"ديمونا" يتصدع … والانتاج النووي إلى ازدياد

    • "ديمونا" يتصدع … والانتاج النووي إلى ازدياد

      حول المفاعل النووي "الاسرائيلي" اعد الباحث في السفير حلمي موسى تقريرا حول النشاط النووي "الاسرائيلي"، بين فيه المخاطر المتعددة التي تحول دون تفاديها الرقابة العسكرية "الاسرائيلية" الصارمة.

      فيما يلي نص التقرير:

      في تقريرين منفصلين عن الأسلحة والمنشات النووية في "اسرائيل" عملت صحيفة "يديعوت احرنوت" (24/9) على لفت انظار الجمهور "الاسرائيلي" إلى موضوع طالما بقي طي الكتمان، وهو، رغم كل مخاطره لا يثير اهتماما او نقاشا شعبيا في "اسرائيل". فقد كتب هارولد هاو عن الاخطار التي يمثلها مفاعل ديمونا الذي بني قبل اربعين عاما ويستهلك في نشاط انتاجي نووي ضخم. ويتحدث عن مخاطر الإشعاع النيتروني الذي يلحق اضرارا بجدران المفاعل السميكة.

      وكتب غاي ليسم ومودي كريتمان ما وصفاه بأنه استعراض لأكثر ما نشر في الخارج او في "اسرائيل" من معلومات ذات مصداقية عن المشروع النووي "الاسرائيلي"، ضمن ايحاء بضرورة التخفيف من الرقابة العسكرية المفروضة على هذا الموضوع.

      ويرى هارولد هاو ان اطلاق ايران لصاروخ "شهاب 3" في اعقاب التجارب النووية الباكستانية والهندية "ارغم الخبراء "الاسرائيليين" على اعادة النظر في منظومة الاسلحة النووية واتخاذ قرار في ما اذا كان هذا السلاح قادرا على مواجهة اخطار القرن المقبل".

      ويقول، ان اعادة النظر تدفع احيانا إلى تغيير الاستراتيجية، الأمر الذي يوجب تطوير اسلحة جديدة، ويستلزم بالتالي زيادة العمل في مفاعل ديمونا. ومن وجهة نظره "فان المشكلة تكمن هنا بالذات". فبعد 35 عاما من النشاط "يتعاظم حتى في اوساط الحكومة "الاسرائيلية" الخوف من ان المفاعل في ديمونا لم يعد بوسعه توفير الاحتياجات المطلوبة للترسانة النووية "الاسرائيلية" ".

      وحسب التقارير الداخلية التي صيغت في ديمونا، فان المفاعل النووي يعاني من ضرر خطير ينبع من إشعاع نيتروني. ويحدث هذا الإشعاع اضرارا بالمبنى محكم السداد للمفاعل: فالنيترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى مما يجعله هشا وقابلا للتصدع. ويقول انه رغم استبدال بعض الأجزاء فان هناك خلافا جديا يدور حول ما اذا كان من الأفضل وقف العمل في المفاعل بشكل تام قبل وقوع الكارثة.

      ويضيف ان الخطر الهائل الذي يمثله مفاعل ديمونا لا يقتصر على ذلك. فالصور التي وفرها القمر الصناعي الروسي عام 1989 تظهر، في التحليل، ان المنشأة تعاني من مشكلة تلوث خطيرة، والصور التي التقطتها كاميرا من نوع "اميكي4" التي تعمل بأشعة ما فوق الحمراء، تتيح للعلماء الفصل بين النباتات الحقيقية في المفاعل والنباتات التمويهية. ومن تكبير الصور إلكترونيا يتبين انه تقع غربي المفاعل منطقة استنبات غير طبيعي. وحسب التقارير فان هذه المواقع التي تعالج فيها نفايات المفاعل.

      ويشير هارولد هاو إلى انه رغم عدم قدرة الاقمار الصناعية على تحديد مستوى التلوث وطبيعته، الا انها قادرة على اثبات انهم في ديمونا يستخدمون ذات الطريقة المتبعة في أميركا لفصل البلوتونيوم. ويقول ان هذه الطريقة تفضي إلى مخاطر بيئية هائلة لا تندثر حتى بعد سنوات طويلة على اغلاق المفاعل. ولذلك ورغم ان صور القمر الصناعي الروسي اخذت قبل حوالي عشر سنوات، فان الاحتمال ضئيل جدا ان يكون الوضع قد تحسن في ديمونا. وبالعكس، فان من المعقول جدا ان تكون زيادة قد طرأت على مستوى التلوث جراء استمرار المفاعل بالعمل طيلة هذه السنوات.

