التحرش الجنسي بالأطفال وأثاره النفسية على صحتهم ومستقبلهم

    • التحرش الجنسي بالأطفال وأثاره النفسية على صحتهم ومستقبلهم

      بداية حديثي عن هذا الموضوع فكرت قليلا وكنت مترددا عن التطرق بالحديث عنه ، لكن رحابة صدور المراقبين على هذه الساحة والقائمين عليها ، ورحابة صدوركم كضيوف وأعضاء في الساحة ، اقتنعت نفسي بضرورة طرح هذه الظاهرة التي بدأت بالتفشي في مجتمعنا العماني المحافظ ، فنسمع عن حالات التحرش الجنسي بالأطفال وهم في سنوات الطفولة ما بين السادسة ـ العاشرة ) وقد تحدث لما فوق السنة العاشرة وغالبا ما تحدث تلك الحالات ولا يعلم ذوي المجني عليه بها ، وقد تحدث في (المدارس ، أو في الحارات ، أو في أماكن أخرى بعيدة عن الأنظار) .
      ولو تتبعنا أسباب ظهور هذه الظاهرة في مجتمعنا فأوضحها لكم في النقاط التالية : ـ
      عدم مراقبة الأطفال في المدارس وخاصة في أوقات قبل الطابور وفي الفسحة وغالبا ما يكون التحرش بالطفل من زملاء أكبر منه سنا .
      عدم مراقبة الأهالي لأطفالهم أثناء اللعب مع زملائهم في الحارة وما هي الألعاب التي يمارسونها هل تناسب سنهم وممن يلعبون وهل هم في مستوى أعمارهم .
      غرس الرهبة والتخويف في نفسية الطفل من قبل أهله بأن يقال له إذا تم التحرش بك فإننا سنقتلك أو سنضربك ، ولم يفهم الطفل الطريقة المثلى لمعالجة الموقف ، وهذا بالطبع يخلق حالة نفسية أخرى لدى الطفل المجني عليه ويفضل السكوت وعدم إبلاغ أهله .
      قد يكون هنالك بعض التستر من قبل الإدارات في المدارس حول هذه الظاهرة وعدم إبلاغ أولياء الأمور بأية حالة تحدث لأطفالهم والاكتفاء بمعاقبة الطفل الجاني .
      عدم مسألة الطفل عن الحاجات التي يحضرها من أين آلت إليه فقد يجره أحد ضعاف النفوس إلى إعطائه هدية مقابل التحرش به والفتك بعرضه .
      فتح المجال أمام الأطفال لمطالعة كل ما تبثه القنوات الفضائية من أفلام قد تحتوي على مشاهد مخلة بالآداب ، أو التطرق إلى أمور أكبر من سنهم .
      عدم مراقبة هواتف الأبناء وما تحتويه من مشاهد مخلة بالآداب . بحجة حرية الترفيه عن نفسه .
      قلة مراقبة أولياء الأمور على المواقع التي يتطلع إليها الأبناء على شبكة النت . وكذلك إطلاعهم على بعض المجلات التي تحوي صور مغرية .
      عدم مسألة أولياء الأمور عن ما يقوم به الأبناء من تقليد الغرب في لباسهم وخاصة الملابس الضيقة وقصات شعرهم وصولا إلى الميوع والليونة بوضع المساحيق على الوجه كما ذكرتها إحى الأخوات في موضوع أخر أدرج في الساحة .
      قلة التوعية الإعلامية حول هذه الظاهرة.
      فالحل بيدكم يا أولياء الأمور هو الإقتداء بالحديث الشريف لرسولنا الكريم ( كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته ) لا أن ننتظر جهات معينة لمناقشة هذه القضية وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجتها .
      فجملة تلك النقاط التي أسردتها لكم كأسباب لتفشي هذه الظاهرة والتي من الواجب عدم تجاهلها في مجتمعنا العماني لا من قبل أولياء الأمور ولا من قبل المختصين وجهات الاختصاص حتى نحفظ كرامة أبنائنا ويبقى مجتمعنا مجتمعا سليما محافظا .