رواية منعت في اليمن وطبعت في بيروت..

    • رواية منعت في اليمن وطبعت في بيروت..




      في شهر مايو الماضي اتخذت وزارة الثقافة اليمنية قراراً بمصادرة رواية (قوارب جبلية) للكاتب اليمني الشاب وجدي الأهدل، لما تحويه من إساءة إلى الدين الإسلامي ومقاطع جنسية فاضحة، كما أغلقت السلطات مركز عبادي للدراسات والنشر الذي طبع الرواية، وأحيلت القضية إلى القضاء الذي سيصدر حكماً فصلاً في تجاوزاتهاهذه القضية مازالت تشغل الشارع الثقافي في اليمن، وتزايدت معها مخاوف الكتّاب والمبدعين من تعميم سياسة مصادرة الفكر والرأي المنتهجة في الدول العربية عامة، ويرى هؤلاء أن مخاطر القضية أكبر من مجرد مخاوف إسكات كاتب ورميه بعدم احترام القيم والمسلمات، فقد جازف مركز عبادي باسمه الناصع وتاريخه العريق بتبني نشر أدب رديء يشوه ويسيء أكثر مما يمتع ويفيد، وجرجره في المحاكم وقوض مشروعه الثقافي برمته.. صحيح أن القضاء اليمني أعاد فتح المركز وأقر عدم قانونية الإغلاق، إلا أن هناك أبعاداً أخرى للقضية.

      وشاية من الوسط الثقافي فجرت القضية، فقد تقدم الباحث والناقد عبد السلام الكبسي ببلاغ عن الرواية يتضمن مقتطفات منها عدها مخالفة للقيم وتهزأ من الثوابت الدينية، وعليه تمت مصادرة الرواية وإغلاق دار النشر. .

      المثير في الأمر أن الرواية سبق نشرها مسلسلة على حلقات في صحيفة (الثقافية) عام 1998 تحت اسم (اضبارة جمهورية الانتفاخ) حسب ما هو منوه عنه في الرواية، غير أن رئيس تحرير الصحيفة سمير اليوسفي نفى ذلك وأكد أن النص المنشور يختلف تماماً عن الرواية المصادرة.

      ولكن هل الرواية مسيئة لدرجة مصادرتها؟ وهل سحبها من الأسواق يحرم القارئ من عمل أدبي فذ؟ وهل في الأمر مصادرة لفكر الكاتب؟

      الرواية تقع في 121 صفحة من القطع المتوسط ومقسمة إلى سبعة أجزاء، تبدأ أحداث الرواية الفعلية من الصفحة 41 وهي تتعلق بالفتاة (سعيدة)، وما يسبق ذلك لقطات عابرة لأشخاص يقطنون منطقة باب اليمن، حيث تدور الأحداث، وهي لقطات مليئة بالتناقضات والأسى، ولا تخلو من فجاجة في التصوير واستخدام مبالغ فيه لألفاظ غير لائقة، كلها تعطي انطباعاً سيئاً عن هذه المنطقة التي يسكنها (مخابيل)، والكاتب يحاول تصوير الواقع بالسخرية منه وكشف مفارقاته، لكن النص يشي بالإساءة أكثر من السخرية.

      إضافة إلى ذلك سجل الكاتب على امتداد 15 صفحة محاضرة يلقيها أستاذ في قسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء على مسامع العامة من فوق برج مطل على باب اليمن، عن علاقة الأكل بالخيانة الزوجية! تبدو اليمن في (قوارب جبلية) ساحة مفتوحة لعراك دموي بين العلمانية والإسلامية مع سيطرة واضحة للأصولية.

      وعلى الرغم من أن الكاتب استخدم الأسلوب الواقعي لتسجيل أحداث الرواية إلا أن السخرية الفظة كانت تسيطر على الأحداث بوضوح، ف (سعيدة) الفاتنة ابنة ال 15 عاماً كانت كفها ذات العفن الأخضر تدر على أسرتها مالاً وفيراً بالبركات التي تجلبها للناس ، وعندما انكسرت هذه الكف وبقيت متدلية من المعصم خرج أفراد أسرتها الكبيرة إلى الشارع ليسدوا جوعهم، ثم يموت الوالد أو يختفي في ظرف غامض حتى على الكاتب نفسه!

      تتطور الأحداث لتهرب (سعيدة) من سيطرة شقيقها الأكبر الأصولي، وعلى الرغم من إصابتها (بلوثة) عقلية ظلت تنتابها بين حين واَخر مدى الحياة، إلا أن تصرفاتها تبدو طبيعية لشخصية كاملة الوعي، ثم يصف الكاتب هجوماً نارياً غامضاً على مدينة صنعاء القديمة يحيلها إلى دمار، ولا تتبين ماهية هذا الهجوم ولا يأتي ذكره في تالي الأحداث، وهكذا تفر (سعيدة) إلى البراري وتتعرض للأسر والاغتصاب المتكرر لمدة شهر من قبل عامل حبشي لاجئ، والمصادفة تقود (سيف) الشاب المهووس بطلب العلم إلى مكان أسرها، فيستنجد بالشرطة التي ترسل معه أربعة شواذ من الموقوفين لإنهاء الاختطاف مقابل العفو عنهم!