      ويقول ان انتاج البلوتونيوم يشكل إحدى اخطر العمليات في العالم. اذ حسب التقديرات فان انتاج كل كيلو غرام واحد من البلوتونيوم يخلق ايضا 11 ليترا من سائل سام ومشع لم يتمكن احد حتى الآن من شل فاعليته. ومع ذلك ورغم مشاكل ديمونا وقيام قسم من الفنيين برفع دعاوى ضد الحكومة جراء امراض لحقت بهم، ورغم ان "اسرائيل" ستنضم العام المقبل إلى مباحثات حظر انتاج المواد المشعة، فان "اسرائيل" تتحفظ من فكرة وقف استخدام المفاعل.

      ويرى ان المشكلة لا تكمن في رغبة "اسرائيل" انتاج مزيد من البلوتونيوم، بل ايضا في حاجتها إلى المحافظة على مخزونها من الترينيوم - وهو المنشط الذي يستخدم لزيادة قوة القنبلة النووية. والمشكلة هي ان الترينيوم يحتاج إلى معالجة وصيانة مستمرة وإلا فانه يتحلل وتتقلص فعالية القنبلة، ومعنى ذلك ان "اسرائيل" تجد نفسها ملزمة باستبدال 5.5 % من اجمالي مخزونها من التريتيوم كل عام فقط من اجل المحافظة على ما لديها من السلاح. وهذا ما يدفع الحكومة "الاسرائيلية" إلى مواصلة استخدام مفاعل ديمونا رغم اخطاره.

      وتتحدث المقالة الثانية عن انه مع اقتراب العام ألفين " لم تعد ثمة حاجة إلى هزة ارضية لإحداث ثغرة في المغارة النووية "الاسرائيلية"، بل يكفي تشغيل حاسوب والارتباط بشبكة الانترنت والغوص عميقا داخل حلم المياه الثقيلة الذي حلمه بن غوريون".

      فالكتب والمقالات التي لا تحصى التي نشرت في الخارج و"اسرائيل" ، تسمح برسم صورة غنية جدا عن المشروع النووي "الاسرائيلي". اذ توجد هناك جميع التفاصيل : ابتداء من نموذج الباصات التي تحمل موظفي المفاعل النووي في ديمونا إلى مكان عملهم وانتهاء بعدد القنابل النووية الموجودة بحوزة "اسرائيل" (200).

      وتوجز المقالة المشروع النووي "الاسرائيلي" في مجموعة محطات.

      المحطة الاولى: يورانيوم في الميناء

      جاء في كتاب "علاقات خطرة" لمؤلفيه اندرو و ليسلي كوكبرن انه في اواسط الستينيات شعر رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي بان ثمة شيئا غربيا يحدث في مصنع الدكتور زلمان شابيرو في ولاية بنسلفانيا. وكان شابيرو، وهو عالم ناجح، قد شارك ايضا في قسم من مشروع مانهتن لتطوير القنبلة النووية الاميركية الاولى. وانشأ في اواخر عام 1956 مصنعا لاعادة تصنيع اليورانيوم المخصب.

      وكان لشابيرو، اليهودي والصهيوني المتحمس، اصدقاء "اسرائيليون" كثيرون اعتادوا التجول في مصنعه في مدينة بيتسبرغ. وشرع الاميركيون بالاشتباه في الامر، ولكن إلى ان قرروا فحص ما يحدث هناك كان الوقت متأخرا جدا. فقد اكتشف مراقبو لجنة الطاقة النووية الاميركية عام 1967 اختفاء 100 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب من المصنع.

      وقرر ادغارجي هوفر، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في حينه التنصت على جميع مكالمات شابيرو الهاتفية. واكتشف ان شابيرو اعتاد الحديث مطولا مع اعضاء بعثة المشتريات "الاسرائيلية" في نيويورك. لكن مضمون هذه المحادثات لم يكن مفهوما لديهم. فقد استخدم شابيرو خلاطة اصوات متقنة الصنع، وحال دون تعقب المحققين لآثاره.

      ووفق كتاب الفيزيائي دافيد اولبرايت، فان المفاعل "الاسرائيلي" استهلك خلال الثلاثين عاما الاخيرة 1400 طن من اليورانيوم الخام. وكان هذا اليورانيوم يستورد من الخارج نظرا لان ما يوجد في صحراء النقب منه لا يكفي لحاجة المفاعل. وقد جاءت اغلبية شحنات اليورانيوم من جنوب افريقيا (75 %) ومن النيجر والغابون وجمهورية افريقيا الوسطى والارجنتين وفق كتاب يونيل كوهين "تعتيم نووي".

