جديد وخاص اسلام تايمز ـ حوار شامل مع القيادي في المقاومة العراقية الشيخ أكرم الكعبي

    • جديد وخاص اسلام تايمز ـ حوار شامل مع القيادي في المقاومة العراقية الشيخ أكرم الكعبي



      حررنا مئات الأسرى،180 "مجاهدا" نفذوا عملية كربلاء و100 نفذوا عملية أسر البريطانيين،ونفذنا عمليات مقاومة مشتركة


      ورد اسمه أكثر من مرة ضمن تقارير عديدة وعلى لسان أكثر من جنرال عسكري أمريكي وبريطاني دأبوا على اتهامه بقيادة وتمويل هجمات مسلحة ضد قوات الإحتلال في العراق إضافة لعدد من عمليات الأسر .تم تصنيفه على لوائح الإرهاب ضمن لوائح وزارة الخارجية الأمريكية .
      هو أحد مؤسسي أحد أكثر حركات المقاومة فعالية ونشاطا ضمن ما بات يعرف ب"محور المقاومة والممانعة" .
      هو الشيخ أكرم الكعبي الذي كان لنا معه هذا الحوار المطول والمفصل الذي تناول شؤون المقاومة وعراق الرافدين.




      الشيخ أكرم الكعبي
      نائب الامين العام والمسؤول الجهادي
      لعصائب اهل الحق من العراق


      س/ مَن هم (عصائب أهل الحق)؟ وما هي أهدافكم؟

      ج/ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا محمد واله الكرام .
      عصائب أهل الحقّ حركة دينية عقائدية جهادية ثقافية اجتماعية، تؤمن بالإسلام ديناً، وبخطّ أهل البيت طريقاً، وبولاية الفقيه تشريعاً وتطبيقاً.
      وأهدافنا هي:
      1- رفع راية الإسلام, وجعلها العُليا.
      2- التمهيد لإقامة دولة العدل الإلهي بقيادة صاحب الأمر والزمان الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
      3- نَشْر الوعي الإسلامي, والثقافي, والعقائدي, والاجتماعي, في أوسع دائرة ممكنة.
      4- المحافظة على وحدة الوطن, وهويّته الإسلامية.
      5- مقاومة الاحتلال, وتحرير العراق.
      6- مقارعة الاستكبار العالمي على كافّة الأصعدة.
      7- نُصْرة المظلومين, والمطالبة بحقوق الإنسان وِفْق المنظور الإسلامي.
      8- محاربة الإرهاب, والتكفير, وإظهار الوجه الإسلامي الحقيقي.
      9- تحقيق المنافع الاجتماعية العامّة, والخاصّة.

      س/ما مدى حجمكم الفعلي على الأرض؟ خاصّة وأنّ الكثير من المقالات تهاجم العصائب وتقلل من تأثيرها الميداني في ساحة المقاومة!