      بعد إنقاذ (سعيدة) تتكشف فصول أخرى من الرواية التي تركز على زوج أم سيف (متزوج من ست زوجات ولديه 30 ولداً! ) وما يحدث في قصره من عملية استنساخ للملكة بلقيس التي عثر على عظامها في أحد المدافن مصادفة! يموت سيف وهو يحاول قتل زوج أمه ويجهض جنين الملكة بلقيس وتهرب سعيدة لتتزوج من مفتي الديار اليمانية بعد التأكد من بكارتها! ويوجهها الزوج إلى الخروج للدعوة في سبيل الله درءاً للسأم!

      (حين وضعت قدمها على عتبة الباب، احتارت أية سكة تسلك، فلما استخارت ربها انبلجت من سرتها سكة فسارت فيها، فإذا السكة بداخلها سرة، والسرة بداخلها سكة أخرى، والسكة الأخرى بداخلها سرة أخرى إلى ما لا نهاية من السرار والسكك الداخلة في بعضها بعضاً).

      بهذه الجملة المغلقة ينتهي النص المرتبك من دون أن يصل القارئ إلى كنهه أو يتمتع حتى بأسلوب فني.

      إذاً بعيداً عن الاستهزاء بالمسلمات الدينية والأخلاق المجتمعية، يسيء النص إلى نفسه لانتهائه من دون هدف أو قيمة فنية، والمفاجئ حقاً أن تقوم شركة رياض الريس للكتب المعروفة بطباعة الرواية في بيروت. . يبدو أن منع الرواية في اليمن قد خلق وهماً بقيمة غير حقيقة للرواية التي قد تروج من باب (كل ممنوع مرغوب). •
    • الاخ .. المبدع
      جزاك الله الف خير .. على اطلاعك لنا لهذا الكتاب ..والذي يدب في الضياع ..
      والله يستر المسليمن .. فشكرا لك مره اخرى على اهداءك .. والفكره العامه التي سردتها لهذا الكتاب .. وكما قلت ( الممنوع مرغوب ) هذا ما نتحسسه في عالمنا الآن .. تحياتي لك


    • الأخ الكريم ////// المبدع .

      اتحفتنا بهذا الاءبداع .. ولكن اخوك قصــــــــــــي ، يتساءل هل لديك نسخة او موقع نشر الرواية ، او شيء ما .. نستطيع أن أتعرف على هذا الكاتب ... ! وأنا الحقيقة من خلال قراءتي للتوضيح ، لقد علمت وتعرفت على أن الرواية سياسية وهي تعالج القيمة الأساسية للأوضاع اليمنية المهزوزه ، ولكن الأشارة الى بلقيس ، إشارة اى اليمن الأول ، وان المفتي الديار ، هو بين قوسين حتى أفهم الرواية ، وأما الزوجه في الأمة العربيه او الخليجيه / طبعاً حسب السياق ، او الخليجية التي انجبت ثلاثين ولدا.
      هذا فهم عام فقط
      // وأنا اعتقد ان المسألة ليس قضية إسلاميه ، وإنما سياسية بحته ، لأنه في اليمن كثير من الكتاب كتبوا في هذا الفن وبإنحراف شديد وواضح ولم يُحاكموا ، والله من وراء القصد ..


      شكراً مرة اُخرى وارجوا ان تتحفني بأكثر من هذا ...
      ولي كلمة معك // تحياتي الصادقة .
    • اهلا وسهلا ...

      اخي ....غضب الامواج.....العفو :)

      اخي....قصي...لا توجد لدي نسخة وانا احاول ان احصل عليها بطريقة او باخرى وحاولت ان ابحث عنها من النت وبدون فائدة لكني اتوقع لها الظهور في القريب العاجل وان حصل فترقب مني اشعار بذالك تقبل تحياتي..ولي كملة معك....الكلمة الصادقة دائما تحارب...:confused:
    • المبدع ..
      لك جزيل الشكر على الخبر .. وكذا توضيحه ..
      ولا استطيع الحكم على الرواية المعنية من حيث كونها سياسية أو كونها قضية دينية اسلامية .. إلا بقراءتها ..
      وننتظر صدورها ووقوعها باليد لنعرف التفاصيل فيها ..
      والظاهر مثلما قيل عزيزي .. كل ممنوع مرغوب

      تحياتي لكأخي العزيز