      المحطة الثانية: تحت قبة المفاعل النووي

      تحيط بالمفاعل النووي او ما يسمى بـ"مركز الابحاث النووية" اشجار عالية ونباتات كثيفة لإبعاده عن أنظار الملحقين العسكريين الأجانب. واقيمت حول الموقع اسلاك كهربائية وطرق لدوريات الحراسة. وتقوم التراكتورات بتمهيد التربة الوحلية يوميا لتيسر امر اقتفاء اثار الزوار غير المرغوب بهم. ونصبت بطاريات مضادات جوية حول المكان لإسقاط كل جسم طائر يظهر على شاشة الرادار. وحسب مصادر اجنبية فان هذه المضادات اسقطت بطريق الخطأ في حرب عام 1967 طائرة حربية "اسرائيلية" ظهرت على شاشة الرادار.

      وفي حادث اخر كاد حراس المكان ان يطلقوا النار على موظف في السفارة الاميركية وجه عدسة كاميرته إلى الموقع في الستينيات.

      وتتحدث المقالة عن ان ديمونا لم تكن المكان الذي اختاره بن غوريون لحظة اتخاذ قرار بدء المشروع النووي "الاسرائيلي". وقد اقترح في البداية مكانا مهجورا في ريشون لتسيون نظرا لقربه من معهد وايزمان. ثم طرحت فكرة اقامته بجوار البحر لتسهيل ترشيحه في مياه البحر، لكن هذه الفكرة فشلت.

      واوضح شمعون بيريز الذي وقع مع الشركة الفرنسية "سانت غوبان" صفقة شراء المفاعل سبب اختيار ديمونا:" لقد بحثنا عن منطقة واسعة وفارغة نسبيا حتى تكون الكارثة محدودة ان تحقق كابوس التسرب الاشعاعي" (كتاب بيريز"الحرب والسلام").

      ووفق ما ينشر في الخارج تعمل في معمل ديمونا تسعة معاهد. وفي كل صباح تصل إلى المكان عشرات الباصات الخاصة من جميع مستوطنات المنطقة تحمل آلاف المستخدمين الذي يتم قبولهم للعمل بعد عملية تصنيف مشددة. وتكتشف لجنة الطاقة النووية "الاسرائيلية" بعض هؤلاء في اقسام الفيزياء والكيمياء النووية في الجامعات المختلفة، وكذلك في قسم الهندسة في معهد "التخنيون". كما يأتي قسم آخر عبر إعلانات توظيف غامضة في الصحف، على نمط:" حكومة "اسرائيل" تعرض وظيفة بحثية في مصنع كبير في جنوبي البلاد. ويجتاز هؤلاء فحوصات امنية ميدانية وفحوصات اهلية وتوقع معهم اتفاقات المحافظة على السرية.

      وحسب فنونو في آخر ايام حريته، فان اغلبية هؤلاء المستخدمين تعمل في الأقسام الأقل حساسية. قلة قليلة فقط تعمل في انتاج البلوتونيوم، والذي تكفي اربعة كيلوغرامات منه لتدمير تل ابيب.

      وفي كتابه "خيار شمشون" يقول سيمور هيرش ان مناحيم بيغن تفاخر في حزيران 1980 بعد قصف المفاعل العراقي "اوزيراك" وعلى مسامع الصحافيين من أن طائرات سلاح الجو "الاسرائيلي" نجحت في تدمير منشأة سرية تحت الارض على عمق 40 مترا تحت المفاعل العراقي، وان هذه المنشأة كانت ستستخدم لتركيب القنابل النووية العراقية.

      واصيب قادة أجهزة الاستخبارات "الاسرائيلية" بالذهول اذ ان بيغن خلط بين مفاعل ديمونا والمفاعل العراقي، بسبب انه تم وضع تقريرين أمامه عن ديمونا والمفاعل العراقي عشية الهجوم، ولم ينتبه أحد الى ما قاله بيغن إلى ان جاء فنونو وكشف في تشرين اول عام 1986 في صحيفة "الصاندي تايمز" ما يحدث تحت الارض في ديمونا. بفضل الصور التي اعطاها للصحيفة البريطانية حول السر الاكثر تعتيما وغموضا في دولة "اسرائيل" : " المعهد الثاني " مركز انتاج البلوتونيوم الفتاك.