      ج/ عصائب أهل الحقّ تمثّل حالة شعبية واسعة للمقاومة، فلدينا متفرّغين للعمل الجهادي العسكري, ولدينا من غير المتفرّغين قاعدة شعبية تعبوية موالية بمستوى كبير وجيّد تحقّق الدعم المعنوي والشعبي لمقاومتنا، ونعتمد عليها في الاستقطاب والتعبئة، هذا في جميع المدن العراقية التي تتواجد فيها العصائب كتشكيل عسكري، وهي: (النجف, كربلاء, بغداد, البصرة, نينوى, بابل, القادسية, واسط, ميسان, ذي قار, المثنّى, كركوك, ديالى, صلاح الدين خصوصاً بلد والدجيل، وتواجد قليل في تكريت.
      أمّا على مستوى العمليات، فقد تمّ النزول وتنفيذ أكثر من عشرة آلاف عملية في عموم المدن المذكورة, ما يقارب نصفها مصوّر، قسم تمّ عرضه، والآخر سيتمّ عرضه في وقت لاحق؛ لكشف وجوه المجاهدين أو المرابض، أو لكون مكان التصوير مشخّص يمكن تحديده، لذا سيتمّ عرضها بعونه تعالى بعد زوال المانع في حينها، وأمّا القسم المتبقّي من غير الأربعة آلاف فهو موثّق بالتفاصيل ضمن استمارة نسمّيها (استمارة العمليات).
      وبالنسبة للشقّ الثاني من السؤال، فإنّ المستغرب من قِبل المدّعين علينا ,أنّهم لم يقدّموا ولا دليلاً واحداً للعمليات التي يسرقوها اعلاميا من فصائل المقاومة الأخرى، ويحاولون بعد ذلك أنْ يتّهموهم بما هم فيه كالاتّهام المذكور في السؤال، ويمكننا أنْ نجزم ونؤكّد أنّ هذه العناوين التي تروّج لها بعض القنوات إنّما هي ضمن أجندة الاستكبار العالمي للتعتيم على الانجازات الكبيرة المقاومة الشريفة بنسب تلك العليات لفصائل وعنوانين اندثرتْ وانخرطتْ مع المحتل لتكون لعبة بيده، وإليكم شاهد مهم, فبعد أنْ قام مجموعة من إخوتنا ـ مجاهدي العصائب ـ بتنفيذ عملية نوعية على قاعدة الصقر (فالكون) من مربض لا يستخدمه غيرنا إطلاقاً؛ لكونه ضمن منطقة (أبو دشير) التي لا يستطيع غير إخوتنا العمل فيها لطبيعتها الديموغرافية، فقد تحقّق النصر الكبير بتدمير القاعدة التي بقي سماع دوي الانفجارات فيها حتى الصباح، وتأكّدنا بعدها من مصادرنا أنّه تمّ مقتل ما يزيد على المائة والستون من جنود الاحتلال، وتدمير آليات كثيرة.
      ولكن في صباح اليوم التالي فوجئنا بقيام فصيل معيّن بتبنّي هذه العملية في إحدى القنوات من دون دليل؛ لذا قمنا بعرض تصوير العملية من دون تحديد الوقت والمكان لعلمنا، بأنّ هذه المجموعة الصغيرة التي يريد الإعلام المسيس للاحتلال تضخيمها وتحجيم المقاومة الحقيقية قاطنةٌ خارج العراق، في دولة تحتضن القواعد العسكرية الأمريكية التي تُدار منها المعركة في العراق, وعلى أيّ حال تحدّينا هذا الفصيل ببيان رسمي طلبنا منه إنْ كان صادقاً أنْ يعلن عن الوقت والمكان للعملية، أو يقدّم تصوير يُثْبت أنّها له، ولم يفعل، علماً أنّ هذا الفصيل بحسب معلوماتنا يستقي معلوماته من الاحتلال، ويتبنّى العمليات النوعية بمجرّد ما تنفذ؛ للتشويش على الفصائل المقاوِمة الحقيقية.
      وعلى أيّ حال فإنّنا أعلنّا بعد أنْ عجزوا عن ذلك، وليس هذا فحسب، بل إنّنا نعلم أنّ بعض إخوتنا من فصائل المقاومة العراقية الأخرى قد قاموا بعمليات وتبنّاها نفس الفصيل، حتى في إحدى المرّات تبنّى عملية لنا مصوّرة في الناصرية.
      وما ينبغي الالتفات إليه، أنّه يوجد تناغم واضح بين مثل هكذا فصائل وهميّة، وبين عملاء الاحتلال في العملية السياسية.
      ومِن كلّ ذلك يتّضح لنا أنّ الاحتلال بصورة مباشرة أو من خلال أدواته يعمل على تحجيم مقاومة أتباع أهل البيت إعلاميّاً، وتتكفل الكثير من وسائل الإعلام الترويج لذلك, ولكنّنا ـ وبفضله تعالى، وبعد أنْ جعلنا مدننا عليهم ناراً مستعرة ـ أجبرناهم على الاعتراف بأنّ النسبة الكبيرة للعمليات ضدّهم والحجم الأعظم لخسائرهم إنّما هي في جنوب العراق ووسطه، ففي الوقت الذي جنّ فيه جنونهم تجاوزوا كلّ متبنّياتهم التشويهية مُرغَمين، وخرجوا عن طورهم واعترفوا بضراوة مقاومتنا وشراستها عليهم، وأقرّوا أنّها الأكبر والأشد في مدن العراق على لسان قياداتهم العسكرية من شدّة الهول صاغرين، ليحقّ الله الحقّ ويُزْهِقَ الباطل ويفضح المدّعين، ولكنّهم مع ذلك لم يتخلّوا عن التشويه، حتى بعد ان اجبرناهم على الاعتراف بمقاومتنا بالترويج على أنّ هذه المقاومة تابعة لدولة معيّنة وليستْ عراقية، وهذا ما كانوا يحرصون عليه ويروّجون إليه.
      وما أودّ الإشارة إليه أنّني ما تكلّمتُ بذلك إلاّ لإظهار الحقيقة لا غير، علماً أنا لا أحبّذ استخدام هكذا مصطلحات؛ لإيماني بأنّ هناك مقاومة شيعية ومقاومة سنّية بمقابلهما، وفي نفس الوقت متقاعسين من الشيعة ومن السنّة, ولكوني أؤمن بأنّنا ينبغي أنْ نقول إنّ في العراق مقاومة إسلامية وطنية تضمّ الشيعة والسنّة في نفس الوقت.

