نظرات في آيات قصة أصحاب الكهف

    • نظرات في آيات قصة أصحاب الكهف

      نظرات في آيات قصة أصحاب الكهف

      الآيات من 9-26 من سورة الكهف

      "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا(9)إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا(10)فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا(11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا(12)نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى(13)وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا(14)هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا(16)وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَتَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا(17)وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا(18)وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا(19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا(20)وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا(21)سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا(22)وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا(23)إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا(24)وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا(25)قُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِع ْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا(26)"



      سبب نزول الآيات:

      جاء في تفسير ابن كثير :"وقد ذكر بن إسحاق في سبب نزول هذه السورة الكريمة عن ابن عباس قال :بعثت قريش (النضر بن الحارث) و (عقبة بن أبي معيط) إلى أحبار اليهود بالمدينة فقالوا لهم :سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى أتيا المدينة، فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفوا لهم أمره وبعض قوله وقالا: إنكم أهل التوراة وقد جئنا لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال، فقالوا لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإلا فرجل متقول فتروا فيه رأيكم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم فإنهم قد كان لهم حديث عجيب، وسلوه عن رجل طواف، بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟..."(1).

      يورد المفسرون هذا الحديث عند تفسيرهم لسورة الكهف، وقد أورد ابن جرير الطبري قصة بعث قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط بإسناد فيه مجهول. وذهب البعض من المعاصرين إلى ترجيح الصحة بالقول إن القرآن الكريم يذكر سؤالهم عن ذي القرنين وعن الروح. وعلى أية حال الذي يعنينا في هذه القصة عبارة :"سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول.." فلماذا قالوا في "الدهر الأول"؟!وما علاقة قصة أصحاب الكهف به؟!، إن هذا التعبير يُشعر بزمان مغرق في القدم كان بداية لشيء ما. فما هو؟

      "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم..... " (2)

      جاء في تفسير الكشاف للزمخشري أن الرقيم :" اسم لكلبهم. وقيل لوح رصاص رقمت فيه أسماؤهم جعل على باب الكهف، وقيل إن الناس رقموا حديثهم نقراً في الجبل، وقيل هو الوادي الذي فيه الكهف، وقيل الجبل وقيل قريتهم" (3) . وجاء في "التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور :"والرقيم: فعيل بمعنى مفعول، من الرقم وهو الكتابة. فالرقيم كتاب كان مع أصحاب الكهف في كهفهم".(4) وأورد الماوردي في "النكت والعيون" سبعة أقوال في الرقيم(5) . وجاء في تفسير البغوي :"قال سعيد بن جبير :هو لوح كتب فيه أسماء أصحاب الكهف وقصصهم -وهذا أظهر الأقاويل- ثم وضعوه على باب الكهف، وكان اللوح من رصاص، وقيل من حجارة، فعلى هذا يكون الرقيم بمعنى المرقوم، أي المكتوب، والرّقم: الكتابة" (6)

      واضح مما سبق أنه لم يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الرقيم شيء. ثم إن تعدد الأقوال في المسألة يدل على عدم وجود نقل نطمئن إليه. وعليه يكون من المناسب أن نرجع إلى اللغة لفهم معنى "الرقيم". والمعنى اللغوي يؤيد ما ذهب إليه الجماهير بأن الرقيم بمعنى المرقوم أي المكتوب. فهم أصحاب الشيء المكتوب. ولا يهمنا إن كانت الكتابة على حجر ، أو على لوح من رصاص، كما جاء في بعض التفاسير. وواضح أن القرآن يريد أن يقول لنا إن هناك شيئاً مكتوباً، وإن هناك من كتب كتابة بقيت من أجل تحقيق هدف. وهنا يثور سؤال: هل أصحاب الكهف هم أنفسهم أصحاب الرقيم؟ الجماهير من المفسرين يقولون: نعم. وهناك من يقول بل إنّ أصحاب الكهف هم غير أصحاب الرقيم. لأن أصحاب الكهف ناموا، والذين كتبوا وخلدوا الحدث هم أناس آخرون. والآية الكريمة تحتمل كما هو واضح.

