قصة من تأليفي

    • قصة من تأليفي

      قصة ارويها لكم لتكون عبرة و لكي اتعلم انا و أنتم جميعا في وقت واحد
      البداية في ذلك البيت الصغير و الجميل ظاهريا و لكنه يخفي في كل تلك التقاسيم الغاية في الجمال العديد و الكثير من الاسرار و الشرور. تتحدث الزوجة في الهاتف مع والدتها التى كانت تحثها كل الحث على الصمود في معارك الحياة و من بينها حياتها الزوجية, على الرغم من ان الزوجة ليست مقتنعة بما تقوله والدتها الا انها كانت تنفذ ما تقوله لها حرفيا لأنها فقدت حس أتخاذ قراراتها الشخصية منذ كانت صغيرة حيث كانت والدتها تفرض عليها ما تلبس و ما تشرب و لمن تذهب و من تصادق من الفتيات و متى تتحدث و حتى متى تسكت . يالها من زوجة محرومة حقا على الرغم من ما فعله و يفعله زوجها لا تزال قابعة في أرض المعركة صامدتا بينما عقلها مترددا و مشتت هل نواصل أم ننهزم أم نهزم , لكن كيف لها أن تفعل ما تشعر به أنه هو عين الصواب ووالدتها صنعة منها روبوتا يتحكم به الاخرين.
      ذهبت عند ووالدتها مسرعة لانها يجب أن تقرر ولكن لابد من أن تقرر الام عنها لأن عقلها لم يعرف كيف يفعل ذلك, يالها من محتالة و مسكينة في أنن واحد, عندما تقرر والدتها عوضا عنها فأن اللوم يقع على الأم وليس عليها و يالها من مسكينة لأنها تبدو كالحمار الذي يجره صاحبه أينما ذهب.
      عادت الى أرض المعركة و كان فارسها المغوار عند باب الدار ينتظرها حتى يبدا ما بقي من المشوار , فتح لها الباب و سحبها الى الداخل بقوة وحدة و ما كان منها سوى التألم بصمت كما أعتادت لان ذلك كما علمتها والدتها عيب و يجب اخفائه كغيره من العيوب, يسألها لماذا تاخرت اذن فهو يعلم أين ذهبت فلما يسألها أذن ؟ الا يثق بها ؟ اليست هي ذلك الحمار المطيع الذي لا يرفع حاجب عينيه أن كان بعيدا عن صاحبه!!. سحب بساط الثقه من تحت قدميها فقط لانه يرغب في الشجار معها و تحويل يومها من رماديا فاتح الى أسود, يصرخ و يوولول ويستفزها كي ترد عليه بكلمه و لكن تذكرو هذا الامر أيضا عيبا فعله. هو لم يكن يعلم بأنها عديمة الشخصية في البداية لان والدتها كانت حولها كل الوقت ولكن الان بدات تتكشف الأمور.
      لم يعد يحتمل صمتها و هي لم تعد تحتمل نفسها, رحل عنها بدون أن يخبرها ليفكر و يقرر ماذا سيفعل في زواجهما الحديث الميلاد, كان رحيله عن البيت فرصة لها هي أيضا لتفكر ولكنها عوضا عن ذلك هرعت لكي تتصل بوالدتها تسألها عن ماذا يجب أن تفعل حيال الأمر ولكن لحسن الحظ فوالدتها هذه المره لم تكن هناك لكي تقرر عنها و تساعدها في الهروب من واقعها, لقد تفأجأة عندما أخبرتها أختها بأن والدتها سافرة لزيارة أقرباء لها و ستعود بعد ثلاثة أسابيع من الأن, فما كان منها سوى أن تتمسك بأمل أن أختها قد تكون تعرف رقما لها هناك يمكنها من الاتصال بوالدتها ولكن ولله الحمد لم تكن تعلم. و هنا ما كان منها سوى الخوف الرهيب من الواقع , لأول مرة تشعر بالعجز التام و بأنها لا نفع منها بدون والدتها و هنا راحت تتذكر موافق و أحداث كانت والدتها هي من قررت فيها عنها و هي ما كان منها سوى الأنصياع لها بكل خضوع.
