كيف نمنع الواسطة؟؟!! (موضوع النقاش الأسبوعي 3)

  • كيف نمنع الواسطة

    الواسطة سلاح بعيد المدى لا يمكن معالجته والضحية من لا يعرف أحد الواسطة في كل شئ فى العمل حيث الترقية فى الوزارة حيث تخليص المعاملات . الواسطة لم شئ لا تقدر أن تمنعه وما زالت الا الان يلى يعرف أحد يحصل كل شئ ويلى ما يعرف كأنه جعروف ما معروف
  • الاخوة ( أسير الغرام & جرح الضمير )
    شكرا لكم
    دعونا دائما لا نؤمن بشئ أسمه مستحيل فكل شئ وله مخرج ويجب علينا أن نقضي على هذه الاشياء وحتى لا أبالغ في كلامي فالواسطة صحيح أنها داهية ولكن نتمنا أن تزول عن مجتمنا ولو هذا صعب مثل ما ذكرتو ولا أقدر أن
    أخلق شئ من لا شئ ولكن عساء يكون خير
  • الواسطة، تسمى احياناً المحسوبية، وأياً كان الاسم فإن النتيجة واحدة، وهناك نوعان من الواسطة واسطة محمودة وواسطة مذمومة.
    فالواسطة المحمودة أن تساعد شخصاً ما للحصول على حق يستحقه أو اعفائه من شرط لا يجب عليه الوفاء به أو تساعده في الحصول على حق لا يلحق الضرر بالآخرين, أما الواسطة المذمومة فهي ان تقوم بهذا الدور لحصوله على حق لا يستحقه أو اعفائه من حق يجب عليه دفعه مما يلحق الضرر بالآخرين

    ولا يخالجني ادنى شك بأن اغلب المواطنين يتذمرون من الواسطة وانهم يلجؤون اليها لأنهم أجبروا على ركوبها، ومهما يكن الأمر فالمفروض ان تحصل على حقك بدون واسطة من أحد وألا تحصل على حق غيرك بواسطة من أحد، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو الحل لهذه المشكلة؟ أو بمعنى آخر هل نحن مستعدون للقضاء عليها؟ أعتقد انه جاء الوقت لمحاسبة النفس والاعتراف بهذه المشكلة !!!!!!

    كل الحب والتقدير والاحترام ....
    تحياتي ,,,,,
    أكتب ما اشعر به وأقول ما أنا مؤمن به انقل هموم المجتمع لتصل الي المسئولين وفي النهاية كلنا نخدم الوطن والمواطن
  • موضوع يستحق النقاش

    السلام عليكم

    أخي حوت الساحة

    شكرا لك على طرح الموضوع للمناقشه وهو بالفعل يستحق المناقشه

    الواسطة:

    أصبحت كالشبح يطارد عامة الشعب بشكل خاص
    يطارد كل محتاج للمساعدة
    يطارد كثير من الشباب الباحث عن عمل أو حتى شهادة عليا


    الواسطة أصبحت في كل شيء

    حتى في العلاج .. وفي مقابلة الطبيب وفي صرف الدواء وفي عمل الفحوصات الطبية وألشعة

    حتى في التعليم ..

    في كل شيء ممكن تتخيله في هذه الحياة تدخل فيه الواسطة أولا وفي أوقات كثيرة وبدون استئذان


    وهي كما وصفها أخي ابن الوقبه
    منها الحميد ومنها المذموم أو الخبيث


    سؤالي..

    هل نحن فعلا بحاجة للواسطة في كل شيء؟؟
    وهل جميعنا يعيش بها في حياته حقا ؟؟

    أم أن هذه مجرد مبالغة...
    نريد ذكر أمثله لنشعر أولا بأهمية المشكلة التي نواجهها...
    بشكل عام ومن كل الجهات ولي من ناحية اجتماعية فقط..



    دعوني أبدأ بذكر مثال يحدث معنا كثيرا في نطاق عملي كفنية مختبر بأحد المستشفيات

    في كل مرة يزور فيها الشيخ الفلاني أو الوالي مثلا أو أي أحد من أقاربه ... الطبيب

    لا يذهب للطبيب مباشرة
    لأن معظم الأطباء وافدين ولا يعرفون مكانة القادم اليهم
    فماذا يفعل
    يذهب للإدارة المستشفى .. للمسؤول الاداري أو للطبيب المسؤول.. ويخبره بأنه يقرب كذا لفلان مثل ولد خالة بن اخو الشيخ الفلاني
    وجاي في حاجة بسيطة مثلا كان يعمل بطاقة
    فماذا تكون ردة فعل الادارة
    على طول يتم أخذ هذا ( ) لأشطر طبيب بالمستشفى وادخاله قبل جميع المرضى المساكين الذين ربما تكون حالات بعضهم خطيره..
    ثم تكتب له الفحوصات الطبية والأشعة ويرافق - وان كان راشدا- للمختبر لعمل الفحوصات ويتم اخبارنا - نحن العاملين في المختبر- ترى هذه العينه مستعجله واايد ويجب أن تنتهوا منها بسرعه انها للشيخ الفلاني

    وهكذا
    فينتهي يوم هذا الشيخ للمستشفى وكأنه كان في جوله سياحيه يقابل بكل عبارات الود والترحيب والقيام والجلوس من الجميع تقريبا

    أما المواطن العادي...

    طبعا تعرفون كيف يعامل




    المهم
    لست هنا للتحامل على أحد ... ولكن هذا واقع
    ربما أكون قد بالغت فيه قليلا ولكنه موجود وأحيانا يكون أسوأ مما ذكرت

    نحن هنا لنناقش قضيه مهمة .. محاولة منا لتدارسها
    بشكل عام

    ننتظر منكم ذكر أمثله قبل البدء في المناقشه حول الحلول والايجابيات والسلبيات للواسطة
    لعل بعضنا يكون يوما في موقف بين أن يكون صاحب مبادئ أو يكون تابعا للواسطة
  • ردود للاخوة

    ( ابن الوقبة )
    شكرا على معلوماتك القيمة وتعريفك بأنواع الواسطه
    ( بنت عمان )
    شكرا على كلماتك الجميله والعبارات والامثلة التى طرحتيها بهذا الموضوع ونحن نعلم أن كلمة الواسطه ليست كلمة دخيلة على مجتمعنا حتى نكون صادقين .والكثير من الامثلة التى تحدث أمام أعيننا .
    أما عن سؤالك فعلى حسب علمي نحن لسنا في حاجة إلى الواسطه وعلى حساب الغير
    وكن نحتاج إلى الواسطه المحمودة مثل ما قال أخينا ابن الوقبة
    (zoom )
    فعلا لا يوجد وشكرا وكل شئ له مقياس
    شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكرا عــــــــــــــــــــــــــــــــــلى مـــــــــــــشاركـــــــاتـــــــــــــــــــكما
    |e
  • اولا اشكرك اخي حوت الساحة على طرح الموضوع
    ثانيا : ان هذه الواسطة رايتها بعيني عندما كنت اطالب ببعثة للدراسة في احدى الوزارات والله يااخواني 7 سنوات الى ان اتت وكنت مستوفي الشروط تماما ولاينقصني اي شرط بينما زميل لي في العمل لم يكن مستوفي الشروط ولم يكمل حتى سنتين وذهب للدراسة امام عيني وجعلت ذلك احتساب الى صبري وتركت الامر الى الله الى ان وفقني الله باخذ البعثة والسبب ان زميلي ابوه ......اما انا فالله يرحم والدي
    #h#h
  • السلام عليكم شباب الساحة حبيب اشاطركم الرأى