      الناظر فيما تركه الأقدمون من آثار يجد أنهم كانوا يخلدون الأحداث بالكتابة نقشاً على الحجارة المعدّة خصيصاً لذلك، كما فعل الفراعنة وغيرهم، وأحياناً ينقشون ذلك في الأبنية، وفوق الأبواب. وليس من المفيد هنا أن نسعى إلى معرفة الشيء الذي كتب عليه. بل ربما تكون الفائدة في معرفة مضمون الكتابة، ويبدو هذا الآن صعباً، إلا أن تأتي الأبحاث الأثرية في المستقبل بما يكشف لنا بعض أسرار هذه الكتابة، وليس هذا ببعيد، فقد عهدنا في هذا العصر أن نفاجأ بين الحين والحين بالاكتشافات التاريخية التي تُجلي لنا ما يسمى "بالإعجاز التاريخي للقرآن الكريم". وما يكتب في هذه الأيام حول الاكتشافات الأثرية في الأحقاف من بلاد حضرموت يصلح مثالاً على ذلك، حيث تم اكتشاف أجزاء من "إرم" ذات العماد، وجاءت الاكتشافات مؤيدة لما ورد في القرآن الكريم.

      إذا كانت معرفة مضمون الكتابة بعيدة المنال إلى الآن، فيجدر بنا أن نتدبر إشارة القرآن الكريم إلى الشيء المكتوب الذي له علاقة بأصحاب الكهف، ويشكل أهمية إلى درجة أن يكون له أصحاب :"أصحاب الرقيم". فما هو هذا الشيء المكتوب؟ ولماذا كتب؟

      "فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً"(7)

      (سنين عددا):أي سنين معدودة، أو سنين ذوات عدد. فهل يراد بوصف السنين أنها معدودة التقليل من عددها أم التكثير؟ هناك من العلماء من يقول بالاحتمالين، وهناك من يقول إنه للتكثير، وهناك من يقول إنه للتقليل. ونحن هنا لا نستبعد أن يكون المقصود أن السنين ال (309) كانت تعد من قبل الناس سنة سنة وهم ينتظرون عودة الفتية الذين غابوا في كهفهم المجهول.

      "ثمّ بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً"

      نلخص فهمنا لهذه الآية في النقاط الآتية:

      ورد في بعض كتب التفسير أن الفتية كانوا ينتمون إلى أسر حاكمة لها شأن في المدينة، وهذا الأمر يجعل الحدث مهماً، ومتداولاً بين الناس، وعلى أية حال يبقى هذا التفسير مجرد احتمال ولا يقوم على دليل نقلي صحيح. وأهمية هذا الحدث قد يدفع الناس إلى انتظار عودتهم، وإجراء عد للسنين التي غابوها في مكان مجهول.

      الاحتمال الأقوى أن نقول إن غيبتهم كانت لحكمة أرادها الله، لذا لا يبعد أن تكون هناك نبوءة لنبي كان الفتية من اتباعه، وتقول هذه النبوءة: إنّ الفتية الذين غابوا في مكان مجهول هم نائمون في كهف، وسيبعثهم الله بعد أن يناموا (309) سنوات. ومعلوم أن النبوءات تحتاج أحياناً إلى تأويل صحيح، أو تكون صريحة لا تحتاج إلى تأويل. فقول يوسف عليه السلام:" يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"(8) هي نبوءة تحتاج إلى تأويل، وكذلك رؤيا الملك الذي رأى "سبع بقرات سمان يأكلهن سبعٌ عجاف"(9) وكذلك نبوءة قيام إسرائيل وزوالها في القرآن الكريم،(10) فهي محتملة لوجوه في التفسير، في حين نجد أن قول الله تعالى في سورة الروم :"غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين" (11) لاتحتاج إلى تأويل ، فيما يتعلق بانتصار الروم بعد سنوات لا تتعدى التسع.
      إذن لا يبعد أن تكون النبوءة تحتاج إلى تأويل، ولذلك وجد من الناس من يقول بأنهم سيلبثون في الكهف 309 سنة، ووجد من يقول بأقوال أخرى متعددة. ومهما تعددت الأقوال فإنها تبقى في دائرة قولين اثنين فقط؛ القول الذي يذكر العدد الصحيح 309، والأقوال الأخرى التي يجمعها وإن كثرت مجانبتها للصواب. وعند انبعاث الفتية من نومهم تبين أي الفريقين أدق إحصاءً لمدة لبثهم، أي أضبط عداً. وهذا يعني أنهم كانوا قد بدأوا العد من بداية اختفاء الفتية. وهناك احتمال أن تكون النبوءة جاءت بعد اختفاء الفتية بزمن، وجاءت صريحة بأن مدة لبثهم هي 309 سنة، ومن ثم كان الاختلاف في البداية، فلما بُعث الفتية تبين صحة قول الفريق الذي كان قد ضبط زمن الغياب. وعلى أساس فهمنا هذا يكون لفترة غياب الفتية فائدة للمجتمع المعاصر وما بعده. فما هي هذه الفائدة؟ قد نجد الجواب فيما سيأتي إن شاء الله.