      س/ نفّذتم وكتائب حزب الله عمليّات عديدة (ثأراً) لعماد مغنية، ما هو سبب الحضور الدائم لهذه الشخصية في عمليّاتكم؟

      ج/ إنّ الشهيد القائد الحاج عماد مغنية رمز كبير من رموز المقاومة والتحرير، وحالة من حالات الرفض للمستكبرين في العالم عموماً، وله الكثير من البصمات والآثار البالغة والواضحة في ذلك، ولا نبالغ إنْ قلنا عنه المدرسة المحمّدية العلوية للمقاومة الإسلامية، ومن ذلك يتّضح الحضور الدائم لهذه الشخصية، ليس في ضمير ووجدان العصائب وكتائب حزب الله فحسب، وإنّما في ضمير كلّ شرفاء العالم الرافضين للظلم والاستكبار.

      س/بالنسبة لعملية التبادل الأخيرة، هل حقّقتْ العصائب ما تريد من خلال هذه العملية؟
      ج/ حقّقنا ما نريد بنسبة 80% ، ولازلنا مستمرّين لتحقيق المبتغى بالكامل.

      س/هل بالإمكان أنْ تطلعونا على آليات التفاوض في التبادل، يعني هل تفاوضتم مباشرة مع الاحتلال؟ أم كان هناك وسيط؟ وهل يمكن أنْ تلخّصوا لنا مسار التفاوض؟

