نسبة الامام جابر بن زيد الى المذهب الاباضي

    • نسبة الامام جابر بن زيد الى المذهب الاباضي

      نسبة الامام جابر بن زيد الى المذهب الاباضي نقلا من كتاب الإباضية ومنهجية البحث عند المؤرخين وأصحاب المقالات لمؤلفه الأخ الفاضل/ علي بن محمد بن عامر الحجري
      يقول المؤلف في معرض رده على الدكتور محمد عبد الفتاح عليان الذي ألف كتاباً بعنوان " نشأة الحركة الإباضية في البصرة ومناقشة دعوى تأسيس جابر بن زيد لها وعلاقتها بالخوارج ". وقد استفرغ الدكتور عليان كل ما أُوتيّ من جهد لنفي صلة الإمام جابر بن زيد بالفكر الإباضي، واعتمد على روايات لا تقوم بها حجة في عرض دعواه الزائفة وأقواله الباطلة. وإليك أخي القارئ الكريم هذه الروايات التي استند إليها وقول علماء الجرح في رجال أسانيدها. الرواية الأولى: قال ابن سعد: " أخبرنا سعيد بن عامر وعفان بن مسلم قالا: حدثنا همام عن قتادة عن عزرة قال: قلت لجابر بن زيد إن الإباضية يزعمون أنك منهم، قال: أبرأ إلى الله منهم، قال سعيد في حديثه: قلت له ذلك وهو يموت" . هذه الرواية لا تقوم بها حجة وذلك بسبب همام بن يحيى وقتادة بن دعامة . همام بن يحيى بن دينار الازدي ".. قال الحسن بن علي الحلواني : سمعت عفان يقول كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه، وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه ثم رجع بعد فنظر في كتبه فقال: يا عفان كنا نخطئ كثيراً فنستغفر الله تعالى .. وهذا يقتضي أن حديث همام بآخره أصح ممن سمع منه قديماً، وقد نص على ذلك أحمد بن حنبل وقال أبو بكر البرديجي : همام صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به .. وقال الساجي : صدوق سيئ الحفظ ما حدث من كتابه فهو صالح وما حدث من حفظه فليس بشيء ." " .. قال أبو حاتم : ثقة، في حفظه شيء وكان يحيى القطان لا يرضى حفظه .. وقال محمد بن المنهال : عن يزيد بن زريع - وسئل عن همام ، فقال كتابه صالح وحفظه لا يسوى شيئاً . وقال عمرو بن علي : كان يحيى لا يرضى حفظه ولا كتابه ، ولا يحدث عنه .. " قتادة بن دعامة السدوسي قتادة بن دعامة مدلس من الطبقة الثالثة ، لهذا فإن روايته هذه لا يصح الاحتجاج بها لكونه يعنعن فيها عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي. الرواية الثانية: قال ابن سعد: " أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال: كان بريئاً مما يقولون، يعني جابر بن زيد، قال عارم: وكانت الإباضية ينتحلونه" هذه الرواية ليس فيها حجة لأحد على الإباضية وذلك لأن الإمام جابر بن زيد لم يذكر القوم الذين تبرأ منهم. وأما حمل قول محمد بن سيرين : " كان بريئاً مما يقولون " على الإباضية فهو تقول بلا دليل نطق به عارم بن الفضل الذي اختلط في آخر عمره. فقد قال ابن حبان: " .. اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به فوقع المناكير الكثيرة في روايته، فما روى عنه القدماء قبل اختلاطه إذا علم أن سماعهم عنه كان قبل تغيره فإن احتج به محتج بعد العلم بما ذكرت أرجو أن لا يجرح في فعله ذلك. وأما رواية المتأخرين عنه فيجب التنكب عنها على الأحوال. وإذا لم يعلم التمييز بين سماع المتقدمين والمتأخرين منه يترك الكل ولا يحتج بشيء منه. هذا حكم كل من تغير آخر عمره واختلط .. " الرواية الثالثة: قال ابن سعد: "أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثنا داود بن أبي القصاف عن عزرة الكوفي قال: دخلت على جابر بن زيد فقلت: إن هؤلاء ينتحلونك، فقال: أبرأ إلى الله من ذلك" · وجاء في التاريخ الكبير للإمام البخاري:" .. وقال أبو هلال حدثنا داود بن أبي القصاف عن عزرة الكوفي قلت لجابر بن زيد تنحل الأباضية قال أبرأ إلى الله من ذلك " · وجاء في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم " .. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن بن مهدى عن أبى هلال عن داود عن عزرة قال دخلت على جابر بن زيد فقلت إن هؤلاء القوم ينتحلونك -يعنى الإباضية- قال أبرأ إلى الله عز وجل من ذلك " هذه الرواية التي ذكرها ابن سعد والإمام البخاري وابن أبي حاتم لا تقوم بها حجة لورودها من قبل أبي هلال الراسبي. أبو هلال الراسبي هو محمد بن سليم البصري " قال عمرو بن علي: كان يحيى لا يحدث عنه وكان عبد الرحمن يحدث عنه، وسمعت يزيد بن زريع يقول عدلت عن أبي بكر الهذلي وأبي هلال الراسبي عمدا .. وقال ابن أبي حاتم: أدخله البخاري في الضعفاء .... وقال النسائي: ليس بالقوي .. قلت [ ابن حجر ]: وقال ابن سعد: فيه ضعف … وقال أحمد بن حنبل: يحتمل في حديثه إلا أنه يخالف في قتادة وهو مضطرب الحديث، وقال الساجي: روى عنه حديث منكر، وقال البزار: احتمل الناس حديثه وهو غير حافظ. وقال ابن عدي بعد أن ذكر له أحاديث كلها أو عامتها غير محفوظة وله غير ما ذكرت وفي بعض رواياته ما لا يوافقه عليه الثقات وهو ممن يكتب حديثه" الرواية الرابعة : قال ابن سعد: "أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد قال: حدثنا همام بن يحيى عن ثابت البناني قال: دخلت على جابر بن زيد وقد ثقِل، قال: فقلت له: ما تشتهي؟ قال: نظرة من الحسن، قال: فأتيت الحسن وهو في منزل أبي خليفة فذكرت ذلك له فقال: اخرج بنا إليه، قال: قلت: إني أخاف عليك، قال: إن الله سيصرف عني أبصارهم، قال: فانطلقنا حتى دخلنا عليه، قال: فقال له الحسن: يا أبا الشعثاء قل لا إله إلا الله، قال: فقال: } يوم يأتي بعض آيات ربك {، قال: فتلا هذه الآية، قال: فقال له الحسن: إن الإباضية تتولاك، قال: فقال: أبرأ إلى الله منهم، قال: فما تقول في أهل النهر؟ قال: فقال: أبرأ إلى الله منهم، قال: ثم خرجنا من عنده" . هذه الرواية لا تقوم بها حجة لأحد على الإباضية وذلك لورودها من طريق همام بن يحيى بن دينار الأزدي الذي ضعف حفظه يحيى القطان وغيره من علماء الجرح والتعديل . الرواية الخامسة: وجاء في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب : " وقال داود بن أبي هند عن عزرة دخلت على جابر بن زيد فقلت إن هؤلاء القوم ينتحلونك يعني الأباضية قال أبرأ إلى الله من ذلك" هذه الرواية منقطعة الإسناد، فكل من جمال الدين المزي المولود عام 654هـ وابن حجر المولود عام 773هـ ينقلان هذه الرواية عن داود بن أبي هند المتوفى عام 139هـ . فعلينا معرفة المصدر الذي نقل منه هذه الرواية كل من الإمام المزي والإمام ابن حجر قبل الاحتجاج بها. تناول الأستاذ سامي صقر عيد أبو داود مسألة صلة الإمام جابر بالفكر الإباضي في أطروحته لنيل درجة الماجستير من جامعة آل البيت، فقد قال بعد أن أشار إلى روايات ابن سعد السابقة: " على أننا نجد عالماً معاصراً لابن سعد يقدح في هذه الروايات التي يتبرأ فيها الإمام جابر بن زيد من الإباضية، والخوارج، إذ نجد يحيى بن معين -وهو من كبار علماء الجرح والتعديل-يصرح ببطلانها، فهو يعلق على الرواية التي يرويها أبو هلال عن جابر :أنه يبرأ من رأي الخوارج، وعلى ما بلغه عن عكرمة مولى ابن عباس: أنه كان لا يقول برأي الخوارج، بقوله: "وهذا باطل" . ويبدو أن ابن معين كان متثبتاً من معرفته بجابر وعكرمة، فقد نقل عنه ابن حجر قوله: " كان جابر إباضياَ، وعكرمة صفرياً" . تعليق ابن معين على رواية أبي هلال ينسحب على سائر الروايات التي تنفي صلة جابر بن زيد بالإباضية، لأن مجال نقد ابن معين إنما هو فحوى تلك الرواية. وعلى ضوء ما قاله ابن معين فإنه لا يمكن التعويل على رواية ابن سعد، وجعلها مستنداً لنفي صلة الإمام جابر بن زيد بالإباضية كما فعل محمد عليان. ومن جهة ثانية فإن الواقع التاريخي يدل بوضوح على علاقة الإمام جابر بن زيد بالحركة الإباضية وقيادته لها؛ فتلاميذ الإمام جابر المقربين منه كان أكثرهم من زعماء الإباضية وأئمتهم فيما بعد، أمثال: أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، والربيع بن حبيب ، وضمام بن السائب، وصحار العبدي، وجعفر بن السماك، وأبي نوح صالح الدهان.. . وكذلك فإن أراء الإمام جابر بن زيد الفقهية في شتى المجالات معتمدة عند الإباضية…" فقول علماء الجرح في سند روايات ابن سعد ومناقشة الدكتور عوض خليفات لمتونها وكذلك قول الأستاذ سامي صقر حجج باهرة وأدلة قاطعة على بطلان مزاعم الدكتور عليان الذي حاول جاهداً قطع الصلة بين الإباضية وإمامهم جابر بن زيد.










      :D