كم أتعبني الإبحار إلى نفسي .. تلك النفس الغارقة في بحر من الهموم والخطايا والجراح .. كل أشرعتي تمزقت وسفائني أصابها الإعياء والموج في داخلي طريد لبعضه ويحدث في داخلي إنكسار ذا صوت مخيف وكأن ذاك الموج يعلن إنتحاره على أطباق الحجارة المتوثبة ليقذف حمماً ملتهبة .. أه أيتها النفس المنهكة إلى متى يعوم الأسى في داخلك ؟ وإلى أين يأخذني معك وحالتي ليس لها مثيل والصبح فيها مجهول الرؤى والليل مسجي بلا مفاتن والورد بلا رائحة والتراب مدافن لأمنياتي كالأفق الذي تتبخر في فضاءه الأحلام . أسألك أيها الأسى الصامت أما آن الأوان أن ترحم جسدي المرتعش .. أما آن الأوان أن تستجيب لأنين عظامي فكل شيئ في داخلي تعلم البكاء وحنجرتي أخرسها الأنين فغاب عنها طعم الكلام ، ولا يزال الإبحار فيك أيتها النفس مفتون وملفوف بالمفاجآت وأنا لست ممن يعشقون المغامرات ولكنه قدري الذي أوقعني وأبلاني .. قدري الذي وضعني في موقف الإبحار والتوهان .. قدري الذي أقام خيامه على مراكب بالية والوقت كالموج الهارب ، كالليل المسجي كالدمعة الحارقة ، كالشارع القديم ، كالحقول المحترقة ، كجلاجل الهزيمة ينزلق بي الوقت إلى هاوية لا قعر لها وليس لي إلا التخبط في دروب التوهان والهلاك وفي هذا التوهان جزء من أسرار القدر وأسرار عمر الحزن الكامن الذي ينبثق من الضياع والإنكسار والندم .
أين صباي وكيف إختفت من عالمي ملامح السعادة .. ترى أين السعادة .. تطل الأعوام وتعقب بعضها وهي متشابهة في تواريخها .. متشابهة في مآسيها وتحمل نفس الصفات وبين طياتها الكثير من الهموم واللوعات باتت شبيهة ببعضها كالثواني كالدقائق أو الساعات وكل منهم يطفئ شيئاً من مسافات العمر ولكل منهم طريقة مختلفة في إيصال الحزن إلى قلبي . هذا القلب الذي يفضل أن ينام ولو ثوان مرتاحاً بعد أن سمج وجه القدر في ناظره وبعدما أن تنكرت له المسرات والأفراح وأضحت غريبة عليه حتى أنه صار لا يعرفها وليس لهذه الفرحة في حياته وطن أو قرار .. بؤس يستقر دوماً وعندما يهيج به الحال يلد ولادة قيصرية على الورق ليحرق من ناره الملتهبة السطور بلغة قديمة وبها الكثير من الركاكة ومن الأحرف الضائعة بينها وبين نقاطها تماماً كالسعادة الضائعة بين عقارب الساعة وقلبي كل يبحث عن الآخر راكضاً في اللاتجاه وفي النهاية هما لا يلتقيان .
جزء من مقالي ......
أين صباي وكيف إختفت من عالمي ملامح السعادة .. ترى أين السعادة .. تطل الأعوام وتعقب بعضها وهي متشابهة في تواريخها .. متشابهة في مآسيها وتحمل نفس الصفات وبين طياتها الكثير من الهموم واللوعات باتت شبيهة ببعضها كالثواني كالدقائق أو الساعات وكل منهم يطفئ شيئاً من مسافات العمر ولكل منهم طريقة مختلفة في إيصال الحزن إلى قلبي . هذا القلب الذي يفضل أن ينام ولو ثوان مرتاحاً بعد أن سمج وجه القدر في ناظره وبعدما أن تنكرت له المسرات والأفراح وأضحت غريبة عليه حتى أنه صار لا يعرفها وليس لهذه الفرحة في حياته وطن أو قرار .. بؤس يستقر دوماً وعندما يهيج به الحال يلد ولادة قيصرية على الورق ليحرق من ناره الملتهبة السطور بلغة قديمة وبها الكثير من الركاكة ومن الأحرف الضائعة بينها وبين نقاطها تماماً كالسعادة الضائعة بين عقارب الساعة وقلبي كل يبحث عن الآخر راكضاً في اللاتجاه وفي النهاية هما لا يلتقيان .
جزء من مقالي ......