      المحطة الثالثة: ازرار في معهد

      يوغل معهد "النفق"، كما سمي بشكل غير رسمي، عميقا في باطن الارض. ويقع البناء بسيط المظهر على مسافة غير بعيدة من جسم المفاعل الذي تغطيه قبة ظاهرة لكل من يسافر على طريق ديمونا - ايلات.

      وعلى سطح الارض يوجد بناء من طابقين يعمل على تقديم الخدمات للموظفين: مقصف، مكاتب، مخازن وحمامات. ولكن ما كشف عن النشاط الحقيقي لهذا المبنى المخفض يثير التساؤل ايضا لدى محللي صور الاقمار الصناعية في الغرب.

      ويستخدم هذا المصعد لدخول المعهد، ويسمح فقط لحملة الاشارات معقدة التصنيف بالهبوط إلى باطن الارض بعد ارتداء البزات الخاصة للوقاية من الاشعاع. ويعمل هذا المعهد ثمانية شهور في العام فقط. اما الاربعة الشهور الباقية فيتم استغلالها لاعمال الصيانة و لإراحة المنشأة. وتسيطر غرفة مراقبة المعهد على جميع فعاليات الطوابق الخمسة الواقعة تحت ارض المعهد. وقد تحولت هذه الغرفة مع مرور الوقت إلى غرفة الشخصيات الهامة جدا. واسمى المستخدمون هذه الغرفة "شرفة غولدا" لان غولدا مئير خصصت الكثير من وقت فراغها في مطلع السبعينيات للتجوال في المعهد.

      ويبدو البلوتونيوم الخام مثل مسحوق حامضي اخضر اللون. ويسخن هذا المسحوق في درجات حرارة عالية جدا، حسب فانونو - ويتحول إلى سائل يتم ترشيحه لتنتج بعدها "ازرار" صغيرة بوزن 130 غراما لكل واحد. ويمكن للمعهد، وفق فعنونو، ان ينتج تسعة ازرار اسبوعيا. أي ان مفاعل ديمونا ينتج سنويا 40 كيلوا غراما من البلوتونيوم، أي ما يساوي 10-12 قنبلة.

      المحطة الرابعة : الوحدة "20" تقوم بتركيب القنبلة

      في 22 أيلول 1979 اكتشف قمر تجسس أميركي وميضا قويا وغير عادي في مياه جنوب المحيط الهندي. وكان الخبراء الذين حللوا صور القمر على قناعة بان هذه تجربة نووية في اطار التعاون "الاسرائيلي" - الجنوب افريقي، وحسب كتاب سيمور هيرش كانت هذه هي التجربة الثالثة المشتركة للدولتين. في اواسط الستينيات فجرت "اسرائيل" قنبلة بقوة صغيرة جدا في نفق ارضي محاذ للحدود مع مصر. وحسب قوله فان التجربة هزت النقب وشبه جزيرة سيناء.

      وتفيد مجلة "جينز ابينتليجنس ريفيو" ان القنبلة لا يتم تركيبها في ديمونا. بل تنقل المادة الجاهزة شمالا إلى مصنع سري تابع لسلطة تطوير الوسائل القتالية "الاسرائيلية"، "رفائيل" بجوار يودفات في الجليل. ووفق ما ينشر في الخارج فان "الوحدة 20" التابعة لـ"رفائيل" هي التي تقوم بتركيب القنابل.

      المحطة الخامسة : صواريخ في باطن الجبل

      لم يعرف سكان اليونان ان الجسم الكبير الثقيل الذي سقط في مياه جزيرة كريت في 14 ايلول 1989 هو صاروخ "اسرائيلي" اطلق من مساقة 130 كيلومتر من ساحل يلماخيم فقد وصلت مساعي "اسرائيل" لتطوير صاروخ عابر للقارات عكفت عليه في مطلع الثمانينيات إلى مرحلته النهائية. وقد اطلقت عليه اسم "يريحو2".

      وتعتبر الصواريخ الوسيلة الأساسية لحمل الأجهزة النووية. وفي "دوفات" ينتجون قنابل تحملها الطائرات، ولكن اغلب خط الإنتاج مخصص لانتاج رؤوس نووية توضع على الصواريخ بعيدة المدى.