      الذي حملنا على التفسير السابق هو ظاهر النص الكريم :" ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً" :أي ثم بعثناهم ليتبين أي الحزبين أحصى. على اعتبار أن "أحصى" هي فعل ماضٍ، أو ليتبين أي الحزبين أتقن إحصاءً أي عداً، على اعتبار أن "أحصى" اسم تفضيل. ومن هنا لا وجه لافتراض أنّ القولين كانا بعد ظهور أمرهم وتجلي خارقتهم. لأن البعث كان السبب للتبيّن وليس للاختلاف.



      "لنعلم أي الحزبين" :يتعلق العلم الإلهي بالأشياء قبل وجودها، وبالأشياء بعد وجودها. ونسمي العلم بالأشياء قبل وجودها (قضاءً). ونسمي العلم بالأشياء بعد وجودها (قدراً). ومن هنا يتبين أنّ المقصود ب "لنعلم" :علم الوجود، أي ليظهر على أرض الواقع أي الحزبين أدق إحصاءً لمدة لبثهم المختلف فيها قبل بعثهم فما الحكمة من اختلاف الناس في مدة لبث أصحاب الكهف؟!

      "وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم، قال قائل منهم كم لبثتم، قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم" (12)

      ذهب الكثير من المفسرين إلى أن قول أصحاب الكهف:"لبثنا يوماً أو بعض يوم" هو دليل على عدم وجود متغيرات في أجسامهم وملامحهم. إلا أن النص قد يشير إلى خلاف ذلك، لأنه حصل تساؤل بينهم، وهذا التساؤل بدأ بملاحظةٍ من أحدهم لشيء ما دفعه ذلك إلى أن يسألهم :"قال قائل منهم كم لبثتم" وكان الجواب السريع وقبل التحقيق "لبثنا يوماً أو بعض يوم" ولا ننسى أنهم في داخل كهف. وهذا يعني أن الإضاءة قد تكون خافتة لا تسمح بالرؤية الكاملة. ولكن الجوع الشديد، وأموراً أخرى لا بد أنهم لاحظوها بعد التساؤل وتدقيق النظر، جعلهم في حيرة وبلبلة تعجز عن تفسير هذه الأمور التي لاحظوها ولذلك قالوا :"ربكم أعلم بما لبثتم" ودفعهم الجوع الشديد إلى تجاوز هذا الموقف، ولا شك أن الحاجات العضوية وإلحاحاتها كثيراً ما تجعل الإنسان يذهل عن ملاحظة واقعه، بل لا نجد عندها لدى الإنسان أي رغبة لمناقشة أية أمور لا تلبي هذه الحاجة :"فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة، فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً" . ومن البدهي أن الحاجة العضوية لا تضغط إلى درجة تجاوز الحاجة إلى الأمن والسلامة :"وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا" . ومن الملحوظ أن الفتية لم ينسوا إيمانهم ورسالتهم،حيث يظهر تماماً تمسكهم والتزامهم بشرع الله :"أيها أزكى طعاماً إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ، ولن تفلحوا إذاً أبداً" (13) ، فهم يصرون على الطعام الحلال، ويعتبرون العودة إلى الشرك ضلالاً لا فلاح بعده.