    انتم تتكلمون عن شى غاية فى الاهمية لعدة اسباب اولا الواسطه فى نظره هادمه الامه من الناحبه المذمومه
    فهى تدخل الحقد بين افراد المجتمع الاسلامى طبعا. وعلاوة على ذلك فهى المصدر الاساسى فى تقسيم المجتمع الى عدة طبقات نتيحه التفاف اصحاب البلد الواحد او العائله الواحة فى نفس المجال بدون اى تدخل من الاطراف الاخرى
    وتعمل من الناحيه الطلابيه اذا احسنت القول على تفريق الطلاب وإن كانوا اقل مستوياتهم عن الاخرين ولهذا نتائج انتم تعرفونها
    وانا فى اعتقادي اذا كان الشخص لديه المقومات التى تاهله لتلك المهمه وكانت الواسطه هى الاعاقه ووصل اليها فلا حرج اما ان كان العكس فلا حوله
    والواسطه فى كل شي حتى يوم تروح توكل بفلوسك المقربين هم اولا ثم انت ولو انك جاي اولا الدنيا الان من الفساد وإليه والله يصبرنا حقك مأخوذ اولا واخيرا
  • يسرني مُشاركتكم هذا الموضوع ، الذي حظى بمداخلات الأخت الكريمة / بنت عُمان وكذا الأخ الضيف الجديد / العسل الأبيض ، حيث أن كلماته كانت كبيرة ، ذات اسلوب جميل ، فضلاً عن سائر الأخوة الذين تكلمو في هذا الأطار .. وسوف أجد نفسي مسؤولاً ولو بقليل من هذه المسؤولية ولأنني في موقف يجب أن أُبينه للأخرين الذين يعرفون الواسطة او المحسوبية ، والكلمة الأولى دخيلة علينا في أُطر التمازج الثقافي وإلتقاء الحضارات الأنسانية ، وتقارب العولمة الأقتصادية . وتدافع المصالح السياسية ، وتقاذف حساسيات الدبلوماسيات الخارجة عن بعض المصالح ذات النفعية الأقرب الى حياة الناس ، فكل عمل ليس فيمصلحة او لايعود بمنفعة ، فإنه يكون مقطوعاً لا يُمثل القاء المصالح .. ولكننا نؤكد على أن الواسطة بمفهومها الحالي ، / فعل قبيح ، وأمرُ مؤلم ، وربما تخسر الأنسانية جمعاء أخلاقياتها ، وتتلاشى مبادئها بسبب هذه التي تُسمى اليوم ( الواسطة ) فالصورة الماثلة أمامنا تلك الآية الكريمة (( أيحب أحدكم أن يأكُل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )) . فإننا سوف نأكل لحم الأخرين وهم أحياء لكن قولنا فيهم كأننا ننهش من أعظامهم وهم اموات ( هذا التقطيع الفكري للآية ) وهناك الكثير ستختصر قولنا فيه .. والحقيقة أن كلام الأخ العسل الأبيض بالنسبة للبعثة كلام فيه غلظة وقسوة ، وهو يدعونا الى رسم الصورة القاتمة عن الحياة الواقعية التي يعيشها مجتمعنا ، ويبعدنا عن عن مفهوم التكافل والتواد والتراحم الأنساني الذي لا يزال مجتمعنا متمسك به بقوة ، ولئن راينا المساعدات ألنسانية لبعضنا البعض ، فهذا لا يعني ( واسطة ) وكما يقول المثل او الحكمة ( اللي ما يعرفك ما يثمّنكْ ) ، لكن لا نُنفي أنه يُصاحب تلك المعرفة أحياناً سلوكيات تصدر من البعض او يكون زائداً عليها ، هو إنطلاق المحسوبية كما اطلقها البعض بنفس ذات سلوكيات مؤسفة ـ إذا جاز التعبير ـ إننا نُدرك أننا بحجة مُلحة ، أو شديدة الألحاح الى تربية أنفسنا تربية تتلاءم وعادتنا الأسلامية التي تنهي ‘ن استخدام هذه التسمية في غير محلها او مُحاولة إستغلالها إستغلالاً مُنفراً ، ويجب هنا الشارة الى المسؤولية المشتركة التي تقع بين البيت والمدرسة مذ الصغر وتنمية روح التعاون الحميد لا المكره الذي يجعلنا ننهش عظام بعضنا ، باسلوب المحسوبية ، كما أطلقها البعض الأخر .. ومن الصعب بل والصعب جداً أن نُحمّل العاملين والموظفين تبعات هذا السلوك بقدر ما نُحمّل تلك التحديات وإجترارنا لها بلا فهم ، فالمتغيرات الثقافية من خلال الغزو الفكري والثقافي ( الحضاري ) عامل مساعد وقوي ، الذي يجتاح علمنا العربي ، زد على ذلك الوازع الديني لدى كل الشباب الذين درسوا في الخارج وجاؤوا محملين بغبار التغيير الذي أوصلنا الى هذا المنعطف الخطير ، والأخطر هو وجود الأجانب الذين دفعوا ببعض المغلوب عليهم والذين يبحثون عن المال في ضل غياب الوازع الدين وفي ظل غياب التكافل الأجتماعي ، الذي أثار هذه الفجوة الكبيرة ، فضل الغرب يبث سمومه الخبيثة ويُلقي أفعاله القبيحة على مسامع شبابنا ، ودفعم الى تفشي هذه الظاهرة التي لم تكن في حياة مجتمعنا ..
    وأخيراً / أقول فما أجمل أن يتمسك الأنسان بماديء وتقاليد موروثة طيبة ، فيعتز بها ويغرسها في نفوس النشء ليخرج او يظهر لنا جيل قادر على مُحاربة الأفكار الغربيئة الخبيثة ، فيدفع بالأفعال الحقيرة بعيداً ، عن نشأة الشباب، الذين هُم بالطبع بذرة التغير الى الأحسن او الى الأسوأ . ، وأن من أهم هذه الظواهر / السفر الى الخارج .. / تسلل الأفكار الغربية عبر شاشات التلفزة العربية التي دأبتْ ليل نهار على بث مثل هذه السموم .. والله تعالى يقول ( لا يُغير الله بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم ) ويقول ايضاً ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبتْ أيدي الناس ) .
    وأخيراً اشكركم جميعاً ..
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم

    بالحقيقة جذبني الموضوع وكنت بصدد الكتابة فيه ليلة الامس ولكن الظروف لم تسمح لي عندها ولكن للاسف فيبدو ان اخي سوالف قد وصل قبلي وسرق افكاري او انني سرقت افكاره قبل ان يسطرها...حتى ان الاية الكريمة كنت ساذكرها ولكن كنت توضيح معناها كما اعرفها بحيث ان المقصود منها هو النميمة، فالله سبحانه وتعالى يشبه النمام بمن يأكل لحم اخيه ميتاً...
    فإذا كان هذا حال النمام فكيف يكون سارق حقوق الاخرين...من خلال ما يعرف بالواسطة...الله اعلم!

    وان كان الموضوع هو كيف نمنع الواسطة؟ فالجواب سهل جدا ... هو ان نغير مجتمعنا بعاداته وتقاليده وتركيبته، فعلاقتنا الاسرية مختلفة، وطبيعة حياتنا مختلفة...فمثلا قانون العمل في جميع انحاء العالم يمنع ان يكون موظفين اثنين ذو قرابة من الدرجة الاولى في دائرة واحدة، ولكننا نشاهد الزوج والزوجة والابن والابنة يعملون في مكتب واحد، فتصوروا عندها كيف يكون مجرى العمل، ففي هذا المثال اصبحنا نعمل اقرب الى الاسرية منه الى العمل بحيث تسوده العلاقات الاسرية ...
    فإن كنا في مجتمعنا نخالف ابسط الامور في الادارة فلا غرو ان نتعامل مع بعضنا على اسس عائلية وقرابة ومعرفة وبالتالي تأتي الواسطة والمحسوبية لتجعلنا نشعر اننا نخدم اقاربنا ومعرفنا دون دراية منا اننا نعمق الواسطة ونظهرها بابهى صورها...
    لا شك انها عادة قبيحة ... فلو عرف كل منا حقوقه ووجباته لما لجأنا الى تلك العادة...واقصد العادة بحيث اصبحت المحسوبية عادة متاصلة في مجتمعنا نمارسها دون شعور او احساس بمساوئها...
    فإذا كنت مؤمنا بحقك في العلاج فلماذا تلجا الى الواسطة ...و...و...و
    وامل الا تلجأ اختي الكريمة بنت عمان الى اعطائي تحليل يفيد باني لا اعاني من السكر بينما انا اموت منه على سبيل الواسطة لارضائي بصفتي اخوها ...مزاح طبعا
    بالتأكيد لم يقصر اخي العسل الابيض في تناوله للموضوع وكذلك اخواني ابن الوقبة وحوت الساحة واختنا بنت عمان ...

    حياكم الله

    قهوة
  • (swalif & قهوة )
    حبيت أن أوجه لكم كلمة شكر على ما أبديتو به من معاني وكلمات سواء في مفهوم الواسطة أو التصدي لها
    ولولاكم أنتم وجميع من أدلو بصوتهم ومشاركاتهم لما طرحت هذا الموضوع فشكرا لكم جميعا على مشاركتكما معي . وجزاكم الله خيرا
  • يقول المثل : لا عطر بعد عروس
    فقد وفى الأخوة وكفوا ـ جزاهم الله خيرا ـ

    وعلى اية حال فإن كان لي ثمت مشاركة فإني اقول بعد النظر إلى عنوان الموضوع : لا يمكننا منع الواسطة ـ وأقصد بها هنا المذمومة ـ إلا إذا توثقت عرى الإيمان في قلوبنا وكان التقوى منهجا لنا ، وعرف كلٍ منا ما له وما عليه ، وعرفنا معى الأخوة والمساوة في ديننا الحنيف ، وعرفنا عواقبا تلك المحاباة الوخيمة في الدنيتا والآخرة ، حيث انها ستكون سببا إلى تعطيل قدرات وهدر طاقات والقضاء على خبرات ومهارات كانت قد تقوم بعمل جليل وخيركبير للأمة والمجتمع لولا تلك المحسوبية البغيضة ، كما أن تلك المحاباة غير الشرعية تحل كوادر هزيلة ضعيفة غير منتجة وتضيع حقوق كثيرة ، ناهيكم عن الإثم والوزر الذي يلحق صاحبها في الآخرة والعياذ بالله

    والحل على اية حال بايدي المسؤولين ، فبسببهم تظهر المحسوبية وبسببهم يمكن القضاء عليها ، ولا ننكر أن لكل مواطن دور كبير في ذلك ، وغلى الله المشتكى .

