تعريف الرؤيا وتوثيقها : حجر الأساس في القيادة النوعية

    • تعريف الرؤيا وتوثيقها : حجر الأساس في القيادة النوعية

      مقدمة



      بين التجارب الكثيرة لإيجاد المشترك بين القادة الذين نجحوا في قيادة مجموعات ومنظمات ودول "قيادة خارقة" يقف مقام مشترك ومركزي وهو: قدرة القائد على الإشارة إلى أين وأي مبادئ يضع في صلب عمله. ومن الأقوال المأثورة على لسان العاملين عن قادتهم:
      القائد "دائماً يتقن قراءة الخريطة ويعرف الاتجاه الصحيح".

      القائد دائماً يعمل وفقاً لمبادئ واضحة ويسهل تحقيقها".


      وهذا يؤكد أن مفهوم القيادة ينبع غالباً من مفهوم وإدراك "المقودين" لأنهم يعبرون عن احتياجاتهم الشخصية وتجميعهم سوية ولا يمثل مقدرة القائد الحقيقية حيث أن هذه النظرة خارجية وتحصل نتيجة لأنماط سلوكية عديدة.
      إن الإشارة إلى القيم والمبادئ هي الرافعة المركزية لخلق الروابط العاطفية بين القائد والمقودين وعليه فإن تقييم القائد يتمحور في مجالين:
      1. مقدورته في قيادة الآخرين وراءه.
      2. ومقدرته في تهيئة كل فردٍ لمعرفة طريقه الخاص به.

      وهنا يمكننا السؤال: هل القائد هو الذي يعرف أين يتجه هو والمؤسسة ؟ أم هل القائد هو الذي يستطيع رسم القاعدة لكل عضوٍ ليعرف نفسه إلى أين يتجه ؟
      وعليه فإن الرؤيا هي: معرفة الاتجاه عن طريق القائد والتزامه بتحقيق ذلك.


      وفي حديثنا وعملنا بالرؤيا نتساءل:
      - ما هي جودة الرؤيا ؟

      - ما هو مضمونها ؟

      - كيف تتكون ؟

      - كيف تتحقق ؟

      وبناءاً على هذه التساؤلات نضع أمامنا فرضيات لادعاءات مركزية وهي:

      1. بلورة الرؤيا تكون بمثابة رافعة مركزية في يد القائد للتفاعل مع التعقيدات وعدم وضوح الرؤيا التي تُميز المحيط التنظيمي حاضراً ومستقبلاً.

      2. الرؤيا الشخصية والتنظيمية لدى القائد تكمل بعضها بعضاً.
      3. الرؤيا تختلف عن الهدف حيث أنها تحدد وتعرف جهاز القيم الذي يقود الهوية الجماعية ويرسم القاعدة للالتزام والتقدير.
      4. رغماً عن التعقيدات الفكرية والعاطفية المرتبطة بذلك إلا أنه بالإمكان تحديد خطئ ممؤسسه لمسار تكوين الرؤيا وتحقيقها في الحياة اليومية (الخاصة والتنظيمية).

      ما معنى القول: إلى أين, وما هي الرؤيا ؟

      الرؤيا في ترجمتها الحرفية هي ظاهرة تعبير مرئية تشير إلى واقع حاصل أو متوقّع ولكن في الحضارة والثقافة الإسرائيلية اتخذ المفهوم دلالة "باطنية" تشير إلى البطولة خاصة عند الحديث عن الأنبياء ورؤياهم مثل رؤيا يشعياهو أو بما يتعلق بقادة وأبطال الأمة مثل ابن غوريون وهرتسل وكذلك في الأدب وفي العالم الكبير حيث أن الرؤيا مرتبطة مع القادة الكبار ورؤساء الدول والحكومات.
      واما الرؤيا القطرية فيُعبر عن مفهومها بأنها صورة المستقبل للمؤسسة او لأقسام (المؤسسة) ومنها تقرر الأهداف والتكنولوجيا والعمل المشترك. الرؤيا عن هوية المؤسسة ومعناها وقيمها ومبادئها وليس ماذا يعمل فيها وكذلك فإن الرؤيا تفسح المجال أمام كل فرد ليحقق تحقيق أهدافه, رغباته, هويته, الشخصية ومقوماته الشخصية ويطورها بما يتناسب وأهداف المؤسسة. وأما بما يتعلق بتحقيق الأهداف بناءً على المقاييس الزمنية والكمية والكيفية فإن الرؤيا تعطي اتجاهات للعمل اليومي في المؤسسة.

