان يتمنى يقول الخبر بدون مايواجه جواهر.. بس لقافة البزران.. وحكم ربي قبل كل شيء.. لأنه لولا جية جواهر كان مشى المخطط مثل مارسمه (هو)

      أبوفهد بحذر: شنو عندك يا أفضل بعد؟؟

      أفضل بحزن جزء منه مصنوع وجزء حقيقي: الئيال (العيال) سافروا مع أبوهم لبريتانيا..وهم تالعين (طالعين) من المتار (المطار)..سووا حادس سيارة....

      وأفضل يتكلم،، قاطع كلامه دخول جواهر اللي حالتها حالة، وجهها منفوخ من البكاء وشعرها منكوش، وهي تسمع أخر جملة يقولها...

      رجعت تمسك في جيبه، وهي تصيح صياح ألم عمره ماسمع شيء مرعب و موجع ومخيف مثله: عيالي وش صار لهم؟؟ عيالي ماتوا؟؟

      أفضل ابتلش وتخربط: إيه.... لا ..لا ... ما أدري...

      أبوفهد بغضب: أنت وشفيك تخربط.. العيال وش صار لهم؟؟

      أفضل بارتباك: سووا حادس سيارة بس ما أدري ئنهم ميتين أو لا...

      جواهر من سمعت جملته أغمي عليها.. وخالها يلمها ويشيلها

      وأفضل استغل الفوضى اللي صارت وانسحب..


    • اليوم / في مجلس (هو)

      (هو) بألم: ليش يا أفضل ليش؟؟ الحين عرفت ليش هالأحلام تجيني.. أكيد أنها تدعي علي.. أكيد كل يوم تتذكر وتدعي علي، حتى لو كانت تزوجت وعندها عيال، الأم ما تنسى عيالها..أنا كنت أبيها تقتنع أنهم ماتوا، عشان تكمل حياتها طبيعي... ليش يا أفضل ليش؟؟؟

      أفضل بحزن: سامحني يا بوئبدالعزيز، أنا هكيت(حكيت) لك السالفة كلها..

      (هو) بحزن قاتل: وش أسوي الحين وش أسوي؟؟

      أفضل وهو حاس بتأنيب ضمير، في نفس الوقت بالراحة لأنه ارتاح جزئيا من الهم اللي كان شايله: الشور شورك

      هو مثل اللي لمعت في باله فكرة ذهبية، بنبرة فيها رنة فرح مختلط بخوف: أنا عرفت أشلون ممكن أجيبها.. عرفت أشلون

      أفضل بحذر: قل لي شاللي تفكر فيه؟؟؟
    • بعد الغياب/ الجزء العاشر


      في بيت نجلاء /الوقت صار قبل المغرب بشوي
      ورحلة الذكريات قربت على نهايتها.. بس رحلة الوجع والألم مستمرة في قلب جواهر

      نجلاء باستفسار: طيب وأنتو وش سويتوا عقب هالخبر المفجع؟؟

      جواهر بحزن عميق: خالي فديته ماخلا شي ماسواه.. بس المشكلة أن أبو العيال ماكان له قرايب.. عدا خواله، اللي ماكنا نعرف أسمائهم، أبوي بس كان يعرفهم، أمي كانت تعرف أمه بس ماتعرف اسم عايلتها ولا خطر ببالها تسأل لأنها يمكن شافتها مرتين بس.. لأن أمه كانت مريضة وتسافر برا كثير مع أخوانها..

      وأفضل فص ملح وذاب.. أول كنا نقدر نكلمه على مجلس عمي.. بس بيت عمي لقاه خالي انباع.. يعني (هو) كان مخطط لكل شيء..

      وأنا قلبي كان يقول لي أنهم عايشين.. واللي أكد لي أنه لما رحت لبريطانيا عشان الماجستير والدكتوراة، رحت وسألت في السفارة، إذا كان فيه قطريين توفوا في ذاك التاريخ،
      السفارة أكدت لي أنه ماخرج من عندهم شهادات وفاة بهالاسماء في ذاك التاريخ..

      وهذي هي حكايتي يا نجلاء.. حزن وجع وألم وبحر دموع ماينشف


      نجلاء باستفهام حذر: باقي جزء بسيط عشان تكمل الصورة عندي.. دراستك متى كملتيها؟؟

      جواهر تتنهد تنهيدة طويلة مسحوبة من أقصى وريد في قلبها: بعد اللي صار مرت علي شهور، مو حاسة بشيء، مثل المجنونة، إلا كل الناس اعتبروني مجنونة بشكل رسمي..

      إلا عبدالعزيز هو الوحيد اللي وقف وجنبي، حنون يومي قبل يومه من يوم وهو طفل.. كان كل يوم يجي يقعد عندي، يسولف علي، ويمشط لي شعري، ويحكي لي عن المدرسة، شوي شوي صار يجذبني لعالمه..

      وعقب صار يطلب مني أساعده في واجباته مثل ماكنت أسوي قبل.. في البداية ما كنت أتجاوب معه.. بس شوي شوي.. صرت أتداخل معه.. وأحل له واجباته، وأشرح له دروسه

      أمي وخالي ماكانوا مصدقين تحسني..
      وعقب حصة الصغيرة كان لها دور في تحسني، عوضتني شوي عن فقد عيالي، كانت أم فهد تخليها معاي طول اليوم.. أنا أأكلها وأشربها وأغير لها..

      عقب سنتين من قعدتي في البيت، خالي أصر أرجع للمدرسة

      وكنا نقلنا منطقة جديدة، فرجعني هو لمدرسة عادية، لأنه أنتي تعرفين أنه المتزوجات أو اللي كانو، مايدخلون مع بنات الصباحي

      بس خالي قال بعدها صغيرة..وماحد يعرفها في المدرسة هنا.. حرام ندخلها مع حريم كبار.. خليها تعيش سنها

      رجعت المدرسة صف أولى ثانوي وأنا عمري 15.. مع دخولي 18 دخلت الجامعة، وخلصت وأنا 21 بتقدير امتياز..

      رحت بريطانيا، سنة لغة وبعدين درست الماستر والدكتوراة بنظام الفول تايم، سنة ماستر وسنتين ونص دكتوراة.. على ال26 مو 27 مثل منتي مفكرة كنت مخلصة دكتوراة..

      نجلاء صفرت بإعجاب: صراحة أنتي معجزة ياجواهر...

      جواهر بحزن: لا معجزة ولا شيء.. بس كان لازم ألاقي شيء يشغلني، وإلا كان ذبحني الهم والتفكير..

      نجلاء باستفسار: طيب وأمج أشلون خلتج تروحين تدرسين برا؟؟

      جواهر بابتسامة حب صافي: عبدالعزيز يومي قبل يومه وقتها عمره 15 سنة، هو اللي أقنع أمي وخالي اللي كانوا مترددين، أني أروح، قال إحنا بيتنا لاصق في بيت خالي، وماراح نحتاج شيء، وانا رجال البيت يعني ما أقدر أسد مكانها؟؟
      فديته عبدالعزيز هو ولدي وأخوي وكل شيء في حياتي..

      نجلاء بحذر: طيب ويوم أنه عبدالعزيز له كل المكانة ماقدر يعوضج عن غياب عيالج؟؟

      جواهر بحزن: لو عندج 3 عيال، هل واحد منهم بيعوضج عن الاثنين الباقيين؟؟

      نجلاء بإحراج: لا طبعا..