      ياترى ماذا ستفعل ؟ و كيف ستتصرف ؟ هل ستفكر أم لن تفعل ؟.
      بعد يوم واحد من رحيل الزوج ها هو يتصل بها لكي يتحقق من ما أذا كانت تستحق أن يواصل معها ما تبقى من مشوارهما في الحياة الزوجية, يرن الهاتف وتتردد هي في الرد ولكن لا أراديا ترفع السماعة و تجد نفسها مرغمة على قول مرحبا و من ثم تغرق هي في صمتا طويل يكسره رده ب اهلا كيف حاللك؟......... تغرق الزوجة كانها لم تتكلم مع زوجها من قبل هذه اللحظة و تخاطب نفسها ما بي ماذا يحصل معي هل أنا مربكة الافكار , ما بالي لا أتحدث مع زوجي كما تفعل أي زوجة مع زوجها؟....... في الجانب الأخر من الخط الزوج يتعجب من عدم رد زوجته و يظنها أقفلت الخط, يسألها الا زلتي على الخط؟ ولكنها غارقة في حوارا لا بد منه مع كل تلك الافكار المختزنة منذ زمننا بعيد لقد حان الوقت كي تفك أسرها و تحاورها بكل حرية و ديموقراطية غير معهوده, لقد تحررة أخيرا و شعرة بشعورا غريب وبعدها قالت له ماذا قلت؟ اعذرني يا زوجي العزيز سهوت عنك قليلا, شعر الزوج بتغير و لكنه أرد التأكد من ما سمعته أذناه فقرر دعوتها للحوار المحايد في مكان غير البيت و وافقة على الفور طبعا, هنا بدات الأمور تتغير .
      جلست شاردة الذهن بعد ذلك الاتصال , تخيلت ماذا ستقول و ماذا سيقول زوجها لها, هل ستغط في صمتها المعتاد أم أن معجزة ستحل بها , تقلبت في فراشها و شعرة بقلبها, يشدها الحنين الى زوجها تذكرت كل تلك الكلمات اللذيذه التى دغدغت مسامعها كل ليلة , هل سيتركها و يرحل ؟.
      استيقظت كأنها لم تنم أصلا , سقطت بعد أن عثرها أطراف السرير, لم تقف بعد تلك العثره و كأنها كانت ترغب في ملامسة الارض , سقطت دموع عينيها وراحت يديها تلمس سطح السرير كأنها لم تلحظ نعومته من قبل, لماذا تفعل هذا ؟ هل تودع بيتها أم تحاول معرفة قيمة ما هي عليه؟.
      حان وقت موعدهما معا , تدق الساعة الخامسة عصرا أمام شاطئ البحر يقف هو كلوحا صلب بينما تنزل هي من سيارتها و تراه بأنتظارها تعاود النظر الى سيارتها كأنها نسيت شئ تشعر بالقلق و تفكر بتأجيل هذا اللقاء ولكن لا مفر من المواجهة, تقترب و عيناها تخشى النظر بعينا زوجها كأنها تخشى أن يرا ما تشعر به من خلال عينيها, لم تعد تشعر بأنه زوجها لماذا كل هذا الحياء ؟ لماذا كل هذا التوتر ؟ كان هناك شئ جديد ينمو بينهما و كا ن صفحة الماضي قد طوية كليا و كأنها أول صفحة في كتاب حياتهما الزوجية, تصافحا و حيا كلا منهما الأخر, لم يستطع أيا منهما أخفاء سعادته بوجود الأخر, كان الصمت يتحدث عنهما وما كان منهما سوى مراقبة أمواج البحر و هي تروح و تأتي و فجأة و بكل شجاعة وعزم يمسك الزوج يدا زوجته و يقبلها, وبدورها تطلب منه أن يسامحها لأنها أزعجته بتصرفاتها و ما كان منه سواء أنه يأزرها و يقف معها و يضمها الى صدره الذي يعلم بأنها بحاجته أكثر من أي وقت أخر. تحدثا كثيرا و أمواج البحر كانت تتضارب بقوة, عادا معا الى البيت و أعدا العشاء معا و جلسا يشاهدان برنامجهما المفضل و كلا منهما يعلق على ما يشاهده و يضحكان و هكذا عادة مجاري الأمور الى نصابها.