      الطابع الشخصي والرؤيا التنظيميّة:
      الطابع الشخصي يلزم كل قائد في أي وظيفة كان أن يعرف نفسه كي يتفاعل مع احتياجات العاملين ومركبات البيئة وليتأكد مما سيحققه, وأي الدوافع تحركه وأي واقع يريد أن يغيره محاولاً التعلم من أشخاص يتأثر بهم إضافة إلى تجربته وخبرته السابقة.
      المدير الذي ينمو في جو مانع ومحدد ويتعامل مع شخصيات تقليدية قد يكون الهدف من قيادته وهو خلق بيئة تتمتع بالحرية والمرونة والنمو الشخصي. ومدير آخر يرى بأن هدفه أن يخلق جواً داعماً مليئاً بالتنافس على مبدأ صراع البقاء.
      الطابع الشخصي قد يتأثر من مراحل شخصية في التطوير والنمو في تحقيق ما توقع الآخرون تحقيقه. فولت ديسني أقام مؤسسة كبيرة مؤمناً بأنه بالإمكان تحقيق أي حلم إذا كان واضحاً ومُحدداً.
      الطابع الشخصي للقائد قد يؤثر على طريقة تفكيره وعمله في كل إطار يعمل فيه, ويتخذ مسارات أخرى في كل بيئة تنظيمية جديدة مثل مؤسسات الجيش والكيبوتس وما إلى ذلك.
      مما ذكر أعلاه يبدو أن الرؤيا هي تحقيق الطابع الشخصي في إطار بيئة تنظيمية معينة مع كشفه الرؤيا الموجودة في المؤسسة.
      القائد صاحب الرؤيا النابعة من أهداف مؤسسة معينة (تكنولوجيا, حضارة, مركبات إنسانية) ومن رؤيا شركاء المؤسسة يشبه القائد (جامع النفايات), الذي يفتش عن رؤيا الأقسام كي يجمعها ويضمها في رؤياه.
      وفي هذا السياق قد يكون هنالك فوارق بين المبادر الذي ينظم الرؤيا كما يريد وبين القائد الذي يساعد منظمة ما لتحقيق الدوافع الموجودة في داخلها. إن هنري فورد (صاحب شركة فورد للسيارات), ستيف فارطهمر (الحقل الصناعي ومصانع يسكار) الذين بنوا مؤسسات وفقاً لحلمهم وأدوا بالعاملين معهم إلى تحقيق الدوافع والأهداف في مؤسساتهم. فإن المقام المشترك لهم جميعاً هو تقدم المؤسسة لمستقبل أفضل.

      الصور المستقبلية - خدمة الهدف والرؤيا في خدمة الفحوى (المغزى):
      في كل تجربة للرؤيا المستقبلية يوجد اضطراب بين الهدف والرؤيا. ومن ذلك ينتج اضطراب بين الاستراتيجية والتقنيات وبين الأهداف والقيم ومع أن لكل من الهدف والرؤيا قنواته الخاصة إلا أنهما يكمل كل الآخر في إطار الرؤيا التنظيمية العامة.
      الهدف: يتركز في معرفة الأسباب الرسمية لوجود المؤسسة وأعمالها المركزية التي تثبت مصداقيتها وجودتها على مدى الأيام سواءً كانت المؤسسة تجارية (كي تضمن الأرباح الهائلة) أو كانت مؤسسة تؤدي الخدمة (كي تكسب انتماء أعضائها لها).
      الرؤيا: تتركز في الطريقة التي تعمل بها المؤسسة لتحقيق الأهداف. والهدف يميز بين المؤسسات على أساس المعطيات في تركيبها مثلاً التكنولوجيا, نوعية الناس, الحجم, وهنا يتركز الهدف فيها على أسس القيم والدلالة فقد يحصل أن شركتان متشابهتان في الهدف بينما تختلفان في الرؤيا التي تمثل القادة أو مطوري السياسة
      ♡•0•● قُلَبًيِ آلَشُـفُـآفُـ أجّـمًلَ عٌيِوٌبًيِ ◐◑。๑ εïз