      جواهر بحب وحزن: لو كان عبدالعزيز بسم الله عليه هو اللي صار له اللي صار لعيالي، وعيالي ظلوا عندي، صدقيني كان صار لي نفس الشيء، ووقتها يمكن مالقيت حد يطلعني من جنوني، مثل ما عبدالعزيز سوا..

      نجلاء بإيمان صادق مع ارتفاع إذان المغرب: اللهم ياعزيز يا قوي ياجبار.. مع أذان المغرب هذا، أنك تريح قلب جواهر، وترجع لها عيالها..

      جواهر بلهفة وإيمان ووجع: آآآآآآآآمين يارب آآآآآمين.......

      كملت جواهر بصدمة: يوه نجلاء تأخرت وايد.. بأصلي المغرب وأتصل بعبدالعزيز، جنني اتصالات.. تدرين أنه مايرضى أسوق السيارة بعد المغرب.. الحين بأتصل له يمشي وراي

      نجلاء بحنان: لا تزعجينه، أنا بأمشي وراج بسيارتي مع السايق والخدامة..

      جواهر بنفي: لا لا عبدالعزيز ماراح يرضى، لازم هو بنفسه، السواقة بكبرها يالله وافق عليها..

    • في الليل/ في بيت جواهر

      جواهر قاعدة تتعشى مع أخوها عبدالعزيز.. اليوم الطويل اللي قضته عند نجلاء في سرد ذكرياتها المؤلمة، استنفذ كل طاقتها الجسدية والنفسية، فكانت ساكتة وسرحانة.. والشوكة تقلبها في الصحن بدون ما تأكل شيء..


      عبالعزيز بمرحه المعتاد: ياناس ياهووه.. نحن هنا

      جواهر بدون ماتنتبه: تقول شيء حبيبي..

      عبدالعزيز بعيارة: أفا.. ولا حد داري عنا.. وينج يا نوير.. تجين تشوفين بعلج الهمام، وهو مأخذ تسفيهه محترمة..

      جواهر بابتسامة دافئة: الدنيا كلها تنسفه إلا أبو منصور، بس تعبانة شوي فديتك..

      عبدالعزيز بابتسامة: إيه من صبح لبعد المغرب عند نجلاء، أكيد خلصت كل الحكي اللي عندك، أمانة أمانة.. وش الكلام اللي يأخذ عشر ساعات متواصلة؟؟

      جواهر بغموض ممزوج بالحزن: بلاك مادريت بالسوالف.. كملت بلهجة خاصة بعد ماتذكرت شيء: تراني كلمت خالي وأم فهد الليلة..

      عبدالعزيز اللي كان توه يبلع لقمة، غط فيها وقعد يكح، جواهر قامت وهي تضحك تضرب ظهره وتعطيه كاسة ماي وهي تقول: نعنبو، قلت لك كلمت خالي بغيت تموت، لو قلت لك عرسك بكرة وش بتسوي؟؟

      عبدالعزيز بلهفة: بلاعباطة جواهر.. وش قال لج؟؟

      جواهر بهدوء: قال حددوا الوقت اللي يناسبكم، تدري أن البنية لها كم شهر متخرجة، يعني ماوراها شيء خلاص..

      عبدالعزيز بلهفة أكبر: وطيب؟؟

      جواهر بحب: يعني كلها كم شهر، على حسب حجز الصالات وتكون نورة في بيتك..



    • في نفس الليلة/ وعلى العشاء/ في بيت ثاني

      يجلس ثلاث أشخاص على الطاولة
      واحد منهم كان شاب صغير في السن، طويل، نحيل، شعره طويل شوي ومتلفلف، له شنب خفيف، ملامحه هادية مثل هدوءه، يلبس تريننغ رياضة قطن واسع لونه رمادي، ويلبس نظارة طبية كان يعدلها بأصابعه النحيلة كل شوي في حركة تدل على توتر خفي..

      الثانية كانت بنت أمورة شعرها الأسود الناعم مقصوص قصة الفراولة اللي معطيه لوجهها الدائري لمحة حسن خاصة، وكانت لابسة بيجامة حرير خليط من الوردي والتركواز تحمل اسم ماركة معروفة جدا وكان أبوها هو اللي شاريها لها مثل أكثر ملابسها..

      الثالث: كان رمز الغموض والرجولة والهيبة، اللي يخبي خلف نظرة عيونه الحادة الآسرة الكثير من الأسرار، كان هو اللي فتح باب الحوار: شباب، نوف، عبدالعزيز

      نوف وعبدالعزيز: لبيه يبه..

      (هو) بلهجة هادية: عندي لكم خبر أبيكم تسمعونه مني، قبل تقرونه في الجرايد بكرة مع التهاني اللي أتوقع أنها تملأ الجرايد..

      نوف بفرح حماسي: شنو يبه شنو قول بسرعة؟؟ وعبدالعزيز بنفس هدوء أبوه: خير إن شاء الله يبه؟؟

      (هو): أنا ترقيت ترقية كبيرة، ومسكت منصب جديد أكبر..

      نوف نطت من كرسيها، وتعلقت في رقبة أبوها، وهي تبوسه عشرين بوسة على رأسه وخدوده: مبروك يبه، مبروك ياقلبي، تستاهل، والله تستاهل، أصلا مافيه حد يستاهل في الدنيا كلها قدك..

      عبدالعزيز قام بهدوء، طبع قبلة هادية على رأس أبوه، وقال بفرح هادئ لكن صادق يشبه شخصيته: مبروك يبه عقبال المنصب الجاي إن شاء الله

      (هو): الله يبارك فيكم ياعيالي، ولا يحرمني منكم، وعقب احتمال تسمعون خبر أهم بوايد..

      نوف وعبدالعزيز : شنو يبه؟؟

      (هو) بلهجة فيها غموض وحزن:مو وقته الحين.. في وقته..في وقته ياعيالي.

      عبدالعزيز قال: إن شاء الله.. ورجع مكانه بكل هدوء بدون مايهتم...
      لكن نوف انشغل بالها وصارت تفكر: شنو الموضوع اللي أهم عند أبوي من ترقيته..(بخوف مدمر) لا يكون يبي يتزوج؟!!!!



    • ثاني يوم /في البنك

      كان خبر ترقي (هو) واستلامه منصب المدير الأقليمي للبنك لكامل منطقة الشرق الأوسط مو قطر بس، معبي الجرايد تهاني له..

      وكانت الاتصالات تنهال عليه من كل مكان، بس هو تفكيره كان بمكان ثاني، وبشيء ثاني..

      ضغط زر الاتصال الداخلي، بصوته الهادئ الواثق اللي تعود استخدامه مع موظفينه: خليفة، لو سمحت، لا تحول أي اتصال خلال الساعة الجاية..