      ج/ إنّ المفاوضات كانت بيننا وبين الحكومة العراقية التي اتّخذتْ دور الوسيط والضامن للطرفين، ولم تكن هناك مفاوضات مع الاحتلال إطلاقاً، وقد حصلنا على الكثير من النتائج الايجابية بحوارنا مع الحكومة العراقية بغضّ النضر عن المفاوضات، فقد استثمرنا الحوار معهم لإقناع الكثير من الأوساط السياسية بجعل فقرة إخراج قوّات الاحتلال كهدف من أهداف عملهم السياسي، وبالفعل، فقد ثُبت هذا الهدف ضمن الأهداف الأساسية لكبرى القوائم السياسية في الانتخابات، ونلمس من ذلك أنّ العصائب أثّرتْ وبشكل ايجابي وفعّال بحوارها مع الحكومة، بتوجيه الكثير من التنظيمات السياسية نحو رَفْض الاحتلال، بل تبنّي ذلك كهدف من الأهداف، ناهيك عن الاعتراف بوجود المقاومة في البلد، وأنّ عصائب أهل الحقّ مقاومة وطنية نزيهة غير ملطّخة بدماء العراقيين.
      وكان هذا الاعتراف على لسان كبار الحكومة العراقية، وبذلك يتّضح أنّنا حقّقنا إنجازاً وانتصاراً كبيراً، حتى على المستوى السياسي، فيحصل التكامل بمشروع المقاومة على الصعيد السياسي والعسكري.
      وكذلك ثبتنا فقرة إلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحقّ المقاومين، وإصدار عفو عامّ للمقاومين ضدّ الاحتلال.
      وأمّا عملية تحرير الأسرى بيد الاحتلال، قد تمّ تحرير 285 أسيراً، ففي 12/1 تمّ استلام أربعة من رجال الدين وأئمّة للجمعة، وفي 7 /6 استلام الشيخ ليث الخزعلي، وفي الشهر 7 تمّ استلام الشيخ عبد الهادي الدراجي ومجموعة من مختلف تشكيلات المقاومة، وثمّ الشيخ رحيم الشمّوسي مع مجموعة أخرى من المجاهدين من أبناء التيّار الصدري وكتائب حزب الله، ومجموعة من إخواننا من أهل السنّة، وفي 29 /7 تمّ استلام السيّد صالح الجيزاني مع مجموعة أخرى، وفي الشهر 8 تمّ استلام 96 من المرضى وكبار السن ومقطوعي الأطراف من السنّة والشيعة، وكان بينهم بعض الأكراد وعدد من طلاّب الحوزة وقيادات في التيّار الصدري، وفي 31 /12 تمّ تحرير سماحة الشيخ المجاهد أمين عام العصائب قيس الخزعلي من سجون الاحتلال، ولازلنا تنتظر تحرير الباقين.

      س/ بعد خروج سماحة الشيخ الخزعلي من الأسر، هل يكمل نشاطه بشكل معتاد، أم أنّ هناك تغييرات في قيادة العصائب؟

      ج/ إنّ خروج سماحة الأمين العام الشيخ قيس الخزعلي سيُحدِث تغييراً ايجابيّاً كبيراً على المستوى الداخلي للعصائب والخارجي، ولا يوجد دَخْل بين تحرير سماحته والتغيير في بعض القيادات للعصائب؛ لأنّ كلّ ذلك خاضع للنظام الداخلي ولآليات معيّنة، وسماحة الشيخ يمارس نشاطه اليوم بالشكل المعتاد.

      س/ هل يعني أنّ عصائب أهل الحقّ بتنفيذها العمليّتين النوعيّتين في كربلاء المقدّسة وعملية أسر البريطانيين وأسر "الضابط" عيسى سلومي، فتحتْ الباب أمام توازن (ردع) جديد مع الاحتلال؟ هل يمكن أنْ تُكرّروا عملية الأَسْر؟

      ج/إنّ توازن الردع مع الاحتلال موجود منذ انطلاق المقاومة بالعمل الروتيني الاعتيادي، كاستهداف الآليات بالعبوات والقصف الصاروخي لقواعد ومقرّات الاحتلال، وصواريخ ضدّ الدروع والدفاع الجوي وكمائن التدخّل السريع، ولكن عندما نركّز على العمليات النوعية نحاول في ذلك ترجيح كفّة الردع مع الاحتلال لصالحنا، وهذا ما حصل فعلاً بعمليّتي الأَسْر أو غير ذلك من العمليات النوعية.

      س/ لماذا تمّ اختيار أَسْر بريطانيين للتفاوض بهم عن سماحة الشيخ قيس الخزعلي وبقيّة المعتقلين معه؟

      ج/ إنّ مَن اعتقل سماحة الأمين العام لعصائب أهل الحقّ هي القوّات البريطانية في مدينة البصرة، وبعد احتجازهم لفترة قاموا بتسليمهم للقوّات الأمريكية، (الأمر الآخر، إنّه لا يوجد لدى الحكومة الأمريكية قيمة فعليّة لمواطنيها أو جنودها، حتى ولو كانوا بِرُتَبٍ أو مسؤوليّات رفيعة).

      س/ كيف استطاعتْ العصائب إخفاء الرهائن البريطانيين خلال هذه الفترة الطويلة، خصوصاً أنّ المخابرات البريطانية تُعتبَر من المخابرات العظمى في العالم.