    وهذا مقال للكاتب : عبدالله السنيدي بعنوان ( الواسطة ، وهل هي ظاهرة ؟ ) :
    " هناك مفهوم شائع بين الناس بأن إنهاء إجراءاتهم ومعاملاتهم لا يتحقق إلا بالواسطة فالشخص الذي يرغب التوظيف لن يحصل له ذلك إلا إذا كان له معرفة أو واسطة تساعده للحصول على الوظيفة والشخص الذي له معاملة في جهة حكومية أو غيرها لن تنتهي تلك المعاملة إلا بالواسطة، والشخص الذي سوف يسافر بالطائرة لن يحصل له مقعد بها إلا بالواسطة، والموظف الذي سوف ينشئ له بيتاً لن يحصل على موافقة البلدية إلا بالواسطة ولن يوصل التيار الكهربائي أو الهاتف أو أنابيب الماء إلا بالواسطة، بل لقد بالغ البعض في مفهوم الواسطة إلى درجة أن بعضهم يلجأ إليها عند تسديد الفواتير وفي إنهاء إجراءات السفر أو القدوم حتى لا يكلف نفسه بالوقوف في الطوابير النظامية ونحو ذلك إذاً ماهي الواسطة وهل هي مشروعة هل هي ممنوعة هل هي ظاهرة؟
    الواسطة تعني المساعدة في تحقيق رغبة الشخص من قبل أحد أقاربه أو معارفه في إحدى المعاملات أو الإجراءات الإدارية، وهي تعرف في الشريعة الإسلامية بالشفاعة والرسول صلى الله عليه وسلم وعد من المولى عز وجل بأن يشفع لكثير من أمته يوم العرض الأكبر إلا أن الشريعة الإسلامية لا تقر الواسطة أو الشفاعة التي تؤدي لتعطيل الأحكام أو الأنظمة فالرسول عليه الصلاة والسلام اعترض على قريش لما جاءته للشفاعة في عدم إقامة حد السرقة على المرأة المخزومية حيث قال قولته المشهورة لأسامة بن زيد رضي الله عنه الذي وسطته قريش لمفاتحة رسول الله في الأمر (أتشفع في حد من حدود الله، إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها). والشأن كذلك في الانظمة الوضعية المعاصرة فهذه الأنظمة أو القوانين وردت بنصوص عامة ومجردة يتم تطبيقها على من تتوفر لديه شروطها وضوابطها ولم يرد بها استثناءات من ذلك كما لم يرد بها ما يعرف بالواسطة.
    إذاً فالواسطة أو الشفاعة تكون في الأمور التي لا تؤدي إلى تعطيل الأنظمة أو مخالفتها أو الإضرار بحقوق الآخرين إذ ينبغي أن تكون الواسطة في الإجراءات العادية وفي توضيح الأنظمة للخاضعين لها بحيث تتم إفادة المواطن بما يجب أن يقوم بعمله لإنهاء معاملته والواسطة بهذا المفهوم لا تقتصر على أحد دون أحد بل ينبغي تعميمها لكافة المراجعين الذين يطلبونها فالواسطة بهذا المعنى حتى وإن كانت ظاهرة فإنه لا غبار عليها بل قد تكون مطلوبة عندما يكون المراجع غير ملم بالأنظمة والتعليمات أو الإجراءات، أما الواسطة التي تخالف الأنظمة والتعليمات أو تقدم أحداً على آخر بدون وجه حق فهي مرفوضة، فالمواطن الذي يرغب الحصول على وظيفة رسمية دون مسابقة أو بدون قواعد المفاضلة بين الخريجين ويبحث عن واسطة تساعده في ذلك فإن تصرفه مخالف للأنظمة والواسطة لن تحقق له شيئاً لأن التعيين يتم وفق ضوابط ومعايير محددة وواضحة ومعلنة، والمواطن الذي يرغب في إقامة دور ثالث في منزله الموجود في حي جميع مبانيه من دورين ويبحث عن واسطة لمساعدته في ذلك يعتبر طلبه غير نظامي ولن يجد من يساعده في ذلك وهكذا.
    إذاً فإنه ينبغي عندما يكون لأي منا معاملة لدى أي جهة أن يسلك الطرق النظامية لمتابعتها فإن كانت تلك الطرق أو الأساليب غير واضحة لنا فلنلجأ لمن يوضحها لنا إذ أن كثيراً من المعاملات تنتهي بدون الحاجة إلى أن نبحث على من يساعدنا في إنهائها، إننا بهذا الأسلوب نكون قد سلكنا الطريق الصحيح في متابعة المعاملات وفي نفس الوقت وفّرنا جهد الآخرين الذي قد بذل بدون حاجة ماسة له، اننا نقول ذلك لأن كثيراً من الأخوة عندما يكون لأي منهم معاملة أو موضوع في جهة إدارية سواء كانت هذه المعاملة سهلة أو صعبة يلجأ فوراً لمن يساعده في إنهائها وكأن القاعدة في إنهاء المعاملات هي الواسطة أو المعرفة نعم قد يكون هناك نوع من الواسطة المرفوضة ولكنها تتم في حالات محدودة ومحصورة في بعض الأمور غير المنظمة بنصوص وقواعد واضحة.
    إن التوجيهات السامية الكريمة تؤكد وباستمرار على ضرورة خدمة المراجعين والعناية بمعاملاتهم ولذلك فإن كل وزير يخصص يوماً أو أكثر في الأسبوع لاستقبال المراجعين والنظر في معاملاتهم، كما أنه يوجد في كل وزارة أو مصلحة حكومية مكتب لخدمة المراجعين فلماذا القلق ولماذا نلجأ في كل مرة إلى طلب المساعدة في إنهاء معاملاتنا ما دام أن العملية قد نظمت وأن معاملاتنا سوف يتخذ عليها الإجراء المناسب بدون أن نلجأ إلى أحد لكي يساعدنا في إنهائها
    . " أ . هـ
    وهذا موضوع رائع جدا عن الواسطة أو كما سماها الكاتب حمد بن عبدالله القاضي الشفاعة ، وطرح للقضية أتمنى أن تطلعوا عليه من خلال هذا الرابط :

    heartsactions.com/in.htm

    وشكرا لطارح الموضوع لكل من شارك في إثرائه ومناقشته ـ
  • أشكر الصديق قهوة .. على هذه الدُّرر المنثور عبر هذه الساحة المرئية الهشّة .. وإن تكلّف الخرين عناء الكتبابة ، فإنه لا يسعنا إلا أن نشكرهم على وقوفهم الى جانبنا ، ونشكركرهم على إقتطاعهم جزء او أجزاء من وقتهم الثمين ، فعامل الوقت في زمننا المتاسارع من الأهمية بمكان أن نُشيد به ، لأن زُملائنا / أكيد لديهم مشاغل ، وقلّ أن تجد منا فارغ ، إلا القليل والنادر ، حتى اولئك الذين ليست لديهم وظائف كبيرة او مسؤولية أسرية او وظيفية ، فهم يصرخون من عامل الوقت ، ويقولون أن الوقت سرقنا ، وعسى ان لا أكون قد سرقت الزميل / قهوة في سباق العد التنازلي لبلوغ هدف الكتابة المجرد من المراء الظاهر والباطن ، وعسى أن يكون ( قهوه ) لم يسرق مني أفكاري ، او يسحب منها شيء ، فإن الأقتباس والتصوير او الأقتطاع كُلياً او جُزئياً ممنوع ومحذور ومختوم عليه بالشمْع الأحمر ، ( وقد أعذر من أنذر ) "" لا اتقولوا ما قلتلكم .. """" .
    في الحقيقة ، ما شاء الله كانت ذاكرة الأخ قهوة / مشحونة بالتداعيات الأمر الذي جعلنا أُداخله ولو بجزء يسير من معرفتي البسيطة ، فالأخ قهوة ، كان بحق كبير في كلمته ، عظيم في تناوله الموضوع ، شفيف الحديث ، جريء الموقف ، متدفق العبارات ، يُسيلها كأنها هي السيْل وهو الوادي الذي يحتضنها وما نحن إلا صخور تمر مياهه فوق روسنا وتحت أرجلنا ، كذا فإن الزميل العسل الأبيض ، الذي جاءنا لتوّه جديداً ، تضامنّا معه كأن معرفته بنا مذ زمن طويل ، فقد كانت لكلماته الوقع الأكبر التي استطعنا من خلاله أن نستشف معاني الكلمات الكبيرة ونفهم الأساليب المحورية ، ولعمري فإن العسل الأبيض كان بحق أبيضاً ، ناصع البياض ، صافي الأحاسيس كأنما هو العسل الصافي الذي تكون بأصالته النقية ، وما ( بنت عُمان ) إلا تلك الشمس التي تستطع علينا ، فتدخل في قلوبنا بلا إستئذان ، فقد سمحنا لها بالدخول عبر تلك الأشعة المُشْمسة ، لتعطينا التفق والنشاط الذي نحتاجه ، فكم من موضوع راقٍ حظي من جانبها بالأهتمام الكبير ، ذلك لأن أسلوب ( بنت عمان ) كان كريماً ، كما لو كانت هي الأكرم منه .. والحقيقة التي لا منقوصة ابداً هي انّ أُختنا الفاضلة ( بنت عمان ) تعمل وتكتب بلا حياديّة تُذكر ، وقل أن نجد مثلها ، وإنْ كان الكمال لله وحده ، وكم من المرات اختلفت معها ، صغيراً او كبيراً ، لكنها كانت تحترمني ، وتحترم كتاباتي ، لأنها اولاً إنسانية بمعناها الأنساني ، وصاحبة قلم يحترم أصحاب الكلمة .

    والحقيقة أن الموضوع إنعطف بي بعيداً ، ذلك لرغبة مني في أنْ أعطي كُل ذي حقٍ حقّه ، وخاصة وأنّ المحور الذي نتكلم عنه ونتجادل فيه هو ( الواسطة ) ....
    ولئن بلغ الموضوع الدرجة القصوى من الأتقان والكمال ، وأُعطي دفعاً من جانب الأخوة المتميزين بالكتابة وليس بالألقاب .. وغير الساعين لها ، إنما الحقيقة الناصعة ، أشادت بها ، ولعلي أُجانب الصواب ، حينما قلت في بعضهم ، الذين يستحقون الأشادة والتعريف ، حتى لا نغبطهم حقوقهم ، فذاك من الواجب .. ( وبدون واسطة ) .
    وقد صاحبت الأقلام الأُخرى من الأخوان الذين لطّفوا المكان ، وعبروا بأريحية عن فهمهم في الموضوع ، فكان لا بُد ايضاً من التلميح بهم ، كوجه من ذلك الحق .. الذي يدعونا أن نقول قولتنا فيه .!
    إن تلبك المسائل العالقة ، والتي تفرقت بأساليب شتى ، والتي عبّرتْ بإرتجالية او ببدهية ، دونما تفكير او تريث ، وأو جزت عباراتها الجزلة ، إنما هي أعطتنا الحماسة من خلالها ، وقد قال الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل ( ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب ، لعلكم تتقون ) فلو وجد من يعاقب الجاني ، سواء بفعل الواسطة او بغيرها بنفس القصاص المُبيّن في القرآن ، فلن يوجد من هو بيننا يصنع هذه الواسطة ، وإن كنت أنا لا أُسميها الواسطة ، كما يقولها الأخرين ، فلكل له مقام ومكا نة ، ولا نستطيع أن نجعل الناس طبقة واحدة ، ولكننا يمكن جعلهم سواسية بلا تمييز ، وربما هذا ما يريد أن يصل اليه الأخوان .
    والقصاص في مفهومه المعنوي ، أعظم تأديب ، وأيسر طريقة للتعامل وزجر المؤامرات والدسائس ، وكذا تذويب ما يسمى اليوم ( الواسطة ) لأنه يزجر التجاوزات اللاإنسانية ويمنع المحسوبيات او يُقلل من شأنها ـ إذا جاز الأخذ من مفهومها ، على أنها عامل مساعد للمحسوبية ، لتطبيق الواسطة ) وكما يقول المثل العماني او الحكمة المُستساغة من ذلك ، ( إضرب كلبك يفهم جارك ) بمعنى آخر إن إقامة الحد يجعل البلد بأكمله آمناً مطمئناً ، ويُرعب المتجاوزين لتلك الحدودية القانونية والشرعية .. وعلينا أن نُضِّق منها او وقفها بوضع أُسس وقواعد وضوابط وشورطاً قاسية ، ولا يعني زج هولاء في السجون ، فلم تثبت لنا أن السجون إستطاعت أن تحل مشكلة الأمم ، ومن خلال تتبعي البسيط جداً ، وجدت أن السجون لا تقضي على المشكلة المتفاقمة ، والبحث معكم سوف يطول / لكني سأختصر ، وبسرعة ، نظراً لعدم تواجدي الكامل في هذا اليوم ، ولكن سعي أن أُشارك الزميلة ( بنت عمان ) هو الذي جعلني أهتم في ذلك ، ولْنعُد الى الموضوع // فلو رجعنا الى السبعينات ، أيام ماكان يُعاقب السائق الذي يقتل خطأً او السكّير بالسجن ، فهل حلّ المشكل ، بالطبع الجواب لا والف لا .. لماذا لأنه لم يُقام عليه الحد ، والسجن ليس حداً بمفهومه اليوم ، على تكييف ، وبدون تعب ، ويخرج المسجون ، وقد وجد أن دشداشته ووزارته مكوي ، وهو مرتاح يحصل ما يحصل عليه الرجل العادي / خارج السجن ، فقط هذا قادر أن يتحرك بأكثر من مُحيط وبأكثر من أتجاه ، وهذا ( السجين ) يتحرك في محيطة ) فقط الفرقية ضئيل ، وقد يخرج الزاني ا القاتل او السكير ، بأمر ، أو عفو .. إذاً هل نقول أن السجن عامل يُرهب الجاني ، وهل هو حد إسلامي ..!؟
    إن من الصعوبة بمكان ، أن نقول ان الذين ألفوا السجون ، او الذين تعودوا على السجن ، أن يكون السجن رادع لهم ، مالم يقم فيه حد إسلامي ، شرعاً ..! فالدليل ان السجين حينما يخرج بعفو أو أنقضاء المُدة ، فإنه يوصي أصحابه بأن يُحافظوا على مكانه لأنه سوف يعود ، وهذه حقيقة مأخوذة من واقع حقيقي ، فالذين التقيت بهم ، كانت لهم شعور بالعودة .. لأنهم يقولون لا يستطيعون ، أو التفكير الحياتي لا يساعد ، وطبعاً ، أحتفظ بالأسرار .....!
    فالواسطة ليست جريمة بحد ذاتها ، لكنها دافع من دوافع الجريمة / كيف ..؟ لأنها نوع من خيانة الأمانه ، وخيانة الأمانه جريمة ..! يعاقب عليها القانون ..! فتطهير الحية والمجتمع من دنس المؤاخذات والمحسوبيات أمر يقع على عاتق أصحاب الهمم والمسؤولية ، فكم وجدت الدول التي شقت لنفسها هذا الطريق من أضطراب شعبي أدى الى تفكك البُنيات الأساسية للمجتمع ، وتمزق جسد الأمة الواحدة ..1 فضلاً عن كونها ( الواسطة ) من المعاصي ، هذا لو دخل فيها الجانب الإنساني .. التي لم يُراعى فيها جانب الحياة الآمنه .!