      خذ نفس عميق..ألتقط موبايله، ودور على رقم معين في القائمة:
      - ألو..
      - ........
      - هلا والله حيالله أبو سعد
      - .........
      - الله يبارك فيك.
      - ...........
      - أبوسعد طال عمرك.. أبيك في خدمة ماراح أنساها لك طول عمري..
      - ...........
      - تسلم أدري أنك ما تقصر.. فيه اسم بأعطيك إياه أبيك تشوف لو فيه موبايلات باسمه..
      - ..........
      - يا بو سعد الله يرضى عليك، السالفة بسيطة، والله أنه من الأهل بس أنا مضيع أرقامه..
      - .........
      - تسلم .. اسمه عبدالعزيز منصور حمد الـــ
      - ........
      - معاك على الخط (قالها وهو حاس أنه قلبه بيوقف)
      - ........
      - تقول رقمين، عطني إياهم طال عمرك
      - .........
      - الاول ******5، والثاني******5
      - .........
      - مشكور مشكور، الله يقدرني على رد جمايلك
      - .........
      - مع السلامة


      حط (هو) الرقمين قدامه، متوتر.. خايف..قلق..يكلم نفسه:

      وش فيك يا(... )عمرك ماصعب عليك شيء، عمرك ماحطيت شيء برأسك وماحصلته، كلها اتصال، أنت اللي ترج السوق رج خايف من اتصال ، قول بسم الله وتوكل على الله، بياكلونك يعني، ماحد يقدر يهز شعرة من رأسك..ماحد بقدر يأثر فيك، ولا يأثر على عيالك أو محبتهم لك..
      قول بسم الله.. لازم تريح ضميرك..كفاية عليك عذاب السنين اللي فاتت وكوابيسها، أطوي هالصفحة من حياتك وارتاح، قبل تواجه وجه الكريم..

      خذ (هو) نفس عميق.. وبيد ترتعش غصبا عنه دق على الرقم الأول منها...

    • بعد الغياب/الجزء الحادي عشر


      قبل 4ساعات ونص من محاولة اتصال (هو) على الرقم اللي خذه من أبو سعد..

      في بيت منيرة
      اليوم الخميس هي وصديقاتها اليوم ماعندهم جامعة
      بس هي صاحية من الساعة 6 الصبح

      ما تحب تفوت لمتها مع أهلها الصبح قبل كل واحد يروح لدوامه...

      قاعدة هي وأختها سارة اللي أكبر منها بسنة، في الصالة اللي تحت، مشغلين الدفاية، ويشربون حليب زنجبيل.. ويسولفون.

      سارة بتأفف: يوم الخميس هذا أنا صرت أكرهه ذا الفصل، وش معنى أنتي ماعندس شيء.. وأنا اللي أروح في ذا البرد..

      منيرة بعيارة: دنيا حظوظ.. دنيا حظوظ..

      سارة الخبيثة قلبت السالفة على منيرة اللي كانت تبي تغيظها فطاحت هي في الحفرة: زين كمليها: والله رمى حظي معاك (سارة بخبث)

      منيرة عصبت جد: صدق وحدة ما تستحين..لولا إنس أكبر مني، ومحترمة شيباتس، وإلا كان وريتس شغلس..

      سارة بعيارة: قومي وريني، كان فيس خير.. بكرة يأخذس سلوم لبيته (بيت الرعب) وهو اللي بيوريس الشغل .. ويأدبس يوم لسانس يلوط أذانس..

      منيرة بزعل حقيقي: سارة أصبحي وأفلحي واللي يرحم شيبانس..

      أخوهم علي بطوله الفارع وجسده الأقرب للإمتلاء يدخل عليهم بلبس كلية الطيران، بابتسامة: يالله صباح خير، الناس قايمين يذكرون ربهم وانتم تهادون من صباح الله...

      سارة بعيارة: شوفوا من اللي جا.. أبو كرافتة.. أنت أول عدل ذا الكرفتة اللي على صوب.. وعقب تفلسف..

      علي بنفس الابتسامة: العقال مهوب على رأسي عشان أكوفنس فيه.. والكرافتة قد لي ساعة أزين فيها.. وإلا كان فكيتها وخنفتس فيها..

      سارة وهي تضحك: أنت وأختك الملسونة تبون لكم أدبن مهوب ذا.. ماكني بأختكم الكبيرة..

      منيرة وهي تحاول تنسى زعلها من سارة: خل اختنا الكبيرة تعطف علينا عشان إحنا نحترمها..

      علي بعيارة: إيه والله إنس صادقة.. كن حن ذابحين أمها وإلا أبوها.. وعلى طاري أمها وإلا أبوها ليت حن ذاكرين مليون ريال..

      أبو علي وأم علي يدخلون في نفس الوقت، وأبو علي يقول: صدق إنك خسارة، ودك بالمليون ملا أمك وأبوك..

      علي يقوم يحب خشم أبوه: جعلني فداك.. أتعيير على سارة الموذية.. وإلا أنت وأمي تسوون عندي مليون وخمسين ألف، مليون وواحد وخمسين أفكر أبيعكم.. وأعطيهم سارة هدية مجانية..

      أم علي بحب: يا كثر حكيك الفاضي، قوموا تريقوا وكلن يسرح لدوامه..


    • في بيت (هو)...


      نوف ماعندها محاضرة إلا الساعة 10، فكانت نايمة..

      بس عبدالعزيز اللي كان في ثاني ثانوي أو (Grad-11) كان لازم يقوم عشان المدرسة..

      ولتأخر عبدالعزيز عن نوف في الدراسة حكاية.
      لما رجعوا من أمريكا، المدرسة الانجليزية اللي دخلوها، عملوا لهم اختبار مستوى، نوف طلعت أعلى من مستواها بسنة، بينما عبدالعزيز طلع أقل من مستواه بسنة، فمن هنا طلع بينهم فرق سنتين في الدراسة..

      وهالموضوع لحد الحين مأثر في نفسية عبدالعزيز رغم إنه مايبين، لأنه مثل ماهو معروف: التوائم بينهم ارتباط كبير، فلما صارت بينهم هالفجوة، نوف طالبة جامعة، وهو بعده في المدرسة، حس عبدالعزيز بنوع من العزلة.

      قاعد هو وأبوه على السفرة يتريقون، أبوه يشرب قهوته ويتصفح الجريدة بهدوء: يبه عزوز تريق بسرعة أو صلك على طريقي، عشان اليوم بأستلم منصبي الجديد ولازم أكون هناك بدري، إلا لو تبي عمك أفضل يوصلك. (ويقول في نفسه: موبس المنصب اللي شاغلني، فيه شيء أهم بكثير بأسويه اليوم)

      عبدالعزيزفي خاطره شيء يبي يقوله من زمان، يقول في نفسه :ماشاء الله عليها نوف، اللي تبيه تحصله على طول، ماتتردد تطلب، ليش ما أكون مثلها، بعدها حاول يتجرأ بس ما قدر، يـتأتئ ويسكت..

      أبوه يطالعه: تبي شيء عزوز؟؟

      عبدالعزيز بنبرة حزن: سلامتك يبه، نمشي طال عمرك؟؟



    • في بيت مها/
      الساعة صارت عشر الصبح ومها بعدها ماصحت/اليوم ماعندها جامعة


      مها تفتح عيونها بشويش وهي تمد يديها لأخر حد: الله ياحلاة التصفيرة
      (التصفيرة:نومة الضحى) ياليت كل يوم أرقد لذا الحزة..