      وقد اهتمت "اسرائيل" بتطوير الصواريخ منذ مطلع الستينيات اعتمادا على صاروخ فرنسي اشترته عام 1963. وفي البداية طورت صاروخا يبلغ مداه 500 كيلومتر وسمي "يريحو1" وفي الثمانينيات بدأت عملية تطوير "يريحو2" الذي يبلغ مداه 1500 كيلومتر. ومؤخرا نشر ان "اسرائيل" طورت نموذجا اخر يصل مداه إلى 2500 كيلومتر، حسب مجلة جينز. وهناك تقارير تفيد ان "اسرائيل" لديها صاروخ بعيد المدى يصل إلى 4800 كيلومتر. ولكن على ما يبدوا فان كمية الصواريخ لدى "اسرائيل" غير كبيرة: لديها الان 50 صاروخا من "يريحو1 " و 50 من "يريحو2".

      وتنصب "اسرائيل" صواريخ "يريحو" في اماكن مختلفة من البلاد. وقد نشرت خرائط مع صواريخ منصوبة في كل زاوية. إلا ان الموقع الأكبر، حسب صور الأقمار الصناعية. يقع بجوار قرية "زخاريا" قرب "بيت شيمش". ووفق مجلة جينز حفر المهندسون في شبكة أنفاق متطورة داخل الجبال الكلسية. وداخل هذه الأنفاق توجد الصواريخ نفسها التي تأتي من بئر يعقوب المجاورة، وفي قسم اخر توجد الرؤوس النووية التي تأتي من مصنع رفائيل. ويحاط باطن الأنفاق بفولاذ وزنبركات خاصة لمنع الاهتزازات الارضية وعلى ما يبدو تربط سكة حديد بين الصواريخ والرؤوس النووية.

      وتوجه "اسرائيل" اسلحتها النووية باتجاه 60-80 هدفا بينها العواصم العربية ومنشات تسليحية مثل المفاعل النووي الجزائري والمفاعل النووي الباكستاني. و"اسرائيل" تستطيع تهديد الاهداف في الشرق الاوسط ليس فقط بواسطة الصواريخ. بل توجد قنابل نووية في قاعدة سلاح الجو "الاسرائيلي"، تل نوف، في منشآت خاصة تحت الأرض.

      المحطة السادسة

      جاء في كتاب "علاقات خطرة" انه في حزيران عام 1982 حاول ارئيل شارون، وكان وزيرا للدفاع اقناع مناحيم بيغن بوضع قيادة السلاح النووي "الاسرائيلي" تحت امرته. اذ كان يرغب بردع السوريين نوويا. لكن مناحيم بيغن رفض طلبه. ويفيد هيرش ان السلاح النووي "الاسرائيلي" يخضع لإمرة ثلاثة اشخاص: "رئيس الحكومة، وزير الدفاع ورئيس الاركان، وانه في مرحلة معينة وسعت هذه الدائرة لتشمل قائد سلاح الجو. ويقول ان جهازا خاصا قد وضع ليسمح بفتح صناديق الرصاص المغلقة التي توضع فيها مادة الانفجار بدمج ثلاثة مفاتيح فقط. وقد جرى الحديث حتى الآن عن حادثتين جرى فيهما ادارة المفاتيح. الاولى في تشرين اول عام 1973 بعد يومين من بدء حرب تشرين حيث قرر المجلس الأمني برئاسة غولدا مئير وضع قواعد الإطلاق النووية في زخاريا و كذلك سرب الطائرات في تل نوف في حالة تأهب وشملت الأهداف كلا من القاهرة ودمشق. والحادثة الثانية في عهد شامير بعد اطلاق العراق صواريخ سكاد الاولى.

      لماذا يواصلون الانتاج؟

      اغلبية الدول النووية كفت عن الانتاج. ويرى الصحافي بيتر هونان من صحيفة صاندي تايمز ان "اسرائيل" تواصل انتاج السلاح النووي من اجل بيعه لدول اخرى مثل تايوان، فيما يرى خبراء آخرون ان "اسرائيل" تسعى لتطوير اسلحة اكثر حداثة.
    • شكرا اخي الكريم دلبح طمطم

      جزاك الله خيرا في الحقيقه معلومات جميله ومخيفة تكرمت انت بذكرها عن دولة الانجاس

      ولكني اظن ان ما خفي كان اعظم

      يطالبون العراق بالتخلي عن اسلحة الدمار الشامل اما اسرائيل فهي حمامة السلام ولا تمثل خطرا على العالم

      لانها مشهوره بالنزاهة وبالتمسك بالقيم والمباديء

      ستجني امريكا ومن والآها هذا التعاطف المقيت مع الارجاس

      جزاك الله خيرا اخي موضوع حقا جميل تشكر على طرحه