      "وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها" (14) :

      كان من حكمة الله تعالى أن ينام أصحاب الكهف، ثم يبعثوا ليعثر الناس عليهم، فيكون هذا الحدث دليلاً على صحة عقيدة هؤلاء الفتية، الذين يؤمنون بالبعث، فلا يرتاب أحد بعد ذلك بعقيدة اليوم الآخر، والتي هي ركن أساسي في العقيدة الدينية الحقة. وهذا المعنى هو المتبادر من الآية الكريمة، وهو ما عليه أهل التفسير. وفي رأينا أنه لا مانع من أن يكون المقصود بـ "ليعلموا أن وعد الله حق" أي الوعد الذي جاءت به النبوءة التي تقول ببعث الفتية بعد نوم طويل. تماماً كما اتضح أن وعد الله حق بعد فتح مكة، أو بعد انتصار الروم على الفرس. وكما سيتضح أن وعد الله حق عند ظهور المهدي المنتظر، وكذلك عند ظهور العلامات الكبرى ليوم القيامة. وعليه يكون قد تبين للناس عند العثور على أصحاب الكهف:

      أ - أن النبوءة المتعلقة بهم وبتفصيلات أحوالهم هي حق.

      ب - أن بعثهم بعد حالة الرقود المشابهة للموت هو دليل ملموس ينفي كل ريب في حقيقة أن الله يبعث الناس بعد موتهم ليكون الحساب.

      قد يشكل على البعض أن بعث أصحاب الكهف لم يكن من موت بل كان من نوم، ومن هنا تكون دلالته على البعد الأخروي أضعف من دلالة بعث العزير بعد موته(15) . ولدفع مثل هذا الإشكال نقول: إن الإيمان بالله الخالق وصفاته الكاملة يجعلنا نسلم بداهة بقدرته على البعث والنشور. إلا أن بعض العقول البشرية -وهذا شئ عجيب لا نفهمه نحن- يذهلها واقع المحسوسات عن إدراك هذه الحقيقة، بل تجعل من قوانين الطبيعة آلهة، ولا تتصور خرق هذه القوانين بصورة من الصور. ومثل هذه العقول قد تحتاج إلى صدمة حتى تتعلم أن المألوفات هي مجرد مخلوقات طارئة. ولا شك أن نوم مجموعة من الناس مدة (309) سنوات هو خرق للعادة، وتحطيم لصنم المألوفات، لأن المحافظة على الحياة في مستوياتها الدنيا لمدة متطاولة هو خروج عن قانون الحياة. ولا شك أن عودة الحياة كاملة بعد هذه المقاربة للموت لهو البعث في أجلى صوره. فالدخول في حالة الرقود هو معجزة، والخروج منها هو معجزة أخرى. ونحن نعرف أن الإيمان باليوم الآخر يعني أننا نؤمن ببعث الناس بعد موتهم، وأن قانون ما بعد البعث يختلف عن قانون ما قبل الموت. فالفناء من قوانين الدنيا، يقابله الخلود والذي هو من قوانين الآخرة. وقصة أهل الكهف تجلت فيها حقيقة البعث ومخالفة القانون الدنيوي. وعليه لا يكون بعث العزير عليه السلام من موته وكذلك بعث حماره ممثلاً لحقائق الآخرة بالكامل. أما إذا أضفنا إلى حقيقة بعثه حقيقة أن طعامه وشرابه لم يتغيرا على مدى قرن من الزمن، عندها تكون صورة ما حصل ممثلة لحقائق البعث الأخروي، لأن عدم تغير الطعام والشراب يعني أن الزمن قد توقف، فلم يعد يؤثر في الأشياء مرور السنين المتطاولة، وهذا من أجلى حقائق وقوانين عالم الآخرة.

      "إذ يتنازعون بينهم أمرهم، فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم" :

      بعد أن تحققت الحكمة من الحدث بأكمله، عاد قانون الحياة ليعمل عمله. ويبدو أن الفتية بأكملهم قد عادوا إلى حالةٍ التبست على الناس؛ أهم نيام؟! أم أنهم قد ماتوا؟! فإذا كانوا في حالة نوم فلا يجوز عندها دفنهم، وإذا كانوا قد ماتوا فلا بد من دفنهم. فاحتاج هذا الأمر الخطير إلى جمع الناس والتشاور، وقد يكون هذا هو السر في تقديم كلمة "بينهم" على كلمة "أمرهم" في قوله تعالى :"إذ يتنازعون بينهم أمرهم." وكان أن توصل الناس إلى حل، هو صيغة مناسبة لعدم اليقين الحاصل في شأن الفتية. هذه الصيغة ليست بقبر، وليست بكهف مفتوح الباب. وكان الإجماع أن يكون بنياناً قائماً على الكهف، ونظراً لجلالة الحدث، ودلالته العقائدية، رجح قول من رأى أن يكون هذا البنيان مسجداً. "قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً".