      تلف على يمينها، تلاقي حد نايم في سرير أختها الجازي اللي في صف ثاني ثانوي.. تنقز متخرعة.. وتسحب الغطاء عن النايم، تبي تشوف من هو

      أوووف.. وش هالأزعاج.. خلوني أنام (الجازي بصوت نعسان)

      مها بغضب: الجويزي.. الجازي يالعلة.. قومي .. قومي.. وشفيش مارحتي للمدرسة اليوم ياعلة الكبد أنتي؟؟

      الجازي تسحب الغطاء وتغطي نفسها: لحوووول.. لو أدري أنش اليوم ماعندش جامعة، كان أجلت غيابي يوم ثاني، عشان أخلص من حنتش..

      مها ترد تسحب الغطاء منها: أمي تدري عن غيابش ؟؟

      الجازي بنعاس وزعل، وهي تسحب الغطاء عليها مرة ثانية: إيه، تدري، وخلي السناح من يدش، بيمزع منش ياالدبة..

      مها بعصبية: أنا الدبة..وتكمل بخبث: زين وسعود يدري أنش غايبة؟؟

      الجازي تنط واقفة كأنه كبوا على رأسها ماي بارد: لا فديتش، خلاص توبة.. انا الدبة والخايسة واللي أستاهل الخنق.. كله ولا سعود، تكفين تكفين..

      مها بخبث: قومي حبي رأسي أولا، وجيبي لي نسكافيه ثانيا، وعقب بأفكر أقول له وإلا لا..

      الجازي نطت تحب رأسها..ثم ركض تنزل الدرج ركض عشان تجيب لمها نسكافيه.. وخيال سعود في رأسها، مع أنه عمره ماضربها ولا حتى عصب عليها، بس تخاف منه موت. ومن كلمته القوية.

      مها تطالع الباب اللي طلعت منه أختها بحنان: ياحبي لها ذا البنية..

      الجازي هي أخر العنقود في بيت مها..دلوعة وطيبة ونحيفة جدا عكس مها اللي كان جسمها مليان شوي وذابحة نفسها ريجيمات.. توفى أبوها وهي عمرها (الجازي) سنة، تحب سعود وتخاف منه مثل لو كان أبوها.. عندهم أخ أصغر من سعود وأكبر من مها (محمد) أخر فصل في الجامعة بعد سبع سنين قضاها فيها، الدنيا عنده ضحك وربع وكشتات وابتسامته ما تفارق وجهه ، تعتقد إنها جزء من تركيبة وجهه.. على عكس سعود الجدي اللي شال الهم من وفاة أبوه وعمره12 سنة، رغم أن أعمامهم وخوالهم ماقصروا معهم، إلا إن حس سعود المتزايد بالمسئولية عن أمه وأخوه وخواته حرمه يتمتع بمراهقته وشبابه..




    • الساعة 10 وربع صباحا/ في مكتب جواهر ونجلاء

      نجلاء تقلب أوراق في يدها بملل، ثم ألتفتت لجواهر تسأل: كم باقي على محاضرتج؟؟

      جواهر ترد بهدوء وهي تقرأ كتاب في يدها: ساعة إلا ربع

      نجلاء بمودة: جيجي حبيبتي، طلبتج..

      جواهر تخلي الكتاب اللي بيدها، وتلتفت لنجلاء: نعم يالأذوة أنتي.. وش تبين؟؟

      نجلاء تصنع الزعل: أفا.. إذا هذا أولها.. خلاص ما أبي شيء.

      جواهر بابتسامتها الحلوة: موب علي هالفيلم، تبين شيء قولي، ماتبين موفرة أحسن..

      نجلاء: بلى أبي، أبي.. وقامت نطت لمكتب جواهر وحطت الأوراق عليه: راجعي لي بس الدرجات وتأكدي من الجمع، شغلة ماراح تاخذ منج نص ساعة.. من الصبح جايبة الجريدة، ما قدرت أفتحها، أبي أتصفحها قبل محاضرتي.

      جواهر وهي تقلب الأوراق: هذا أنتي ماطلبتي إلا فرضتي علي يالموذيه.. الله يعين عليج، أنتي عقوبة من ربي لي..

      نجلاء وهي تقلب الجريدة: عادي قولي اللي تبينه، المهم تراجعين لي الدرجات.

      جواهر وهي منهمكة في تدقيق الدرجات، رن موبايلها، خذت الموبايل طالعت الرقم الغريب والمميز جدا، ترددت ترد..

      نجلاء بدون ماترفع رأسها من الجريدة: ردي على تلفونج المزعج..

      جواهر بدون اهتمام: رقم غريب ومميز جدا جدا..

      نجلاء بإهتمام: يالهبلة رقم مميز جدا جدا بعد، ردي لا يكون حد مهم..

      جواهر جات ترد سكت الموبايل، هزت كتوفها، ورجعت تدقق درجات طالبات نجلاء..

      بعد خمس دقايق رجع الموبايل يرن نفس الرقم..

      جواهر اللي بدأ يتسلل لها شيء من الاهتمام: نجلاء نفس الرقم.. أرد؟

      نجلاء ورأسها في جريدتها: ردي.. بياكلج يعني..

      جواهر بنبرة هادية وواثقة: ألو
      - مافيه رد، صوت نفس خفيف على الطرف الثاني
      - ألو (جواهر بصوت أعلى)
      - مافيه رد..نفس صوت النفس بس هالمرة بصوت أعلى شوي..
      - ألو من معاي.. لو سمحت رد..
      - صوت نفس أعلى
      - جواهر هنا عصبت وبنبرة غضب: قليل أدب ووقح وماتستحي.. وقفلت الخط بوجهه..

      نجلاء تسأل: من؟؟
      جواهر وهي ترجع لأوراق نجلاء: واحد قليل أدب



    • في بيت الزكاة/ مكان شغل عبدالعزيز

      راشد جاي يزور عبدالعزيز، وعبدالعزيز مبسوط كثير من هالزيارة: يا حيالله أبو ناصر، تو ما تبارك شغلي يوم شرفت مكاني..

      راشد بابتسامة ودودة: يا حياك الله، جايين نسلم عليك، وترا الزيارة موب لله..

      عبدالعزيز: أفا.. من أولها مصالح.. زين خلها لين الزيارة الجاية..

      راشد بابتسامة: اطرق الحديد وهو ساخن

      عبدالعزيز بمودة: آمرني وتدلل

      راشد: طال عمرك في الطاعة، انا وربعي اللي في الجامعة نبي نسوي معرض صغير لجمع التبرعات باسم اتحاد كليتنا لأهالي غزة المحاصرة، ونبي مساهمتكم..

      عبدالعزيز: حاضرين أسوي كتاب ونعرضه على المدير، وإن شاء الله أنه تم.. وغيره..

      راشد: جعلك سالم يابو منصور، رخص لي الحين، عادني أبي أمر على جمعية قطر خيرية، وجمعية الشيخ عيد بن محمد، والهلال الأحمر..

      عبدالعزيز: والله ماتقوم من مكانك، أنا بالتلفون أسوي لك اتصالات معهم كلهم، ومع هيئة الأغاثة بعد.. الأرقام كلها عندي، وحنا بين تعاون.. مافيه داعي تتعنى

      راشد بارتياح كبير ونبرة صداقة وود حقيقية: جعلني ماخلا منك.. ماتدري وش كثر ريحتني..