    بهذا الحديث الشيق أترككم في مشيئة الله .. واقبلوا مني هذه المداخلة ، فعسى أن تنفعكم .. فالله جل شأنه قال في تنزيله المبارك ( وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم ) فالواسطة طيبة في مذاقها الفوقي ، سهلة التعامل / لكنها صعبة ومُره لو وجدتْ حد القانون الألهي ، . والله المستعان في كل شيء .

    ســـــــــــــــــــــــــــــــــــوالف .
  • السلام عليكم ورحمة الله

    ما شاء الله عليكم...
    جميعكم كنتم رائعين وكل منكم ذكر جانبا جميلا ومهما بالوقت ذاته عن الواسطة
    حيث أننا ما زلنا في بداية نقاشنا
    كنت أتمنى أن أجد الكثير من الأمثلة التي حدثت معكم أو سمعتم بها عن الواسطة لنعرف الى أين وصلت في مجتمعنا
    ولكن المقال الذي نقله لنا أخي الطوفان للكاتب عبدالله السنيدي كان جميلا ويذكر الكثير من الأمثلة..

    فبعد قرائتنا للأمثله وفي أحيان كثيرة جدا رؤيتنا لها مباشرة حولنا في كل مجال .. اصبحنا شبه متأكدين من أن وجود الواسطة أصبح بالفعل لا يطاق وهو آخذ في الانتشار لأجل هذا قمنا بتثبيت الموضوع ولأجل هذا كانت آرائكم جميلة لأن كل منا يريد أن يقضي على هذه الظاهرة الخبيثة أو على الأقل يساهم في التقليل منها في مجتمعنا...
    والآن اسمحو لي ببعض المداخلات على بعض الردود الواردة ..كنوع من النقاش والحوار حول القضية وكنوع من التركيز على بعض المحاور لأهميتها ولكي ننتبه لها جميعنا..

    أخي الكريم وصاحب القلم الفلسفي الجميل الذي دائما يثري مواضيعنا النقاشيه بالعامة.. (سوالف)

    الواسطة في نظري .. ليست دخيلة ..!!
    أو بمعنى آخر ليست غريبة على مجتمعنا وليست نتيجة لتصادمنا مع الغرب أو لتصارع الحضارات ..!!!

    لا تستغرب كلامي
    صحيح أن مجتمعنا مسلم ومتكاتف في الكثير من الأحيان
    ولكن الواسطة أو المحسوبية موجودة منذ القدم ..
    وحتى في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)... مثل القصة التي نعرفها جميعا والتي جاءت في مقالة الأخ عبدالله السنيدي..
    فهي موجودة منذ القدم في مجتمعنا .. بل ان الكثير من الشباب - اذا لم نكن جميعنا- يعتقد بأن الغرب تقدم علينا لأنه لا يعترف بشيء اسمه واسطة وخصوصا في مجالات التوظيف والعمل... بغض النظر عن كون هذه النظرية صحيحة أم لا ..

    هذه فقط نقطة حبيت أعقب بها عليك وأتمنى أن أرى ردك عليها .. كما تعودنا منك المحاورة الهادفة والراقية.. وشكرا لك ولي عودة معك لأن ردك به الكثير من النقاط ..
    أحلى تحية لك..



    أخي الكريم.. الطوفان

    ما شاء الله عليك .. كلما طرح موضوع مميز نجدك سباقا للمشاركة فيه بقلمك الجميل والمتزن .. شكرا لك
    وبالفعل المقال جميل وكذلك الرابط مفيد وجميل بالفعل..
    وسأعود لمقالك عندما نبدأ مناقشة الحلول المطروحة لحل مشكلة الواسطة..


    أخي الكريم .. والمشاكس ... قهوه
    سعدت كثيرا بعودتك لمشاركتنا الحوار .. بالرغم من كل شيء
    وتفسيرك للآية الكريمة (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)
    جميل جدا ومعبر... فاذا كانت النميمة حرام وتشبه أكل لحم الناس فكيف بأكل حقوقهم علانية..!!!
    ولي عودة باذن الله لتعقيبك عند الحديث عن الحلول.. تحياتي




    ولدي بعض الكلمات كتعقيب بسيط على مقال الأخ عبدالله السنيدي الذي بالفعل تحدث بشكل جميل عن وجود الواسطة في مجمعنا عن أسباب وجود الواسطة..

    فأحد الأسباب التي ذكرها ..
    الواسطة موجودة لأن الناس تظن أن معاملاتها او مصالحها لن تتم الا بوجود الواسطة سواء من قريب أو بعيد ..
    وحاول توضيح فكرته
    في الحقيقة انني اتفق معه على وجود هذا السبب...

    أيضا أخي قهوه ذكر أن أحد الأسباب أننا نقوم بعمل واسطة للآخرين وهم لا يستحقونها أو أنها قد تؤذي أناس آخرين لأننا اعتدنا على ذلك وبدون شعور منا حول آثارها على الآخرين..

    ولدي بعض الأسباب التي ربما تكون صحيحة :
    - احساس المسؤولين - أحيانا - بالإحراج اذا طلب منه أحدهم أن يعمل له واسطة في أي موضوع .. فهو لا يستطيع أن يرفض (كما يظن) وقد يرى أنه يجب عليه فعل ذلك والا اتهم بالتكبر على الآخرين.

    - انتظار فائدة من وراء فعل أو عمل أي وساطة لأي أحد وخصوصا اذا كان ابن أحد المسؤولين أو يعمل في المكان الفلاني .... فعندما يساعد ابن الوالي مثلا في ايجاد عمل مناسب فالبتأكيد هذا الوالي سيساعده في المقابل اذا احتاج له.. وهكذا تدور الدنيا ..

    - رد للجميل... فقد يكون الشخص الفلاني الذي جائك يطلب منك عمل واسطة له لتخليص معاملته فانه سيتذكر ان هذا الشخص قد ساعده في تخليص معاملته هو الآخر بدون عقبات .. وكأن أداء العمل أصبح من الجميل الذي ينتظرنا الآخرين لرده لهم...


    طبعا ربما تكون أسباب كثيرة أخرى لم تطرأ على بالي..
    لذا ياريت لو تشاركونا آرائكم حول أسباب وجود الواسطة بيننا في المجتمع...
  • الواسطة في نظري .. ليست دخيلة ..!!
    أو بمعنى آخر ليست غريبة على مجتمعنا وليست نتيجة لتصادمنا مع الغرب أو لتصارع الحضارات ..!!! )
    "" من كلمات بنت عمان ""