      أما كيف عرفنا أنهم قد احتاروا في تشخيص حالة أهل الكهف أموتى هم أم نيام؟! فإن ذلك يفهم من قوله تعالى :"فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم" لأن هذه العبارة توحي بأنهم لم يجزموا بأمر، وعدم الجزم هذا جعلهم يختارون صيغة البناء مفوضين أمرهم إلى الله :"ربهم أعلم بهم" .



      "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب. ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم. قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل...."(16)

      بهذا نكون قد عرفنا عددهم على وجه التقريب. فالأقوال كلها تحصر عددهم بين الثلاثة والسبعة.وقد رجح الكثير من العلماء أنّ عددهم هو سبعة، واستفادوا ذلك من إشارة الفصل بين الأقوال عندما قال تعالى :"رجماً بالغيب" ثم قال :"ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم.". ويبقى الأمر في دائرة الإستئناس. وأكثر الروايات التاريخية تذكر أن عددهم سبعة. وواضح أن قولاً من الأقوال أصاب الحقيقة لقوله تعالى :"ما يعلمهم إلا قليل".

      كان يمكن إعطاء عددهم في كلمات مختصرة. ويبدو أن هذا لا يفيد، فما الفرق بين أن يكون عددهم خمسة أو سبعة؟! إن ميل الإنسان الشديد إلى المعرفة التفصيلية، وشوقه المستمر إلى استجلاء الحقائق، يجعله يبحث عن مثل هذه التفصيلات، وقد أشارت الآية إلى هذه الحقيقة من حقائق الفطرة الإنسانية :"سيقولون ثلاثة ... ويقولون..." وفي الوقت الذي لا نملك فيه الحقيقة، تجدنا نغامر بتبني الأقوال غير القائمة على دليل، أي "رجماً بالغيب" . ومن يقرأ الروايات التاريخية يجد اهتماماً شديداً بتحديد عددهم، وتحديد موقع الكهف. بل نجد لدى الإنسان المحاولات الدائمة للبحث عن التفاصيل، وكأنه يريد أن يقف أمام الحقيقة التي لا يحجبها شيء من الأشياء. وفي الوقت الذي لا يستطيع الإنسان فيه أن يصل إلى الحقيقة، نجده يرتضي عند عجزه بقول يركن إليه، ويكتفي فيه ببعض القرائن، حتى وإن لم تكن كافية. وقد يصل به الأمر إلى أن يقول "قيل كذا" ثم يتحول الأمر إلى "هو كذا" رجماً بالغيب.

      فالآية التي نحن بصددها تكشف لنا عن حقيقة من حقائق الفطرة البشرية. وما كان أمراً فطرياً فلا بد منه، ولا بد من حكمة للخالق في ذلك. ولكن قد تحتاج الفطرة إلى توجيه وتهذيب. فحب الذات مثلاً هو أمر فطري وضروري لاستمرار الحياة وبناء الحضارات، ولكنه يحتاج إلى ضبط وتهذيب، حتى لا يتحول إلى أنانية، وحتى لا يؤدي إلى الظلم والعدوان. وكذلك لا يجوز أن يدفعنا شوقنا إلى الحقيقة والمعرفة إلى تبني الأمور غير القائمة على دليل. وإذا صح لنا أن نقبل بدليل هو غلبة ظن، فهل يجوز لنا أن نبني معارفنا على مجرد الخَرص الذي لا أساس له، ونقبل بعالم الرجم بالغيب؟!

      واضح أن عدد أصحاب الكهف عند الناس هو عدد فردي، فهم :ثلاثة أو خمسة، أو سبعة. ولا ندري أساساً لهذا. ولكن حتى مثل هذه الجزئية تهم الناس. وبما أن الحادثة هي من الخوارق، وبما أن هذه الخارقة شملت الكلب الذي كان يصاحب الفتية، فلا غضاضة أن يذكر الكلب عند التعرض لعدد الفتية. بل إن ذكره يعتبر إشارة قوية إلى أن الخارقة قد شملته أيضاً.