    • في البنك/ في مكتبه

      (هو) جالس غارق في التفكير، وفي يده موبايله.. تفكيره مشلـــــــول.. وأعصابة شبه فالتة منه..

      وش فيك يا(...) وش فيك؟؟؟.. عمرك ماكنت جبان، ليش ما تكلمت، كأنك مراهق خايف.. أول مرة يسمع صوت أنثى!!!!!

      صوت أنثى؟؟!!!!
      بس صوتها مايقال عليه (مجرد صوت أنثى)، صوتها هو الأنوثة المجردة.. صوتها ضربه في الصميم.. في الصمـــــــــــــــــــيم..

      عيب عليك يابو عبدالعزيز..عيب ، مو أول مرة ولا اخر مرة تسمع صوت حريم، في شغلك تكلم كل يوم 100 مره

      بس صوتها غير، غير.. غـيـــــــــــــــر..
      صوتها لمس شيء مدفون تحت الرماد في عمق أعماقي، مكان عمر مره ما قدرت توصل له...
      صوتها يرن: من إذني مكان ما دخل، إلى أقصى وريد وشريان فيني مكان ماسكن واستقر..

      كل كلمة.. كل حرف من الألو الأولى اللي كانت ماس الكهرباء، إلى (ماتستحي) اللي كانت الصاعقة اللي صابتني.. أول مرة أنشتم وأكون طاير بالشتيمة..

      من تكون؟؟ من تكون؟؟ من تكون؟؟
      تكون زوجة عبدالعزيز.. (ابتسم) معقول عزوز يكون تزوج؟؟
      ياحظه لو زوجته عندها هالصوت العذب الأنثوي اللي يسكر.. لو زوجتي عندها مثل هالصوت..ماكان خليتها تسكت.. بس تتكلم وتتكلم وأنا بس أسمعها.. وأتلذذ بهمسها ورنين صوتها..

      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. استغفر ربك يابو عبدالعزيز.. مافكرت هالتفكير وأنت مراهق.. تفكره الحين

      تكون جواهر؟؟... لا لا لا لا.. مستحيل.. جواهر أذكر صوتها، كان مخنوق شوي وفيه خنة..

      معقول يكون عبدالعزيز راعي خرابيط، ويكون مطلع رقم لصحيبته؟؟؟ لا لا عزوز ما يسويها.. وأنت أشدراك؟.. تركته وهو طفل عمره 7 سنين.. ماتدري عنه الحين..

      ياربي وش هالحيرة؟؟ أتصل على الرقم الثاني؟؟
      لا لا.. بأنتظر شوي.. كفاية علي الضغط اللي أنا حاسه..

      (أبتسم) ومابي أسمع صوت عقب صوت الملاك اللي سمعته، خل صوتها يتربع في أذني شوي..

    • الساعة 10,25 في بيت فاطمة

      فاطمة بعدها نايمة.. أمها تتعب من طلعة الدرج، بس تتحامل على نفسها.. عشان تطلع..

      رغم أن فاطمة عمرها20 إلا أن أمها عمرها 59، لأن أمها وأبوها ظلوا يعالجون 18 سنة بعد زواجهم لحد ماجابوها، وماعندهم غيرها.. فهي دلوعتهم، الهوا اللي يتنفسونه، مصدر فرحتهم وبهجة حياتهم..

      أم فاطمة تتسند ومعاها الشغالة، لحد ماوصلت لغرفة فاطمة، دخلت الغرفة ولقتها مظلمة وفاطمة بعدها نايمة، طلبت من الشغالة ترفع الستاير،فدخل النور للغرفة الواسعة اللي كل شيء فيها يدل على أن صاحبتها بنت لأقصى حد.. اللون الوردي في كل شيء.. الدباديب بكل الأحجام معبية الغرفة.

      أم فاطمة جلست على السرير وهي توخر الدبايب اللي في كل مكان.. و تصحي فاطمة بشويش، كانها خايفة تكسرها: يمه فطوم.. فطوم.. قومي حبيبتي الظهر باقي عليه ساعة، قومي كلي شيء قبل الصلاة..

      فاطمة بصوت نعسان، وهي حاضنة دبدوبها: يمه فديتج خليني أنام لين يأذن..

      أم فاطمة باستسلام سريع: زين يمه، بأرجع أصحيج، إذا أذن..

      ورجعت أم فاطمة تنزل الدرج، رغم أنها بترجع تطلع بعد نص ساعة..



    • الساعة 10 ونص في مكتب جواهر ونجلاء

      نجلاء بعدها تقرأ في الجريدة، وجواهر تدقق درجات طالبات نجلاء..

      نجلاء بنبرة هادية فيها نبرة فخر خفيفة: ماشاء الله فيه، واحد قطري أخذ منصب المدير الأقليمي للبنك العالمي الإسلامي لكل منطقة الشرق الأوسط، بعد ماكان المدير العام للبنك في قطر بس..

      جواهر بهدوء وعيونها مركزة في الورق: الله يزيده، ولكل مجتهد نصيب..

      نجلاء: ماشاء الله الجرايد متعبية تهاني له بالصفحات الكاملة..

      جواهر بدون اهتمام: وش اسمه أبو تهاني هذا، على الاقل نعرف اسم المدير العود للبنك اللي حسابي عندهم..

      نجلاء بنبره هاديه: اسمه.......



    • بعد الغياب/ الجزء الثاني عشر





      الساعة 11 في مكتب نجلاء وجواهر


      نجلاء بقلق قاتل: جواهر يا قلبي، وش فيج، صار لج نص ساعة وأنتي على هالحال، مثل اللي فاقد الذاكرة..
      ياجواهر ردي علي.. حرام عليج اللي تسوينه فيني..
      محاضرتج بدت.. منتي برايحة للبنات؟؟
      جواهر لو تسوين فيني مقلب، ترا المقلب قلب جد..
      جواهر..
      جــــواهر.....
      جــــــــــواهر.........



      جواهر ساكتة، عيونها جامدة ما ترمش، كانها مخلوق انسحبت منه الحياة فجأة.. ونجلاء تحاول تصحي فيها بدون فايدة..


      بعد عدة محاولات من نجلاء تكلمت جواهر بصوت هامس كأنه طالع من قبر: أبي أشوفه..أبي أشوفه.....
      ثم كملت بصوت مختلف 180 درجة أشبه بصرخة فيلم رعب: أبي أشوفه.. أبي أشوفه


      نجلاء بخوف: منهو اللي تبين تشوفينه؟؟


      جواهر في حركة وحدة قامت تلبس نقابها، وفي لهجة آمرة: قومي نروح له الحين الحين..


      نجلاء بدهشة شديدة وعدم فهم: بسم الله عليج.. منهو اللي احنا بنروح له..


      جواهر بسكون مخيف: مدير البنك هذا..


      نجلاء باستغراب: جواهر أنتي أشفيج؟؟ استخفيتي؟؟


      جواهر وهي مصممة إنها ما تبكي أو تتهور أو تقوم بتصرف تندم عليه لحد ما تتأكد من شخصيته: هو يا نجلاء، هو..


      نجلاء وفي رأسها علامة استفهام كبيرة: هو من؟؟


      جواهر بهدوء متربص.. حذر.. غامض: أبو العيال...
    • في بيت أبو فهد / كانت أم فهد قاعدة عند دلالها تتقهوى بروحها: الله يرحمج يا أم عبدالعزيز، والله أن مكانج بين.. يجعل الجنة مثواج، عقبج مابه من يحاكيني ويرادني الصوت.