    بدءً أشكرك على هذه الكلمة اللطيفة التي أغنتني عن الرد ، ولكي تبقى بيننا الردود بلا محسوبية ، وحتى بدون لفظ ( واسطة ) فإني أشكرك جزيل الشكر ، وأنا مٌمتنُ بما عبّرتِ به نحوي ..
    سيدتي الكريمة ( لاحظي أني لم أقلها لأحد غيرك ) ///
    جميل هو ا لكلام عن الواسطة ، ذلك كمحاولة للكشف عن المستور ـ إن سمح لي الكلام ـ بتسليط الضوء على الجانب الذي شغل الناس ، واشتغل به الأخرون ، الذين يرون فيه تدخلاً وفضولاً ومحسوبية ً .. لكننا مسؤولون مسؤولية كبيرة ، عن الأثر الأنساني لهذه المحسوبية ( الواسطة ) أين يسكن كوكبها ، من أين جاءتنا رياحها .. أين تكمن هذه الواسطة ، وفي اي كوكب هي ، افي ذات الأنسان ..ام في الحضارة ، وزيادة إنعطافها ، أشعلت لنا رياح تغيير نمط الحياة المألوفة الخالية من المحسوبية والواسطة معاً . ! وعلينا اولاً معرفة ماذا تعني المحسوبية وكذا الواسطة ..! الحسيب / صاحب الحسب / أحسب / أطعمه ويقال إحتسب / أي اكتفى .. والعرب يقولون ( فلانٌ استعطاني فاحتسبته ) أي أكثرتُ له وكفيّْته .. وفي القرآن ( هو حسبي ونعم الوكيل .. ) وقوله تعالى ( جزاءً من ربك عطاءً حساباً ) وفي هذا المعنى كثير من الدلائل ، لا يمكن أن ننتهي منها او نوفّيها حقّها / أما معنى ( الواسطة ) يُقال جلس وسط القوم / أي توسطهم .. و ( الوسط ) هو وسط الشيء / وتوسط الشيء / أي أعتدل فيه .. والوسيط / هو من يقوم بفض الخصومة بين المتخاصمين م والأن يقال للسمسري / الوسيط .. كمثل / الوسيط التجاري / وسيط شحن / وسيط مالي .. وسيط إقتصادي .. والوسطاء / هم مجموعة من الناس / الشركاء ، يقومون بعملالوساطة / التقريب بين أمرين او رأيين ومحاولة فض الخصام او محاولة التقريب بين المتبايعين او المتعاملين .. وهي تعني هنا التوسط بين أمرين او شخصين .. ومحاولة التفاوض بينهما . وفي القانون الدولي / قيام دولة ما ، لتكون وسيط خير ، وفي إعتدال لتكون طرفي التقارب سواء بالمفاوضات او بمحاولة فك الخصومة بالضغط على طرف معين على إعتبار المصالح المشتركة .
    لكن العامية ، او عوام الناس استخدموها كمصطلح ، مُشين ، أي أنه يدخل في أتونها الغش ، وهو المنْهي عنه في أي دين وكذا من ناحية القوانين والأعراف .
    ومن الأجمل أن نجد ( بنت عُمان ) تُحاول قدر طاقتها المعرفية أن تصوغ لنا منطلقين هامَّيْن / دفء المحسوبية / وبرودة التعريف الجميل ( للواسطة ) وهذا ما شدّنا اليه ، من خلال قراءتنا للموضوع ، لأنه أنطلق من العُمق ليضرب على وترٍ أعمق بكثير .. ( المحسوبية والغاية من الواسطة ) إذن المحاولة بدءً جيدة ، لكننا لا نستطيع أن نُعممها ، وقد أعيب على الأخت حينما قالت ا، الواسطة والمحسوبية موجودة ، منذ القدم ، وأشارت الى حياة الصحابة رضوان الله عليهم ، وأنا لست ببعيد عن ما ترمي إليه ولكنني لا أرى تلك المحسوبية إلا أحسنها ، حينما يُقدم القائد شخص ما ولو كان قريبه ولكنه القدر وكما يقولون ( رضاء الناس غاية لا تُدرك ) هذا في القديم فما بالك اليوم ، فماذا عسانا نقول ..!! إذن المحاولة أراها مبتورة ، طالما أننا نفهما من ناحية واحدة .. فلو كان لدى أحدنا موظف نشيط / ودائماً يحرص على رضاء مسؤوله ، وقد أُعجب المدير به ، تقدير اً لجهوده وتظافره في العمل ، وحصل هذا الموظف على ترقية ( مثلاً ) فهل نستطيع أن نقول أنها كانت محسوبية ، او نقدر أن نعطيها مصطلح الواسطة ... وخير مثال / هو أنني لا أعرف بنت عمان ولا هي ايضاً ، والحقيقة أن كلانا يعتز بالآخر على ظاهر القول ، من خلال الكتابات وأسلوب الكلام ، والتعريفات ، والتوصل الى النظريات ، فأكيد هناك من توسوس له نفسه ، أن يقول أن اتفاقنا كان فيه محسوبية او مواسطة ، من ناحية المشاعر الأنسانية ، او من ناحية المجاملات ، فهل تعتبر المجامله واسطة ، لو رجعنا الى محور السؤال ، نجدها ( نعم ) ولو رجعنا الى العقلانية ، نقول عنها ( ربما لا ..) إذن الفلسفة من هذا التقطيع ، هو معرفة مخزون حقيقة ذلك التدخل القاهر للمحسوبية ، والوقوف عن قُرب أو عن بُعْد ، على ماهية مفهوم الواسطة بما تحتوية الكلمة من معنى ..!!
    إذن إعطاء المسائل أكبر من حجمها او التشاغل بقضايا غير واقعية او غير واقعية في حياة الناس عن أهم منها ، فالأسلام دين الوسطية ، أي الأعتدال قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أُمةً وسطاً ) لماذا ؟ ( لتكونوا شُهداء على الناس ) وقوله تعالى ( وقد جعل الله لكلِ شيءٍ قدْراً ) أي وسطاً او إعتدالاً . والمتنبي الشاعر الكبير / قال
    فوضع الندى في موضع السيف في العلى
    مضر كوضع السيف في موضع الندى .
    وقال تعالى في الوسطية الأنسانية ( كنتم خير أُمة أٌخرجت للناس ) ايش الأسباب / ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) إذن هناك إعتدال ، هناك وسطية ، تُعطينا الجانب الفلسفي من النص .
    تقصيرنا في مد الجسور مع كثير من طبقات الناس .. فيه الكثير من المحسوبية ، قد يقول قائل لماذا ..؟ أقول حينما نتوجه بالدعوة والعلم والتربية والتوعية الى خواص الناس ، ونترك طبقات بعضنا بدون التزام .. اليس في ذلك محسوبية ..!! اقول نعم / لأننا تركنا آخرين وفضلنا عليه أحد غيرهم ..! ولو جاءنا أحد كبار رجالات الدولة ، وخاطبناه بلين ولُطف وبشاشة وبسمة رائقة لمقامه ، فيما لو جاءنا أحد الفقراء / الفلاحين / البحارين ، ولم نُعطه ما قد أجزيناه لمن سبقة ، ألم يكن هذا التفضيل / فلسفياً فيه شيء قليل او كثير من المحسوبية ، وفي المقابل ، لو جاءنا صاحب الوجاهة بمعاملة ما ، وأخذنا منه هذه المعاملة وقُمنا بإنهاء إجراءاتها . ثم قدمناها له على طبق من ذهب / كما يقولون .. اليست هذه المجاراة تُسمى ( واسطة ) ، والعكس صحيح لو جاء شخص آخر يحمل في يده نفس المعاملة ولم ننجز له عمله وفقاً لتطبيق آلية القانون أو النظام المعمول به ، ألا يُعد ذلك محسوبية أو واسطة .. إذن كيف الخلاص منها .. فقط بالأنسانية / والضمير الحي المنصف / المعتدل / الوسطي ..
    لو رجعنا الى حُثيثيات موضوع الزميلة الكريمة / ( بنت عمان ) فقد نجد أن الرسول الكريم ( صلوات ربي وسلامه عليه وملائكته ) أنه تآلف مع صناديد العرب بالمال والأبل والثياب .. والسؤال الموجه للجميع // ماذا يمنعنا أن نتآلف مع بعضنا من الناحية النسانية التي جُبلنا وفطرنا رب السماء عليها ، بالبسمة والزيارة والتواضع ..؟!
    وفي الحديث / أن النبي الأكرم ( ص) أُتي برجل شارب خمر كثيراً وقيل شرب خمسين مرة /م تصوروا يا إخوان لو أن أحدنا أُتي له برجل شارب للخمر خمسين مرة او مرة واحدة ، فهل يظن أحدنا انه سوف يسلم او هل يُنظر الى تداعيات شُربه ، هذا ..؟! ( أعتقد ، الأجابة واضحة / لا ) فقال أحد الصحابة لشارب الخمر / أخزاه الله / فغضب النبي ( ص) وقال ( لا تقل ذلك ، لا تكن عوناً للشيطان على أخيك ، فوالذي نفسي بيده ما علمت إلا أنه يُحب الله ورسوله ) اي أن الرسول الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه وملائكته ، نهى الصاحبي الجليل أن يقول كلمته تلك ، حتى لا يكون عوناً للشيطان على أخيه / وسمّاه أخيه ، لأن الرسول كان يعلم أصل الحب الذي كان الرجل يكنه للرسول ، وقد بيّن الرسول أنه لا يزال الخير فيه . ( هل نستطيع أن نقول في هذا ، أن في الرسول محسوبية / او واسطة ) علماً بأن الرسول كان بإمكانه القصاص منه بنص القرآن .
    وأخيراً أقول لكم جميعاً / ما أحسن الحكمة وما أعظم التوجيه ...!
    شكراً للأخوة جميعهم ، كم أشكرة أختي الكريمة / طارحة أو طارقة الموضوع .. مع قبول عُذري ، وإسهابي في الموضوع .
  • ( الطوفان & swalif& بنت عمان )

    لم يبقى شئ وإلا وفيتو وتطرقتو إليه ومن واجبي أن أقدم لكم الشكر العظيم
    على هذه المداخلات والتى وبلا شك سيتفيد منها الجميع وستغنيه عن الواسطة .
    شكــــــــــــــــرا لــــكـــــــــــــــــــــــــــم . وفقــكــــــــــــــم الله
  • السلام عليكم...

    مرحبا أخي سوالف..

    كعادتك ... لم تقصر في التعبير عن أهمية الموضوع وطرح أفكار ومحاور جديدة وجميلة

    شكرا لك...

    بصراحة أعجز عن التعبير عن مدى احترامي لمقالتك هذه والتي تحمل في طياتها الكثير

    فقد تطرقت في مقالتك عن
    الواسطة ككلمة وحاولت تحليلها وربطها بالوسطيه
    وبالرغم من أن هذه ليست قضيتنا هنا ..
    ولكنك بالفعل فتحت لنا محورا لغويا وثقافيا جميلا... تشكر عليه

    صحيح أننا وفي أحيان كثيرة جدا نفسر - خطئا - تعاون الآخرين مع بعضهم على أنه واسطة أو محسوبية
    وذلك من خلال حكمنا بالظاهر على الأمور بدون التحقق منها..
    ولكني أتصور هذا سيكون في الأمور الصغيرة التي ربما لا تضر أحدا والتي ربما ندرجها تحت مفهوم الواسطة الحميده ..
    ولكن في الأمور الكبيرة مثل الوساطة من أجل الحصول على وظيفة مثلا لشخص ربما لا يملك من المؤهلات ما يناسب الوظيفة التي يريد الالتحاق بها .. بل وربما يكون هناك من هو أكفأ منه وأقدر على بذل المزيد من أجل تلك الوظيفة لخدمة البلد... عندها تظهر مدى بشاعة الوساطة التي تساهم في تدمير المجتمع وتآكل أساسه وبنيانه



    المهم الآن ...