      ج/ أكيد أنّ توفيق الله سبحانه تعالى وعنايته ولطفه فوق كلّ الأسباب، الذي مكّننا أنْ نصرف ذهنهم عن الداخل وإيهامهم بمعلومات غير حقيقية، ولم يكن ذلك بمَحْض الصدفة، وإنّما كان بتدبّر وعمل استخباراتي دقيق من قِبلنا، خصوصاً أنّهم جاءوا بلجنة المهام الخاصّة (كوبرا) لمتابعة هذا الملف، ولم يُفلِحوا بعد أنْ بذلوا كلّ جهدهم، وهم بكلّ تأكيد قد علموا بالتفاصيل بعد أنْ استلموا الرهينة (بيتر)، وعرفوا أنّه لم يخرج من العراق أصلاً، وأنّهم قد اقتربوا منه أكثر من مرّة ولكنّنا غيّرنا مكانه بساعات قبل أنْ يصلوا إليه، بعد حصولنا على معلومات تحرّكهم، وبالتالي فإنّ عَجْزهم عن العثور على الرهائن جعلهم يقولون ـ استكباراً ـ إنّهم خارج العراق، ولكنّهم اليوم عليهم أنْ يعترفوا بفشل وتضعضع قدرة مخابراتهم أمام قدرة المقاومة الاسلامية عصائب أهل الحقّ من العراق.

      س/ وهل بالإمكان أنْ تحدّثونا قليلاً عن تفاصيل العمليّتين من ناحية التنفيذ؟

      ج/ سنتذكر التفاصيل الدقيقة إنْ شاء الله. و سنكتفي هنا بالاختصار.
      بخصوص عملية كربلاء: فقد تمّ تنفيذها عصرا في20 كانون الثاني عام 2007 بعد الحصول على معلومات استخباراتية عن القوّات التي تتردّد على مبنى محافظة كربلاء، وصنْفِ هذه القوّات، ونوع آليّاتهم، وتحديد احدى الدوريات المهمّة كهدف, وبعد ترتيب 180 مجاهد من عموم مدن العراق لتنفيذ هذه العملية تم انتخاب مجموعة منهم على شكل إحدى الدوريات التي تتردّد على المبنى، وترتيب بطاقات مرور أمريكية وملابس أمريكية وقد تَمّ اقتحام المبنى و تدمير العربات الهامفي فيه وأسْر مجموعة من جنود الاحتلال، وقَتْل آخرين داخل المبنى، وكان بينهم ضبّاط مهمّين بالنسبة للاحتلال.
      واما الجنود الذين تم أسرهم في هذه العملية هم 'الكابتن بايران فريمان من كاليفورنيا، وجاكوب فريتس من نبراسكا، وجوناثان تشيزم من لويزيانا، وجون فولتر من نيويورك، وجوناثان ميليكان من آلاباما' وجميعهم ينتمون للكتيبة الثانية مظلات التابعة للفرقة 25 مشاة).
      ونُفّذتْ هذه العملية ولم تُراق ولا قطرة من دم العراقيين الذين تمّ حَجْزهم جميعهم بعد اقتحام المبنى بغرفة مجاورة، وتمّ إطلاقهم بعد الانتهاء من تنفيذ العملية.
      وأمّا عملية البريطانيين الخمسة: فقد نُفّذتْ في مركز المعلومات التابع لوزارة المالية، والذي يقع في بغداد في شارع فلسطين، في منطقة مشدّدة أمنيّاً، وكان يتردّد على هذا المكان خبراء بريطانيّون وحمايات من نفس الجنسية، كانوا جنوداً سابقين في قوّات الاحتلال في محافظة البصرة يعملون في الاستخبارات العسكرية، وبعد انتهاء خدمتهم تمّ تحويلهم لحماية هؤلاء الخبراء.
      وبعد اكتمال المعلومات لدينا تمّ شراء عشرين سيّارة ذات دفع رباعيّ، شبيهة بالسيارات التي تستخدمها القوّات الأمنية، وكذلك تدريب مائة أخ من المجاهدين الكفوئين على اقتحام البناية والانسحاب بصورة آمنة، والقيام بمناورات عسكرية، وبفضله تعالى تمّ تنفيذ العملية بنجاح بتاريخ الاثنين 29 / 5 / 2007، وعند الساعة 12 ظهراً.