      نورة اللي توها تدخل سمعت أمها وش تقول: أفا وأنا وين رحت؟؟ ماسد مكان سميتي..

      أم فهد تهز راسها بحزن: الله يرحمها ليتج ربعها..

      نورة تهز رأسها: الله يرحمها ويجعل الجنة مثواها.. وشفيج مصبحة محزنة.. حد يتصبح بوجه النوري العسل ويكتئب؟

      أم فهد بحزن عميق: جهير يا نورة جهير كاسرة ظهري..

      نورة بمودة: وش فيها جواهر؟؟ ليت كل الناس مثلها..

      أم فهد بنبرة حزينة: بلاكم ما تحسون بوجيعتها.. أنتي كنتي صغيرة، يمكن ماتذكرين وش صار فيها.. بس فهد وطلال وموزة يذكرون.. كانت بتموت على عيالها، أمها كانت مصبرتها وملهيتها.. بس عقب ماراحت نورة، أنا خايفة على جهير من التفكير.. خايفة عليها من الهواجس اللي تسري على الواحد تالي الليل، هواجس التوحاد والوحش..

      نورة بمرح: عاد على التوحاد والوحش هذي سويتي فيلم رعب، دلعيها يمه، قولي وحدة ووحشة، بتصير أذرب؟؟

      أمها : بلاج مخج فاضي ومصدي، الله يعين عبدالعزيز عليج.. عبدالعزيز الثقل والركادة والعقل، مايطيحه حظه الردي إلا في وحدة خبلة..

      نورة بمرحها اللي ما تخليه: إلا يا حظه.. عمتي نورة دعت له كل ليل أكيد عشان حظه يصيدني..

      أمها: قصدج يطيح فيج يالحفرة من ردى حظه

      نوره بابتسامة: لحول أم فهد ماكلة علينا حصى....وين البشكارة على قولتج، أبيها تسوي لي حليب كرك؟؟

      أم فهد: تنظف غرفة حصة..قومي سوي لروحج..

      نورة بعيارة: إيه تنظف غرفة دلوعتج أنتي وجواهر.. أبي أعرف هالبنية وش مسوية لكم..ماكلة مخكم؟؟

      أم فهد بحب: مسوية الزين والسنع.. مو مثل خبالج..

      نورة تصنع الزعل: أفا رجعتي علي.. (تغير السالفة) عيالج المعاريس أكيد بيشرفونا الليلة هم و شواذيهم، بما أن الليلة الجمعة؟؟.. (الشواذي: القرود، تقصد عيال أخوانها)

      أم فهد بحب: الله لا يحرمني شوفتهم وشوفة عيالهم.. وكملت بزعل: مافيه شاذي ربي بلاني فيه غيرج..

      نورة: قصدج الغزال بس غلط مطبعي ماعليه صلحته لج بس لا تعودينها يا المزيونة.. والله يعينا على الأزعاج الليلة بس


    • نجلاء بهدوء حذر ومصدوم: أنت تقصدين أن مدير البنك هذا هو أبو عيالج أبو عيالج اللي ما كنتي راضية تقولين لي اسمه؟؟

      جواهر بنبرة غامضة: الاسم كامل هو نفسه، من اسمه لاسم أبوه لاسم جده لاسم العايلة.. قومي نروح البنك أبي أشوفه بنفسي عشان أتاكد.. ما أبي أعطي نفسي أمل.. ويطلع مجرد تشابه أسماء..

      نجلاء بحذر: وبأي صفة وباي طريقة بنقابله؟؟ واحد مثل هذا أكيد جدول مواعيده مزحوم..

      جواهر بانهيار ماقدرت تمسكه: تكفين نجلاء دوري لي طريقة، أنا موب قادرة أفكر.. حاسة قلبي وعقلي بيوقفون من الخوف..والتوتر.. والرعب.. لازم أشوفه الحين.. ما أقدر أصبر، طالبتج دوري لي حل.. تكفين.. تكفين.. وغلا حمودي عندج..

      نجلاء مثل اللي لمعت في رأسها فكرة: انتظري دقيقة... مسكت موبايلها ودقت رقم بسرعة: هلا والله بأخوي حبيبي
      ............
      أبيك في خدمة فديتك
      ...........
      تعرف مدير البنك العالمي الإسلامي؟؟
      ............
      مو الفروع، نبي الرئيس نفسه..تعرفه؟؟
      .........
      زين تكفى نبي نقابله اليوم..
      ........
      ليش مستحيل؟؟ مو قايل لي الحين أنه صديقك الروح بالروح.. نبي نقابله 5 دقايق بس..
      .........
      أدري أنه ماسك منصب جديد.. واكيد مشغول بزيادة.. بس أنا أبي أشوف غلاي عندك.. شغل علاقاتك اللي قاعد تشلخ علي فيهم شوي عشان أختك حبيبتك..
      ..........
      يعني خدمة بخدمة؟؟.. الحين أنت أخدمني.. وموضوعك خله بعدين..
      ...........
      نبي نسوي معرض وظايف لطالبات الجامعة، ونبي نقنع بنكه أنهم يشاركون فيه..
      ..........
      طالبتك طلبة.. مو تحاول.. أنا طالعة الحين من الجامعة متوجهة للبنك، عشر دقايق ونكون هناك..نبي نوصل يكون عنده خبر بجيتنا..
      ..........
      أنا وجواهر...
      ..........
      موب شغلك.. لا صارت مرتك تحكم فيها..
      ...........
      ماعليه.. نتفاهم.. مع السلامة


      طول وقت المكالمة وجواهر كانت في عالم ثاني.. ثاني.. ألف فكرة توديها.. وألف فكرة تجيبها.. حاسة أنها ضايعة.. مثل ريشة وسط إعصار، حاسة أنها مقبلة على شيء خطير..أخطر منها ومن أعصابها ومن تفكيرها.. حاسة إنها على وشك الانهيار..

      تعودت على حياتها الرتيبة، اللي بدون طعم، المليانة حزن ودموع.. اللي مافيها شيء مفرح غير عبدالعزيز.. تعودت على سهر الليالي مع الذكريات واليأس والوجيعة.. تعودت على الحياة الصامتة مثل قبر خالي..

      لو كان هو جد أبو عيالها..ياترى بتشوف عيالها أخيرا؟؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟ نوف وعبدالعزيز أخيرا؟؟ أكيد شباب الحين.. كيف صارت أشكالهم؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وألف كيف وهل وليش ؟؟

      هل قلبها اللي تشبع بالحزن ممكن يعرف طعم الفرحة؟؟ .. طيب ولو هو أنكر معرفته فيها.. طيب لو أصلا ما كان هو في الأساس.. وكان مجرد تشابه أسماء.. ولو؟؟ ولو ؟؟ ولو؟؟

      حست رأسها بينفجر وهي خلاص مو قادرة تفكر، مع إنهاء نجلاء لمكالمتها الثالثة: يالله قومي بنروح..

      جواهر مثل الجسد اللي من غير روح، قامت تسحب روحها مع نجلاء، وهي تطلع بارتباك مفتاح سيارتها..