    سوالف ... ترى احنا طالبين منك تحدثنا ولو قليلا عن الأسباب التي أدت الى انتشار الواسطة المدمرة في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص...ياريت لو تخبرنا بوجهة نظرك ولو قليلا ...


    كما أطلب من بقية المشاركين معنا بالحوار أو كل من يرغب معنا بالمشاركة أن يذكر لنا بعضا من الأسباب التي يرون أنها أسهمت في انتشار الواسطة والمحسوبية المدمرة في مجتمعاتنا...
    لكي نستفيد جميعنا من خبراتكم ووجهات نظركم ...
  • الاخ حوت الساحة
    تحية طيبة
    ان الموضوع الذي طرحته يستحق النقاش , فالواسطة اصبحت فيروس لا بد التخلص منه ولكن من الصعب التخلص منه فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فالواسطة وجدت الارض الخصبة عند ضعاف النفوس فسرى هذا الفيروس الى كافة المؤسسات فلا عمل بدون واسطة ولا تخليص معاملة بدون واسطة ولا ولا....... الى ما لا نهاية . فالحل هو بلا حل الا اللهم اذا صلحت نفوس الناس واعطوا العمل حقة والمسؤليه سخروها فيما يخدم المؤسسة في ذلك الوقت نقول انه لا توجد واسطة .
    مع خالص تحياتي $$e $$e $$e
  • السلام عليكم...

    أرى شبه اجماع من الكثير من الأعضاء آخرهم أخي الكريم (الحياة جهاد)...
    بأن مصدر وأساس وجود الواسطة هو غياب الضمير الحي وغياب الأمانه ... والجري وراء المصالح ..

    كلها أسباب أدت الى تفشي وانتشار الواسطة المدمرة في مجتمعنا وبين أفراده..

    ربما أيضا لأنها لم تجد من يحاربها وبصرامه كبقية الأمراض...
    أو ربما لأنها أصبحت شبه مألوفه في العالم أجمع....

    المهم ...

    قد عرفنا معظم أسباب وجود الواسطة في مجتمعنا وسبب انتشارها بيننا...

    لنتحاور الآن حول نقطة أخرى قد تكون مهمة جدا وأنتظر رأيكم فيها...


    لنتحدث قليلا عن الآثار السلبية سواء النفسية منها أو الفلسفية أو الاجتماعية أو الدينية ... لوجود الواسطة المدمرة بين أفراد المجتمع...؟؟!!!

    طبعا جميعنا يعرف بعض آثارها ... ولست هنا أنتقص من قدركم... حاشا لله ..
    ولكنني أريد فقط أن نسلط الضؤ ولو قليلا على آثار الواسطة السلبية على أفراد مجتمعنا من مختلف الزوايا ...

    لكي نزيد من شعورنا بمدى فضاعة الواسطة ...

    سأنتظر آرائكم أولا ثم سأدلي بدلوي حول هذه النقطة...

    وأتمنى منكم مزيد من التفاعل لأجل المصلحة العامة ....
    تحياتي لكم جميعا...#d

  • شكراً للأخت الفاضلة / بنت عمان ..
    وأسأل الله لا ينتقص بيني وبينها بشيء من هذا التوافق ، والذي يأتي ثمارهُ في إعطاء الصورة المرنة لحياة التعامل من الناس .

    ألف شكر . وألف تقدير لأختي الكريمة بنت عمان ..
    في الحقيقة لقد أعطيت في مدخلي الأول للموضوع مداً كبيراً لأضع تساؤلات محورية لكي أتوصل الى حقيقة مفهومة لهذة المسألة العالقة في أذهان المتسائلين ، وكيْما أصل الى افهام بالطريقة التي يُمكنني من خلالها الذوبان في حجر السؤال الذي طرحته بنفسي ، و لكي تبقى العبارة التي سردتها بنت عمان ، حاضرة في ذهنية ، حتى لا أجد نفسي بعيدٌ عنها ، وحتى تكون النظرية التي سوف أطرحها أمام قراءات الأخرين بمختلف شرائحهم الثقافية والأجتماعية ، تجسيداً لواقع مرير نعيشه آنئذٍ ، ولمّا كانت الحياة بمعتركها ، أدخلت علينا بعض التمازج الثقافي، والحضاري الذي نحن لسنا ببعيد ، خاصة ونحن نرزح تحت منظومة العولمة في كل شيء ، ومن كل جانبها الحياتي ، الثقافي / السياسي / الأقتصادي / والأجتماعي .
    وأنا أعتقد ، ومن وجهة نظري البسيطة ، أن المسألة تتجاوز البديل المبسط لمفهوم المحسوبية أو تفتيحها بأُطر جذّابة ونسميها الواسطة ، لأنها عبارة تدخل في الف معنى ومعنى ، وقد أسهبت كثيراً في تعريفها ، بما فيه الكفاية .
    إن الطلب الذي وجّهته لي الأخت / بنت عمان ، هو الذي جعلني أعيد النظر في بعض أبعاد هذا الفكر الثقافي المسمّى الواسطة ، الذي عشعش حتى على فكر اُولي الألباب ، والحقيقة التي لاحقيقة ولا جدال فيها هي منطق ومعنى مفهوم الواسطة ، كيف يُمكن أن نتفق على مصطلح الواسطة ، ؟ وهل يُمكن ان يكون هذا المصطلح الثقافي ، بشقيه الحميد ( كما أسمته بنت عمان ) او الشق الأخر ( المذموم ) الذي هو نقيض او عكس الرؤية التي اصطلح عليه مفهوم ( بنت عُمان ) .؟؟ هل يُمكن أن نقول أن هناك واسطة حميدة أو واسطة مذمومة أو سميها مُشينه ..؟! .
    إذن / نجد ان الواسطة سوف تدخل من بابها الواسع ، وبمفهومها الواسع ، لنعرفها أنها تدخل في مضمونها الواقعي ، الغش / الخيانة / ..... / فالأسلام يحرص دوماً على بناء مجتمع قوي ومتماسك ، ويدعم توجه الناس في بنائه على أُسس ثابته لا تتغيّر وهي المعاملة بالمثل والمعاملة الحسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، وجزاء السيئة سيئةٍ مثلها . وبناءً على هذه القوة المتماسكة حرّم الأسلام هذه الآفة الدخيلة وأية آفة دخيلة مثلها ، ومنها هذه التي نتناقش في أُطرها ومضامينها ( الواسطة ومفهومهما .. وكيف تتبلْوَر في أفهامنا ، وهل هي سوف تتفشّى وتزداد على المدى البعيد ..!؟ ) ومن هذا النطلق ، أن اله سبحانه جلّ شأنه ، لا ينظر الى أمالنا ولكن ينظر الى قلوبنا .. لماذا؟ لأنها أساس فساد الحياة ، حياة عيشنا وواقعنا .. ولا ينظر الى صورنا او أموالنا المكررة والتي نُربيها بالواسطة أو بمصطلح آخر تتفق عليها ثقافة حضارة حياتنا ..
    وقد أجد للآية الكريمة من سورة الحجرات مدخل / ثالث لمفهوم الواسطة الحيث / ومفهوم التفاضل القديم ، الذي حقَّره اله من فوق سبع سموات ، إبتداء من الآية 13 ـــ 18 والتي تبدأ بهذا النص القرآني العظيم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. / ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا .....) ولم يقل القرآن لتتناحروا ، لأن التناحر آفة مُشينة من آفات المجتمع القديم والحديث .. كما أن الواسطة من آفات المجتمع الحديث ، أو سمّه المجتمع ( المريض ) كما أن المحسوبية كانت لها دلائل في المجتمع القديم / وصححته حياة الأسلام الخالدة ثم عادت الينا بثوب قشيب ..! فالواسطة تُمزّق أواصر المحبّة بين أفراد المجتمع المتآلف .. والواسطة بمفهومها باب من أبواب الغش النفسي .. وهي من الخيانة الأنسانية ..

    وفي الختام / نقول أن أثر الواسطة على حياة الناس ، تدفعهم الى مستويات الغش والخيانة والعمل اللآأخلاقي واللآمحمود ، والذي حقرته الشريعة الأسلامية السمحاء ، وكذا الأنسانية لا تحبذها وكثيرون من يعتبرونها دخيلة سيئة من دواخل منعطفات الثقافة والحضارة الرخيصة معاً ..
    إننا بحاجةٍ ماسة ، ومُلحّةٍ الى البُعْد والأبتعاد عن هذه الآفة التي سوف تقضي على أخلاقياتنا ، وتدفعنا الى جحيم التعاملات السيئة . إذا ما تفشّت ْ ..! لذا فلنُزيِّن أنفسنا بأعمال خالصةٍ في أقوالنا وأنشتطتنا .. ، لكي نُحافظ على التوازن الحقيقي لسير الحياة ، وعلينا بتوجيهات خالصةٍ محضةٍ الى الشباب في جميع المراحل العُمرية ، لتبقى العلاقة بين أجيالنا ترابطة بتوجيهاتها النافعة ، والمخلصة .

    وأستميحكم العُذر منكم جميعاً .
  • السلام عليكم ورحمة الله...

    أشكر صاحب القلم الفلسفي الرائع والهادف
    أخي سوالف..

    كلمات جميلة كتبتها كتعقيب حول الواسطة ... أريد فقط أن أسلط الضؤ على بعضها ..

    ((نجد ان الواسطة سوف تدخل من بابها الواسع ، وبمفهومها الواسع ، لنعرفها أنها تدخل في مضمونها الواقعي ، الغش / الخيانة ... ))


    ( الواسطة ومفهومهما .. وكيف تتبلْوَر في أفهامنا ، وهل هي سوف تتفشّى وتزداد على المدى البعيد ..!؟ )


    (كما أن الواسطة من آفات المجتمع الحديث ، أو سمّه المجتمع ( المريض ) كما أن المحسوبية كانت لها دلائل في المجتمع القديم / وصححته حياة الأسلام الخالدة ثم عادت الينا بثوب قشيب ..! فالواسطة تُمزّق أواصر المحبّة بين أفراد المجتمع المتآلف .. والواسطة بمفهومها باب من أبواب الغش النفسي .. وهي من الخيانة )


    وقد ختم مقالته بالحديث عن أثر الواسطة على المجتمع الانساني ... بشكل مختصر وجميل...