      س/ ما الذي كان السبب وراء عملية الاختطاف الأخيرة للموظّف الأمريكي؟ ما هو هدفكم من العملية؟ هل بدأتم المفاوضات بشأنه، وكيف تمكّنتم من اختطافه؟

      ج/ هو مواطن أمريكي من ولاية كاليفورنيا، أصوله عراقية، يعمل لحساب وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون)، برتبة ميجر (رائد)، وعمله في العراق (رئيس مهندسين) في الفرقة الأولى المحمولة جوّاً (المجوقلة).
      حيث قام المجاهدون الغيارى في كتائب الإمام علي الهادي (عليه السلام) التابعة للمقاومة الإسلامية عصائب أهل الحقّ بردّ سريع نوعي وخاطف بتنفيذ هذه العملية، التي تكلّلتْ بالنجاح؛ ردّاً على اعتقال أربعة من مجاهدي العصائب من قِبل قوّات الاحتلال الأمريكي في مدينة الصدر، بعد اقتحام أحد الأماكن المحميّة الموجودة في الكرّادة، ضمن المنطقة التي تخضع لرقابة أمنية مشدّدة؛ كونها قريبة للمنطقة الخضراء، وقد حصل اشتباك لفترة قصيرة مع أفراد حمايته قبل أَسْرِهِ, وأَخْبَرْنَا الحكومة العراقية بأنّنا جاهزون لحلّ هذه المسألة والملّفات العالقة، التي تتحمّل الحكومة المسؤولية عنها قانوناً في حال بادرتْ بدورها لحلّ الملفّات العالقة من جانبهم.



      س/ لماذا قرّرتم إطلاق سراح بيتر مور؟ ومع مَن تفاوضتم؟ ولماذا ماتوا حُرّاسه، وما هو مصير الحارس الشخصي الأخير؟

      ج/ عندما أثمر التفاوض مع الحكومة العراقية التي أخذتْ على عاتقها مسؤولية التفاهم مع المحتلّ وحلّ المشاكل العالقة بين الطرفين, تمّ تحرير 285 معتقل من سجون الاحتلال، وكان ضمنهم قيادات في العصائب والتيّار الصدري ورجال دين، وكذلك إطلاق سراح أمين عام العصائب الشيخ قيس الخزعلي، قمنا من جانبنا بتسليم ثلاثة من الرهائن إلى الحكومة العراقية، وكذلك إطلاق سراح المستشار البريطاني بيتر مور.
      وأمّا بالنسبة لموت حُرَاسه فبسبب محاولتهم الهرب، والأخير سيتبيّن مصيره لاحقاً.

      س/ لماذا لم يُطلق سراح أحمد الطائي؟ وما هو وضعه؟

      ج/ أحمد الطائي جندي أمريكي، كان يعمل مع القيادة العسكرية الأمريكية في العراق مباشرة، ومَن كان سبب التأخير في إطلاقه هو الطرف الآخر كما ذكرتُ سابقاً.



      س/ هل ما زلتم تهاجمون القوّات الأمريكية حتى بعد إعلانهم للانسحاب ضمن جدول زمني؟

      ج/ قلنا أكثر من مرّة: إنّ مقاومتنا باقية مادام سبب وجودها باقياً،*وهو الاحتلال الذي يخرق السيادة مراراً وتكراراً، وينقض اتفاقاته، وما حادثة مدينة علي الشرقي مؤخّراً واعتقالهم للكثير من المقاومين من دون قرار قضائي، إلاّ دليل على عدم التزامهم باتّفاقيّتهم مع مَن وقّعوها معه.

      س/ ما هو موقفكم من الانتخابات ؟ لِمَنْ صوتت العصائب؟

      ج/ لا يوجد مَن مثّلنا في الانتخابات .