      قالت لها نجلاء بثقة، وشخصية أستاذة الجامعة القيادية تظهر بوضوح: رجعي السويج لشنطتك.. أنا مجنونة أخليج تسوقين وأنتي بهالحالة.. أنا كلمت دكتورة تهاني، سايقها واقف برا، توه جايبها.. وهي ماراح تخلص قبل المغرب.. هو بيوصلنا البنك، وبعدين يرجعنا للبيت، وكلمت السكرتيرة وطلبت منها تعلق اعتذرات عن محاضراتنا اليوم، وسيارتك خليها هنا لحد يوم الأحد ماراح يجيها شيء.


      جواهر كانت تهز رأسها بدون تفكير لكل شيء تقوله نجلاء اللي كانت تسحبها من يدها وتركض فيها لمواقف أعضاء هيئة التدريس.



    • في البنك/ مكتب المدير

      مازال (....) في حالة الذهول المنعش و الخدر اللذيذ اللي اجتاح خلاياه، من بعد الصوت اللي سمعه..

      قاطع حالته السكونية الغريبة والممتعة، دخول سكرتيره خليفة عليه:
      أنا أسف بو عبدالعزيز، بس (أبو فيصل الـ ) مصر إلا يكلمك ضروري..يقول يدق موبايلك مسكر..

      تنهد (هو) تنهيدة طويلة وهو آسف على الظروف اللي أجبرته على الخروج من الصومعة اللي كان مستمتع فيها: حوله لي

      لقط سماعة مكتبه: هلا والله بابو فيصل. وينك يالقاطع.. يا أخي ما كأنا بربع، وينك أسبوع ما سمعت صوتك؟؟
      ..............
      الله يبارك فيك، عقبال ما أبارك لك في زواجك من اللي منشفة ريقك..
      .............
      أفا.. انت تآمرني أمر..
      .............
      وش هالأحراج يا بو فيصل..زين بأخليهم يقابلون رئيس الموارد البشرية.. هو المسئول عن سوالف فرص العمل والتوظيف..
      ..................
      تقول جايين في الطريق، ويمكن على وصول.. لحول يابو فيصل.. مالقيت تبلشني إلا في عجايز الجامعة.. الله يسامحك..
      .............
      زين عشان خاطرك أنت بس.. بس تراني بأدفعك ثمن هالخدمة غالي..
      ...............
      في أمان الكريم


      مع إنهاء (هو) لمكالمته، كان خليفة يدخل عليه، ويقول: فيه برا دكتورتين من الجامعة، يبون يقابلونك.. ويقولون أنهم من طرف أبو فيصل..

      (هو) بنفاذ صبر: هو حد وداني في داهية غير أبو فيصل، خلهم يتفضلون.. واسمعني عدل.. بعد 7 دقايق بالكثير تدخل وتقول أنه الموظفين ينتظروني عشان الاجتماع.. أنا اليوم مشغول وايد.. وماني فاضي لقرقرة حريم.. الله يبلش أبوفيصل..

      خليفة: إن شاء الله طال عمرك..

      خليفة يفتح الباب على أخره ، ويأشر بيده للداخل وهو يقول: تفضلوا لو سمحتوا، سيادته ناطركم.........


    • بعد الغياب/ الجزء الثالث عشر

      #أنفاس_قطر#


      طول الفترة اللي تفصل بين الجامعة ومقر البنك الرئيسي اللي في منطقة الأبراج على الكورنيش، جواهر ونجلاء قاعدين جنب بعض متلاصقين على الكرسي اللي ورا، و كانت جواهر ترتعش في حضن نجلاء، اللي كانت حاضنتها بقوة..

      كانت جواهر حاسة أنها مو قادرة تسيطر على نفسها ولا حتى على حركة جسدها..كانت ترتعش بعنف كأنها تقف بدون ملابس حافية على جليد القطب الشمالي..

      كانت متوترة متـــــــــــــــوتــــــــرة إلى أبعد حد.. حست إنها يمكن استعجلت في قرارها إنها تروح تشوفه، كان مفروض إنها انتظرت لين تقدر تسيطر على أعصابها..لو كان هو فعلا (......) ما تبيه يحس أنها أضعف منه.. أو إنها منهارة، تبيه يشوفها قوية.. وأقوى منه..ما تبيه يحس بطعم الانتصار عليها..ويشوفها عاجزة توقف في وجهه.. تبيه يحس بحقارته وإنه مخلوق تافه حقير ما يستحق توترها..

      مليون مليون سيناريو رسمته للحظة اللي بتشوف فيها عيالها، اللحظة الأولى، واللقاء الاول ، والحضن الأول
      لكن عمر السيناريو، ماكان كذا، كانت تتمنى تشوف عيالها أولا، لكن هو لا لا .. عمره ماكان موجود في السيناريوهات الي رسمتها في بالها سنين وسنين.. كانت تحاول تمسحه من ذاكرتها وخيالها.. حتى اسمه ماكانت تحبه ينذكر قدامها

      لكن والآن..في سيناريو اليوم هي خايفة تتهور في البنك قدام العالم، تصارخ عليه، أو حتى تشيل جزمتها من رجلها، وتخبطه بالكعب على رأسه. أو حتى تشيله (أبو عظام) وترميه مع الشباك.

      كل ماقربوا من البنك، ارتعاشها يزيد، وتوترها يتعاظم ويتعاظم، حاسة قلبها بيوقف، والتنفس عندها صار ثقيل ثقيل..النفس صعب إنها تأخذه أو تسحبه أو حتى تزفره، كأنها تسحبه من بير بدون قرار، وتنفثه في حفرة من لهيب يحرق وجهها..

      نجلاء اللي حاسه بارتعاشها في حضنها، تكلمها بحنان بهمس: جواهر تحبين نرجع البيت ونقابله يوم ثاني؟؟

      جواهر مثل اللي لسعتها حيه: لا لا خلاص هذا إحنا وصلنا.

      وفعلا ..كانوا وصلوا لمقر البنك الضخم اللي محتل برج من 17 طابق.. دخلوا للبنك، ونجلاء هي اللي تولت مسئولية كل شيء
      في الوقت اللي كانت جواهر تصلب طولها، وتحاول تبعث أكبر قدر من الثقة في نفسها: خلاص يا جواهر، أنتي ماعدتي طفلة أمس تخافين، أنتي مره ناضجة، وأستاذة جامعة، حطي رأسج براسه، وعينج بعينه. لازم تدفعينه ثمن غدره وخسته ونذالته غالي.. بس اشلون؟؟

      نجلاء بلغة جدية بعد ما أنهت استفساراتها من الأستقبال: مكتبه في الطابق 17.. يالله..

      جواهر تأخذ نفس عميق: بسم الله، توكلت على الله وهو حسبي.

      وتوجهوا للمصعد طالعين للطابق 17


    • في مكتبه

      مع دخلة الدكتورتين للمكتب وقف عشان يرحب فيهم، كما يستلزم الذوق..

      نجلاء تبلمت غصبا عنها، لما شافته يقوم برشاقة من ورا مكتبه، عشان يرحب فيهم.. عمرها بحياتها كلها كلها كلها ماشافت رجّال كذا، لا في الحقيقة ولا حتى في التلفزيون ولا حتى في الأحلام، كل شي فيه مرسوم بالمسطرة.. بالسانتي.. بالملي : الهيبة الكاسحة.. الحضور المسيطر.. الطول الفارع.... العرض الاسثتنائي .. الرجولة الطاغية.. الوسامة المذهلة.. المغانطيسية الآسرة..