    (أن أثر الواسطة على حياة الناس ، تدفعهم الى مستويات الغش والخيانة والعمل اللآأخلاقي واللآمحمود ، والذي حقرته الشريعة الأسلامية السمحاء ، وكذا الأنسانية لا تحبذها وكثيرون من يعتبرونها دخيلة سيئة من دواخل منعطفات الثقافة والحضارة الرخيصة معاً ..)


    في الحقيقة أخي سوالف..
    نحن نتفق معك على كل النقاط التي أثرتها ..
    ونقطة جميلة جدا قد أثرتها في موضوعك وهي...
    هل نظرتنا جميعنا للواسطة على أنها عمل مشين ويسيء للمسلمين ... متشابهة ومتساوية؟؟!!
    بمعنى آخر..
    هل جميع الناس يعتبرون الواسطة كذلك أم أن هناك فئات من الناس ما زالت تعتقد أن الواسطة حق مباح للجميع؟؟!!
    تساؤل ... مجرد تساؤل..


    والآن أرجو أن تسمحوا لي بأن أتحدث ولو قليلا عن الآثار السلبية للواسطة من الناحية النفسية والاجتماعية في أفراد المجتمع المتضررين منها...

    هناك الكثير من الآثار السلبية ..
    منها على سبيل المثال لا الحصر..
    - انتشار الكراهية والضغينة بين أفراد المجتمع..
    - خلق طبقية بين أفراد المجتمع الواحد ..
    - وجود نوع من الاتكالية على الواسطة في تحقيق الأهداف في هذه الحياة وهي طريقة رخيصة جدا..
    - الشعور بالظلم من قبل المتضررين من وجود هذا النوع المدمر من الواسطة..
    - قد تؤدي هذه الواسطة المدمرة الى وجود بعض الجرائم من المتضررين تعبيرا عن شعورهم بالظلم والذل أحيانا مما يؤدي الى خلخلة المجتمع وزعزعته من الداخل ..(كبيره شويه)
    - غياب روح التعاون النافع بين الناس
    - ظهور أمراض اجتماعية أخرى لا تقل خطورة مثل (الرشوة)


    وغيرها من الآثار...

    ونحن بانتظار آرائكم ...
  • شكرا لكم أخواني على استمراركم في مناقشة هذا الموضوع المهم

    ولقد وجدت هذه الفتوى لبعض المشايخ عن حكم الواسطة :

    السؤال:
    ما حكم الواسطة وهل هي حرام ؟ مثلاً إذا أردت أن أتوظف أو أدخل في مدرسة أو نحو ذلك واستخدمت الواسطة فما حكمها ؟.

    الجواب:

    الحمد لله
    أولاً : إذا ترتب على توسط من شفع لك في الوظيفة حرمان من هو أولى وأحق بالتعيين فيها من جهة الكفاية العلمية التي تتعلق بها والقدرة على تحمل أعبائها والنهوض بأعمالها مع الدقة في ذلك فالشفاعة محرمة ؛ لأنها ظلم لمن هو أحق بها وظلم لأولي الأمر وذلك بحرمانهم من عمل الأكفأ وخدمته لهم ومعونته إياهم على النهوض بمرفق من مرافق الحياة ، واعتداء على الأمة بحرمانها ممن ينجز أعمالها ويقوم بشئونها في هذا الجانب على خير حال ، ثم هي مع ذلك تولد الضغائن وظنون السوء ، ومفسدة للمجتمع ، وإذا لم يترتب على الوساطة ضياع حق لأحد أو نقصانه فهي جائزة بل مرغب فيها شرعاً ويُؤجر عليها الشفيع إن شاء الله ، ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اشفعوا تؤجروا ، ويقضي الله على لسان رسوله ما يشاء " البخاري/1342

    ثانياً : المدارس والمعاهد والجامعات مرافق عامة للأمة يتعلمون فيها ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ولا فضل لأحد من الأمة فيها على أحد منها إلا بمبررات أخرى غير الشفاعة ، فإذا علم الشافع أنه يترتب على الشفاعة حرمان من هو أولى من جهة الأهلية أو السن أو الأسبقية في التقديم أو نحو ذلك كانت الوساطة ممنوعة لما يترتب عليها من الظلم لمن حُرِم أو اضطُر إلى مدرسة أبعد فناله تعب ليستريح غيره ، ولما ينشأ عن ذلك من الضغائن وفساد المجتمع وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
    .
  • بداية ساذكر بعض الأثار السلبية الدينية الناتجة عن الواسطة المذمومة فمنها :
    ـ فقدان التوكل على الله والثقة به .
    ـ ضعف الإيمان وهو سبب ونتيجة في نفس الوقت
    ـ نيل الإثم والوزر
    ـ عدم الخوف من الله مما يجرئ على ارتكاب غيرها من الآثام .
    ـ التهاون بالعقوبة الشرعية .
    ـ تقديم المصالح الدنيوية على الدينية
    ـ سن في الناس سنة سيئة .
    ، وهذه لا شك أنها مخالفة صريحة لقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: من الآية2)
    ومثال على الواسطة المذمومة ، او ما يسمى بالشفاعة : ما روي عن بعض نفرٍ من بني مخزوم عندما أتوا إلى أسامة بن زيد رضي الله عنه ـ يطلبون منه ان يشفع للمرأة المخزومية التي سرقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يقطع يدها ... فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ، وقال : (أتشفع في حد من حدود الله، إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )
    ومثل ذلك اليوم ما هو حاصل من توسط بعض المسؤولين أو ذوي الكلمة المسموعة لأجل تخفيف العقوبة عن فلان ، او اخراج فلان المجرم من السجن ، أو تبرئة ساحته أو .. أو ..

    مما يجعل المجرمين يزدادون غيا وفسادا ، ومما يسير بالمخربين والفساق على طريقهم دون وازع أو خوف ...
    وهنا يتحقق قول الرسول عليه الصلاة والسلام (إنما أهلك الذين قبلكم ) ، فها هو الهلاك والدمار يحل بنا نتيجة لمخالفة الشرع الحنيف في كثير من الأمور ، ومنها هذه الواسطة المذمومة ... فقلت الخيرات ، وانعدمت البركات ، وشحت الأمطار ، وانقطع الغيث ، وانتشرت الأمراض ، وساءت الأخلاق ، ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
    ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الاسراء:16)
    ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96)


    ناهيك ما نراه من حوادث سير سببها السرعة الزائدة أو مخالفة إرشادات المرور على اية حال ، على الرغم من أن الكثيرين من أولئك الذين يتجاوزون تلك التعليمات والإرشادات يتم تسجل مخالفات مرورية لهم ... ولكن ما أسرع أن يتم مسحها وإلغائها ... فيبقى الخطر ماثلا لأن الناس لم ترعوي ولم تتعظ ...

    ووما أود ذكره هنا أنني أذكر أن أحد الأشخاص تسور بيتا على امرأة فاشتكى زوجها إلى الجهات المسؤولة ... لكن بسبب ضغط مشايخ ورشداء المنطقة وبعض من لهم ثقلهم في المجتمع هناك تنازل الزوج عن حقه ... وخرج ذلك الوقح دون أن تطوله العقوبة ...
    وكثيرا ما يحصل هذا في مجتمعنا ... حيث يتنازل أصحاب الحقوق عنها لأجل خاطر الشيخ الفلاني .. دون اعتبار لحكم الله أو أمن المجتمع ... مما حدا بالكثيرن من أولئك الفساق أن يواصلوا غيهم وفسادهم لأنهم علموا أن يد القانون لن تطولهم بوجه أو بآخر ... ثم إن تعذر وجود شيخ او مسؤول كبير للدفاع فإن المال خير من يأتي بالواسطة .. وأقصد بها هنا الرشوة ... سواء كانت لصاحب جاه يخشى باسه ليقوم هو بالواسطة ... أو لصاحب القضية الأصلي ليتنازل عن حقه ...

    وقد تفضلت الأخت ( بنت عمان ) وذكرت بعض الأثار
    وكل هذه الأمور لا شك أنها تؤثر سلبا على الدين والمجتمع والفرد .
    أما ان يظن البعض أنه إنما يقدم خدمة لأخيه ، فهذا فهم قاصر بل مؤدٍ إلى ما لا تحمد عقباه ، وبسببه تضيع حقوق اناس آخرين ، فينبغي أن تقدم الخدمة لمستحقها ، لا لأي شخص ، ولا على حساب أي شخص كان .
    أو ان يظن بأن ذلك مما يمليه عليه وضعه الإجتماعي او الوظيفي ، فهذا ايضا جهل وسوء فهم ، ووضع الأمور في غير نصابها .
    أما ان ياتي ذلك بسبب الجهل فهنا المصيبة والطامة ، إذ يكون الجهل سبب إلى تضييع كثيرٍ من المصالح والمنافع ، وإحلال الفساد وفتح الطريق أمام كل من هب وهدب ـ كما يقال ـ ، وفتح الباب لكل فاسق أو ناعق ، مع حجر الأمر على أهل الكفاءة والخبرة والدراية .
    ولا ننسى أن للخوف من ردة فعل طالب الواسطة ـ خاصة إذا كان ذا سلطة ـ له دور عظيم في تفشي تلك الظاهرة ونخرها في صلب المجتمع ....
    ولا أقول عجبا إن قلت بأن مجتمعنا يتجه إلى الهاوية ـ وبسرعة شديدة ـ بسبب هذه الظاهرة الخطيرة فهي السوسة وهي الفيروس ، وهي النار التي تسري في الهشيم ... تساندها كثير من الظواهر الأخرى ..
    فضاعت بسببها الحقوق وتفشت الجريمة وكثر الجهل وقلت الكفاءات وحل الدجل والنفاق ، وظهر الكذب والخداع ، وبان الحقد والحسد ... هذا علاوة على ما ذُكرسابقا من أمور ...

    فهل وعينا الدرس ؟؟
    وهل أدركنا خطورة الأمر ؟؟؟
    وهل سنحرص على أمن مجتمعنا والرقي به ؟؟؟
    هل ...