      "قل ربي أعلم بعدتهم " بعد أن بينت الآية الميل الفطري لدى الإنسان للمعرفة والتطلع حتى إلى الجزئيات التي لا يترتب على معرفتها فائدة عمليّة، أحالت الآية معرفة عددهم إلى الله تعالى، بمعنى أن الأولى هو الاهتمام بما هو نافع، والجزم بوجهٍ دون سواه غير متيسر، ثم إن العدد هنا لا يترتب عليه شيء. في حين أن عدد سنوات لبثهم لا بد أن يترتب عليه فائدة. وعلينا أن نوظف ميل الإنسان إلى المعرفة فيما هو نافع.

      "فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراً" : في مثل هذه الأمور لا تصح المجادلة إلا إذا كانت قائمة على دليل ظاهر، وإلا تحول طلب العلم إلى مماراة. ولا بأس من مناقشة الأمر نقاشاً سريعاً غير متعمق، لأنه لا جدوى من التعمق في معالجة مثل هذه المسائل.

      "ولا تستفت فيهم منهم أحدا" :طالما أن الفتوى تُطلب من العالم بها، الملم بحقائقها ، فإنه لا يصلح في قضية أهل الكهف أن نطلب المعرفة التاريخية من مشركي العرب، أو من أهل الكتاب، أنهم جميعاً لا يملكون الحقيقة. وعلى المسلم أن يلتمس ذلك في القرآن فقط. وقوله تعالى :"ولا تستفت فيهم" أي في أصحاب الكهف، وفي أي شأن من شؤونهم، أو خبر من أخبارهم. أما قوله تعالى :"ولا تستفت فيهم منهم أحداً" أي لا تسأل أياً منهم في أي أمر من أمور أصحاب الكهف والرقيم. ومن هنا لا يليق بنا أن نركن إلى شيء مما تناقله الناس في مسألة أهل الكهف، لأنهم لا يملكون الحقيقة، بل هو من قبيل الرجم بالغيب. وبذلك يتضح لك أنّ هذه المسألة يجب أن تؤخذ خالصة من القرآن الكريم. وحتى لا نذهب بعيداً عن الحقيقة، يجدر بنا أن نستفتي القرآن الكريم. وهذا يشير إلى أن بإمكاننا أن ننهل الشيء الكثير من هذه القصة ذات الكلمات المعدودة.

      "ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا" : في الوقت الذي لم يبت فيه القرآن الكريم بعدد أصحاب الكهف، وعلى الرغم من وجود الاختلاف، فقد وجدناه يصرح بالمدة الزمنية التي لبثها أهل الكهف، ولم يكتف بذكر المئات السنين، بل اهتم بالزيادة القليلة، لتكون المعرفة بذلك دقيقة. ولا شك أن معرفة هذه المدة أمر ضروري حتى يظهر الإعجاز في خرق قانون الطبيعة، بل إن القصة تفقد جوهرها عندما لا نذكر مدة لبثهم.

      لاحظ بعض العلماء أن أل300 سنة شمسية تعادل 309 سنة قمرية. فذهبوا إلى القول إن الزيادة والتي هي 9 سنوات، هي الفرق بين الشمسي والقمري. واستندوا في قولهم هذا إلى ما ورد عند أهل الكتاب من أن مدة لبث أصحاب الكهف كانت "300" سنة شمسية. ويُرد العلامة جمال الدين القاسمي في تفسيره المسمى "محاسن التأويل" هذا الرأي فيقول :"دعوى أن فيها إشارة إلى أنها ثلاثمائة بحساب أهل الكتاب بالأيام، واعتبار السنة الشمسية، وثلاثمائة وتسع بحساب العرب، واعتبار السنة القمرية، بياناً للتفاوت بينهما -إذ التفاوت بينهما في كل مائة سنة ثلاث سنين- دعوى يتوقف تصحيحها على ثبوت أن أهل الكتاب ازدادوا بالسنة الشمسية وأنه قص علينا ما أرادوه بالسنة الهلالية. فلذلك قال: "وازدادوا تسعاً" لنقف على تحديد ما عنوه، ومن أين ثبت ذلك؟ وما الداعي لهذا التعمق المشوش؟ والآية جلية بنفسها في دعواهم مدة لبثهم. وقد يريدون السنة الشمسية أو الهلالية أو بأي منها قالوا:فقد رد عليهم بقوله :"قل الله أعلم بما لبثوا" أي بمقدار لبثهم"(17)

