لا تـبكني أمـاه وابـك بلوعة ديـناً جـريحاً ما عليه بــواكيا

    • لا تـبكني أمـاه وابـك بلوعة ديـناً جـريحاً ما عليه بــواكيا

      لا تـبكني أمـاه وابـك بلوعة ديـناً جـريحاً ما عليه بــواكيا
      ما كنت يومـا رغم حبسي جاثيا فـلأجل ربـي أسـتطيب عذابيا
      أمـاه إن خـط القـضاء منيتي بـدم تحـرر فـاصبري لمصـابيا
      لله قـد قدمت روحـي راغبـا ثـمنـا ليبقى أصـل ديـني عاليا
      وقحـمت أسـباب المنايا حاملا بيـدي لنـصرة دعـوتي أكفـانيا
      فالمـوت لا يـريع نفسـاً حرةً قهـرت خطوباً قـد عصفن عواتيا
      والقيد ليس بمـوهن لي هـمتي والسجن ليـس بمحبطٍ آمــاليا [1]
      يا أمّ لا تبـكي لحبسي دمعـةً وابكي لـدينٍ ما علـيه بواكيـا
      فالسجن خير من حيـاة مذلـةٍ وأنا لـربي قـد نذرت حياتيـا
      أنا لست أركعُ رغبةً في لقمـةٍ أو أشتكي سـوطاً يُعربد عاتيـا
      فالسجن ليس بضائري إن ضمّني والقيد ليـس معجـلاً أكفانيـا
      والسجن ليس بحابسٍ لي دعـوتي والقيد ليـس بمطفـئ أنواريـا
      أنا هـاهنا حر برغم سلاسـلي ورنينها يشـجي ربوع فؤاديـا
      أنا هـاهنـا عزّي هنا حريـتي فالعز قيدي والشموخ جراحيـا
      [سأقول للسجن الذي قد ضمني ] اشدد قيودك لا تفـك وثاقيـا
      أنا هـاهنا حـر ودون قيودنـا شـعبٌ يُطأطئ للخيانة جاثيـا
      يا سجن إنّي قد عشقتُ سلاسلي هذي السلاسل والقيود سلاحيا
      يا سـجن إنـّي قد ألفتُ زنازني هـذي الزنازن والظلامُ ردائيـا
      أنا في قيودك شامـخٌ في عـزتي والحرُ يخنع خلف سورك راضيـا
      قد حددوا عيشي على قضبانـهم وبظـلِ قيدك مولدي ووفاتيـا
      وعلى جدارك قد خططت ملاحمي حفراً بظفري والـمداد دمائيـا
      بدمي خططت براءتي من كفرهم ولأجل ذا ضـاقت عليّ بلاديـا
      يا أمّ مـالك تذرفـين الدمع لا لا تفعلي أفديـك أمـاً حانيـة
      يا أمّ لا تبكـي لقيدي واصبري فالفجـر يشرق عن قريبٍ آتيـا
      والكفر مندحـرٌ بإثْر جيوشهم والنور من ديني يُشـعشع زاهيـا
      والحـقّ منتصرٌ برغم سجونـهم والقيد منكسـرٌ وديـني عاليـا