    على أنني اخيرا أردد ما قاله الكاتب / حمد بن عبدالله القاضي ـ مع زيادة مني :
    (( أن الواسطة تكون محمودة عندما :
    تساعد محتاجاً..
    أو توصل حقا لأصحابه
    أو ترفع ظلما عن إنسان
    أو تعرف بإنسان ذا أهلية ..
    أو تكون شفاعة عند ذي جاه لا يعرف المشفوع له ، والذي هو حقيق بما يطلب .

    وهي تكون مذمومة عندما :
    تسلب حقاً
    أو تقر باطلاً
    أو تعطي انساناً ما لا يستحق
    أو تأخذ من انسان ما يستحق
    أو تؤدي على فتنة أو جريمة
    أو تخالف شرع الله في أي وجه من الوجوه ..
    )) أ.هـ

    ونخرج من ذلك كله بأن الواسطة لا بد منها ... ولكن في ما اباح الله عز وجل وعندما تكون محمودة فقط ... أم غير ذلك فلا ثم لا ثم لا
  • (قد تؤدي هذه الواسطة المدمرة الى وجود بعض الجرائم من المتضررين تعبيرا عن شعورهم بالظلم والذل أحيانا مما يؤدي الى خلخلة المجتمع وزعزعته من الداخل ..(كبيره شويه) ..)

    (هل نظرتنا جميعنا للواسطة على أنها عمل مشين ويسيء للمسلمين ... متشابهة ومتساوية؟؟!! )
    بمعنى آخر..
    (هل جميع الناس يعتبرون الواسطة كذلك أم أن هناك فئات من الناس ما زالت تعتقد أن الواسطة حق مباح للجميع؟؟!! )
    تساؤل ... مجرد تساؤل..

    ( من حديث الزميلة بنت عُمانْ )

    **************************

    شكراً للزميلة ( بنت عُمان ) على ما تفضلت به ، مُعاونةً بحديثها الشيّق ، الذي له طعم ، كطعم رُمانْ الجبل ، كذلك فإنَّ له مذاقاً، تروق إليه لُبنات أفكارنا بدفء حميميّته التي تزيد من طعم عذاب الكلمات ، وتؤجّج مشاعر الرغبة في الكتابة ، رغم ضيق الوقت ، ولكني آثره بالزيادة من أجل تلك العبارات المتدفقة التي لا تعرف غير الصراحة الغنيّة بكنونات المعرفة ، وحب الجدل الذي يؤدي في النهاية الى معرفة الحياة ، إنني أشجع وأُساند أي جدل قائم على المعرفة ، يُذْكي روح التحاور ويقوي العلاقات القائمة على حب المخاواة ، حتى ولو كان بين النفس والنفس .‍!
    إن قُدرة كل جيل من الأُمة الواعية ، تختلف بإختلاف المعطيات الأنسانية ، وتتنوع بتنوع علوُّ تلك القُدرة من حيث النبوغ والفهم ، فقدرة الرجال على الصياغة والتجديد ، هي من وحي واقع الحياة ، الذي يدفع يدفع بجوانب الأنهيار او بزيادة النشاط أمرٌ يتوقف على أُسس ومدارات فكرية .
    كذا فإن الأنسان عُرف أنه مدني بطبعه إجتماعي بفطرته التي فطرالله الناس عليها ، فتكوين علاقة مع أبناء الجنس الأُمة أمرٌ يحث عليه الأسلام ، وتدعو إليه الأنسانية ، وتتعايش في مَتْنه حياة المجتمعات .
    إن العلاقات الآدمية ، تكفل تقوية الروابط الأجتماعية التي تجمع شتات المتفرقين ،وهي العلامة الوحيدة التي تذكرهاالألسنة إذا ماعرّجتْ لتعدد مناقب المجتمعات .
    فالهديّة مثلاً ، ليست واسطة ، ولا قفْزاً على سيرورة الشفاعة ، التي ذكرها بعض الأخوة الذين بينوا لنا معاني الشفاعة ، وابتعدوا عن مفهوم الواسطة المُباح ، المحمود والمذموم ، تلك البينة التي لم تلْقى صواباً في ذاكرتي ، كما هو الحال إذا أردنا أن نعرف بين محمد ومحمود وبين أحمد وحمد ، لو جئنا الى حقيقة التقارب من حيث اللفظ سنجد جُزءٌ منه سقط بين فتحتي الفكّين / مثل ، لو نطقت ( أحمد ) ( وحمد ) ما هو الفرق ..! طبعاً تقطيعاً سنجد أنه الفرق المد، أ ( أ ح م د ) وبين السرعة اللفظية ( ح م د ) ولو قلنا ، أنا أحمدُ الله ، أي أنني أحمد الله بديمومة ، وبلا توقف ، وربما تفيد آنياً أي أنا الأن أحمد الله وأيضاً ممكن تفيد بالأستمرايةلأن أحمد الله ، ولو قلت ، أنا حمدت الله / أفادت الجملة ، أي أني أنتهيت ، وكان في ما مضى ( حمدتُ الله ) .
    إذاً الشفاعة ، ليس مدلولاً كاملاً عن معنى الواسطة الحاضرة ، وعلى من أراد أن يعرف مفهومها ، عليه أن يتأمل ويتفكّر جيداً ، ويُدرك أن اللغة العربية واسعة ، ولها معاني وألفاظ جدٌ لم نتعرف عليها ، ولو تعرفنا عليها ، لكانت كأنها الجوهرة تزيدنا صفاءً على صفاء .
    كذلك فإن الهدية لا نستطيع أن نسميها واسطة ، أو نقولها عنها بأنها مُقبلات للغش ، أو واجهة لخيانة الأمانة .! وإن كانتا سباً من أسباب الرضوخ . . وحسبي أن القصص التي وردها بعضنا لا تعطي المدلول الواعي لماهية الواسطة التي تلوكها الألسنة والتي أضحت قيمة سببيّة سيئة ونقطة سوداء على جبين الجيل القادم إذا تفشّت ، وهي قادمة بقوة طالما الوازع الديني ، وموت الضمير ، وعدم معرفة الحقوق والواجبات الأنسانية والمجتمعية .
    فإذا ما تسرّبتْبين فئات شبابنا فعلينا أن نتطهر منها بكل قوة وفهمٍ ن ونقوم بصدها ومواجهة حتى نستطيع أن نُقلل منها ، والتخفيف من هذا التزاحم الخطير في الحياة القادمة ..ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    أشكر ( بنت عمان ) على هذه الجدلية التي أستسيغها جداً ، وأرى التقارب في ذات الأسس التي تدعو الى التأمل والتفكّر والعبث الجدلي الحقيقي الموصل لخيط اعلاقة ةوالفطرة التي فطرنا الله عليها .
    شكراً للأخ الطوفان / ورجوا منه أن يُحاول بنفسه ، في إعطائنا مفهومه ورؤيته الشخصية وإن اختلفنا معه ، أو كانت بعض المفردات لا تُساعده ، فإننا مستعدون أن نفهمه ، ونتبادل معه الحوار .
    شكراً لجميع الزملاء الذين استطاعو أن يقولوا كلمة واحدة ، فإن أنشطتهم كانت كفيلاً لتسجيل حضورها ، فلكم الشكر جميعاً ..
  • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:swalif

    شكراً للأخ الطوفان / ورجوا منه أن يُحاول بنفسه ، في إعطائنا مفهومه ورؤيته الشخصية وإن اختلفنا معه ، أو كانت بعض المفردات لا تُساعده ، فإننا مستعدون أن نفهمه ، ونتبادل معه الحوار .
    ..


    بل الشكر لك انت اخي على ما قدمت في هذا الموضوع ... ورؤيتي الشخصية واضحة فيما كتبت ... حيث لم أكتب إلا بما أنا مقتنع به ، سواءً ما نقلته أو قمت بصياغته ....

    ولا أظن أن هنالك ثمت اختلاف بيننا ... ولا مشاحة في معاني الألفاظ فبعضها ياخذ حيزا أعم واشمل من البعض الآخر ، وإن بقي جوهرها واحد ....

    وعلى العموم فالشكر موصول للجميع في طرحهم ومناقشتهم بجدية وموضوعية لمثل هذه المواضيع القيمة والمفيدة ..
  • شكري وتقديري الى بنت عمان وسوالف والطوفان على السطور الثمينه التي انعموا بها علينا في موضوع الواسطه.

    الكل منا استعمل الواسطه في حياته..والكل منا ضرته الواسطه ايضا والدنيا ماشيه بالغلط والصح ..كلامكم جميل ورائع وكل حرف قرأته احسسته بعيد المنال عن مجتمعاتنا التي يسري بدمها الواسطه..مثل ما قلتم يجب ان نغير دمائنا بتمسكننا بديننا..حفنه من الاشخاص يحاربون الواسطه لكن هناك جيش هائل ينتظرهم من محبين الواسطه

    الوسطه آفه تتغلغل في حياتنا في عائلاتنا في معملاتنا ..اينما ذهبت ..(الهاتف ..الكهرباء..الترقيات..السفر..المشاريع...الخ)..لا هروب

    انا اعترف انني حصلت على وظيفتي بالوزاره بالواسطه..عندما رأيت ان التوظيف ليس على حسب المؤهلات والشطاره لا بل انتي بنت مين او انتي شقره وحلوه ومغناج...عندما رأيت ان لا دين ولا خوف من الله يردعهم..لجأت للواسطه، لأنني رأيت انني استحق هذه الوظيفه بمجهودي وليس ان اكون بنت فلان او مغناج وشقره..فأنا ليست بنت ذاك الفلان وليست شقره والحجاب يسترني..اي ليس لدي تلك المقومات التي يطلبونها


    مثل ما قال اخي العسل الابيض(اذا كان الشخص لديه المقومات التى تاهله لتلك المهمه وكانت الواسطه هى الاعاقه ووصل اليها فلا حرج)

    غياب الدين والضمير..هما المارد الذي يسيطر على الناس

    فأنا لا اضع نفسي مع الذين ليس لديهم ضمير ولا دين..انا تعبت على نفسي وتعلمت وبذلت مجهود حتى اصل الى هذا المستوى ..لكن في طريقي اواجه هؤلاء الذين ينطقون بالواسطه ويقفون عائق في طريقي ومستقبلي
    فماذا افعل هل اترك المجال للذين ليس لديهم مؤهلات يمرون من باب المستقبل وانا اقف حائره

    لا طبعا

    لكم شكري وتقديري