      يقول الطباطبائي في الميزان :"على أن المنقول عنهم أنهم قالوا بلبثهم مائتي سنة أو أقل لا ثلاثمائة وتسعة ولا ثلاثمائة" (18) فهل مجرد التوافق الحسابي يجعلنا نقول بأن لبثهم كان 300 سنة شمسية وأن الزيادة هي الفرق؟! ثم من أين لنا أنّ أهل الكتاب يقولون بالثلاثمائة سنة شمسية، وقد ثبت أنهم يقولون بغير ذلك. وعليه فالأولى أن نأخذ الآية على ظاهرها ونقول إن مدة لبثهم كانت 309 سنة، وقد تكون شمسية، وقد تكون قمرية. وإن كنا نميل إلى أنها شمسية. فقد لاحظنا من خلال الاستقراء أن القرآن الكريم يستخدم كلمة عام للسنة القمرية. وعليه فلو كانت السنوات قمرية لقال "وازدادوا تسعةً" وليس "تسعاً". لأننا نقول :"تسعاً من السنين" و"تسعةً من الأعوام" وتوضيحاً للفكرة إليك هذه الفقرة من كتابنا "إرهاصات الإعجاز العددي في القرآن الكريم" :" إذا رجعنا إلى القرآن الكريم نجد أنّ هناك آيات تدل بوضوح على أن كلمة (عام) تطلق على السنة القمرية، مثل قوله تعالى في سورة التوبة:"فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا "ومعلوم أن الآية تتحدث عن الحج وهو مرتبط بالسنة القمرية ، وكذلك في قوله تعالى :"إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما" ومعلوم أن الآية تتحدث عن تلاعب المشركين بترتيب الأشهر الحرم وهي أشهر في السنة القمرية .في المقابل لا توجد في القرآن كلمة (سنة ) تدل بوضوح على السنة القمرية ، ولا توجد كلمة (عام) تدل بوضوح على السنة الشمسية . ولا يعني هذا أن مفهوم السنة لا يشمل السنة القمرية. والملحوظ أن القرآن الكريم عندما يُكَثِّر يستعمل كلمة (سنة ) كقوله تعالى :"ولبثت فينا من عمرك سنين" . وقوله تعالى:" وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنة مما تعدُّون" .ومعلوم أن السنة الشمسية أطول من السنة القمرية. وفي الآية التي نحن بصدد فهمها جاءت أل(1000)سنة لتدل على طول المدة التي لبثها نوح عليه السلام . وجاءت أل(50)عاما لتقلل من المستثنى . وعلى أية حال ليس بإمكاننا أن نعكس المفهوم فنجعل (السنة) تدل على القمرية و(العام) يدل على الشمسية . وبما أن هذه الآية ذكرت السنة والعام ، فيرجح أن تكون السنة شمسية والعام قمرياً. (19)

      وعليه سنتبنى في بحثنا هذا أن مدة لبث أصحاب الكهف هي 309 سنوات شمسية.

      "قل الله اعلم بما لبثوا." أي أن الله تعالى أعلم بالزمن الذي لبثوه وهو 309 سنة، فهو أعلم به من حيث المقدار، ومن حيث الحقائق والأسرار. وهذا يقتضي أن نبحث عن أسرار هذا العدد. فلم يكن لبث أصحاب الكهف هذه المدة على سبيل المصادفة. ولا ننسى أن هذا اللبث هو من تقدير العزيز الحكيم.


      تم نقل هذا الموضوع من احد المواقع
    • شكرا أخي الكريم
      فما أجمل أن نقف على تفسير سور القرآن فكم نمر عليها ونحن لا نفقه تفسيرها
      وأذكر بفضل قراءة سورة الكهف ليلة الحمعة ويومها فهي تضئ لصاحبها ما بين الجمعتين
      في ميزان حسناتك ان شاء الله
    • الله يوفقك موضوع جميل جداً وجعله في ميزان حسناتك
      سلام عليكم جميعاً|a أنا تركت هذا المنتدى كان عندي عمل والله مو مني شخصياً فأرجو منكم تذكري بالطيب وإن كانت غلطت على أحد فالعذر و السموحة فأنا فترت قصيرة وأرجع إلى العمل في خلال تقريباً أسبوع ولي عوده قريباً أنشاء الله :) وتمنى لكم التوفيق