      جواهر دخلت وهي تحس أنه قلبها بيوقف، مو قادرة تتنفس، مو قادرة تطالعه، كانت تطالع في كل شيء بالغرفة إلا ناحيته..

      (هو) كان يقول في نفسه وقت دخلتهم: يالله خل نخلص منهم بسرعة، يفارقون..

      طالعهم بنظرة اعتيادية، كانوا ثنتين:
      وحدة لابسة عباية وشيلة.. وطولها عادي.. ووجهها الهادي المتوسط الجمال كأنه مألوف بالنسبة له..
      الثانية لابسة عباية ونقاب، ولفت انتباهه طولها الفارع، كأنه طول عارضة أزياء، استغرب.. لأنه نادر ماشاف قطريات بهالطول..

      هو يرحب ويأشر على الكراسي اللي قدام مكتبه: يا هلا ومرحبا والله بجامعة قطر كلها، شرفتوا مكانكم، تفضلوا، مين فيكم أخت أبو فيصل؟؟

      نجلاء من سمعت صوته الواثق ارتبكت مرة ثانية غصبا عنها، في نفسها كانت تقول: وش هالصوت والثقة، سبحان اللي خلق هالرجّال؟؟

      جواهر من سمعت صوته انقلب حالها، هو.. هو.. هو..

      هــــــــــــــــو

      عمرها مانست هالصوت، من أول يوم سمعته ليلة زواجهم قبل 18 سنة.. نفس الصوت.. نفس الصوت.. نفس الصوت.. واثق أكثر..
      وأنضج ..
      وأكثر رجولة..
      بس هو نفس الصوت.. هو.. هو.. هو

      هـــــــــــــــو

      حست بكره غير طبيعي وحقد يطلع إشعاعات إشعاعات من جسدها، جلست هي ونجلاء على الكراسي، ما تكلمت نهائي ولا بحرف، ومارفعت عينها عن يديها المشبكة في حضنها..

      في الوقت اللي كانت نجلاء عرفته عن حالها وإنها أخت أبو فيصل، وقعدت تشرح له باختصار فكرة معرض الوظايف ،اللي هو على فكرة كان معرض حقيقي، بس نجلاء طبعا مالها علاقة فيه، وقررت تعطيه رقم العلاقات العامة في الجامعة عشان ما تتورط وفي نفس الوقت يبين صدقها، على أساس أنها جايه وسيط بس..

      كانت جواهر بس تسمع الصوت، ومع كل حرف وكل كلمة، كانت تتأكد أنه هو ..هو..هو..
      وكانت تحس بكره السنين يتجمع ويتجمع ويتجمع:
      ناجح وواثق من نفسه ومبسوط وسعيد وعيالي معه، في الوقت اللي أنا فيه أعاني وأعاني وأتعذب..

      و(هو) كان مستغرب، من صمت الدكتورة الثانية الغريب، فقرر أنه يبادر من باب اللياقة والذوق: زين دكتورة نجلاء.. ماعرفتينا على حضرة الدكتورة الثانية؟؟

      لحظتها نجلاء ارتبكت
      وجواهر قررت ترفع عينها وتحطها بعينه
      هو انلسع.. تكهرب.. احترق من نظرة الكره النارية غير الطبيعية.
      وهي انصدمت لجزء من الثانية: كان شكله متغير متغير كثير، وين الوجه النحيف والجسد النحيل؟؟

      وبعد نظرة الصدمة اللي دامت أقل من ثانية وحدة، رجعت نظرة الكراهية تطل من عيونها اللي ركزت في عيونه
      هو..هو.. هو..
      نفس العيون.. نفس الوجه.. نفس الأنف والشفايف..
      هو.. هو .. هو

      هــــــــــــــــو


      هو ارتبك..
      وماقدر يبعد عيونه عن العيون اللي كانت تتحداه، وترسل له نظرات كره عمره ماشاف أحدّ منها: هاه دكتورة نجلاء ماعرفتينا على الدكتورة الثانية، إلا لو هي موب حابة تعرف عن نفسها؟ هو بنبرة غامضة فيها لمحة ارتباك ماتعود عليها..

      وقتها جواهر وقفت فجأة
      (وهو) استغرب من وقفتها المفاجئة الحادة
      افتحت شنطتها، وطلعت شيء يشبه بطاقة دعوة
      انحنت ناحيته وهي تحط عينها في عينه بكل قوة
      حطت البطاقة بقوة على مكتبه قدامه مباشرة

      وهو كانت عينه تنتقل من عيونها اللي كان فيها خليط سحر وكره عمره ماشاف مثله، ليدها اللي كانت تثبت البطاقة على المكتب وظلت على البطاقة للحظة من الزمن

      كان يطالع في يدها بتمعن غصبا عنه.. يدها ناعمة وشفافة كأنها مصنوعة من الكريستال (هذا كان اللي يدور برأسه) أظافرها مقصوصة بنعومة لأخر حد، ومايدري ليش انبسط من هالنقطة.

      مايدري أشلون راح تفكيره المجنون ليدها، جاه هاجس مجنون أنه يثبت يدها الناعمة بيده بقوة على مكتبه، مكان ماهي حاطتها الحين فوق البطاقة

      وكان بيسويها بدون تفكير في العواقب اللي يعرف إنها بتكون خطيرة لو هو سواها، بس هو حس إنها تتحداه، وهو ما تعود يخسر تحدي
      وكان خلاص بيسويها.. لولا إنها سحبت يدها، وعطته ظهرها وتوجهت مباشرة للباب في ثقة مصطنعة.

      نجلاء ارتبكت من موقف جواهر، سلمت عليه وشكرته، وطلعت وراها، بعد أقل من 5 دقايق من دخلتهم عليه.

      و(هو) كان مصدوم من اللي صار قدامه، وش فيها هالدكتورة؟؟ مجنونة؟؟ أكيد مجنونة؟؟ ليش سوت كذا؟

      تذكر البطاقة
      فتحها بحذر:

      الزميل الفاضل/عضو هيئة التدريس بجامعة قطر

      أتشرف بدعوتكم إلى حفل إطلاق كتابي المرجعي الثالث بعنوان (.......) وسيكون الحفل في مبنى النشاط الطلابي/ بنات الساعة 9 صباحا تاريخ....

      (هو) لحد الحين مو مستوعب: وش هالغباء؟؟ تعطيني بطاقة مخصصة لجامعة قطر، وفي مبنى البنات بعد، لا والتاريخ فايت صار له شهر..

      (هو) مثل اللي لمع في راسه شيء، رجع يفتح البطاقة على اسم الداعي في أخر البطاقة:

      الدكتورة: جواهر منصور الـ

      هو مثل اللي صبوا على راسه مو ماي بارد، إلا ماي مثلج وبعده ماي مغلي.. حس أنه مخه انشل، وأطرافه انشلت

      معقولة؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟

      حاول يسيطر على نفسه، بشخصيته القيادية اللي هو تعود يتصرف في إطارها..وقام ركض يبي يلحق الدكتورات اللي طلعوا من دقايق.