      س/ لماذا تضمّ العصائب مقاومين من لون مذهبي معيّن؟ وهل أنتم بوارد توسيع تشكيلاتكم لتشمل مختلف مكوّنات الشعب العراقي؟

      ج/ كنّا نقاتل في النجف والفلّوجة كقوّة عراقية واحدة، ونصلّي جماعة واحدة خلف إمام شيعيّ تارة وسنّي أخرى، ولكنّ ذلك لم يَرُقْ للمحتل والتكفيريين، فعمدوا إلى تأجيج الفتنة الطائفية لترسيخ التباعد ما بين فصائل المقاومة، ولشديد الأسف فقد انجرّ خلف تلك المخطّطات الاستعمارية الكثيرُ من الفصائل والجهات، خصوصاً السياسية منها، ولكنّنا مع كلّ ذلك حرصنا على عدم التقاطع، وكانت يدنا ممدودة ولا تزال كذلك.

      س/ هل تضمّ العصائب مقاتلين أجانب؟

      ج/لا يوجد مقاتلين أجانب بين صفوفنا.

      س/ تُظهِر أحد العمليات المنشورة من قِبل العصائب استهداف دوريّة، قلتم إنّها تحمل على متنها عناصر من الموساد الإسرائيلي.. مَن تستهدف العصائب تحديداً في العراق؟ وهل إنّ الموساد ناشط إلى هذا الحدّ في بلاد الرافدين؟

      ج/ نستهدف كلّ القوّات المحتلّة، والأجانب الذين يعملون تحت إدارتهم، أو المتعاونين معهم لتنفيذ مخطّطاتهم الاستعمارية.
      وبخصوص الموساد، نعم، توجد لدينا مجموعة من المعلومات عن تواجدهم في العراق، ومعلومات إجمالية عن تواجدهم في شمال العراق.

      س/ كيف تصف العصائب علاقتها ببقيّة الفصائل العراقية؟ وهل أنتم على استعداد لتنفيذ عمليات مشتركة؟

      ج/توجد لدينا علاقة طيّبة مع بعضها، وقد تمّ تنفيذ بعض العمليّات المشتركة سابقاً فيما بيننا.

      س/ أنتم متّهمون بتنفيذ عمليات قَتْل طائفية ومذهبية، وعمليات تهجير، كيف تردّون على هذه الاتهامات، وما مدى صحّتها؟ وهل تنفون فعلاً حصول مواجهات مذهبية بين الفصائل العراقية؟

      ج/ على كلّ مَن يوجّه الاتهام أنْ يقدّم الأدلّة، خصوصاً وأنّ الحرب الإعلامية ضدّ المقاومة وعصائب أهل الحقّ بالخصوص؛ (للانتصارات الكبيرة التي حقّقتها بإجبار المحتلّ على تحقيق مطالبيها)، يجعلها مستهدفة بشدّة، وهذه الحرب موجّهة وتُدار من قِبل المحتل؛ لذا فمَن يطرح ذلك بدون أدلّة يكون قطعاً من المنفّذين لمخطّطات المحتل، وجزءاً من الأجندة الاستكبارية العالمية و من الفعالين بالفتنة الطائفية.
      وما أودّ التأكيد عليه وجود عكس ذلك تماما، ومَن أراد ليراجع عملياتنا، ففي أحداث سامراء كانت بياناتنا وتصريحاتنا وتوجيهنا لإخوّتنا، وحثّنا باقي فصائل المقاومة بتوجيه سلاحهم للمحتلّ فقط وعدم حرف فوهات بنادقهم على بعضهم البعض، فهذا ما عمل عليه المحتل، وكلّ ذلك موثّق، وبخصوص المدنين فلدينا الكثير من العمليات المصوّرة التي تمّ تأجيلها أو حتى إلغائها؛ لمجرّد وجود مدني واحد أو بعض المدنيين بالقرب منها، وقد عرضنا الكثير منها في إصداراتنا السابقة.

      س/ سياسيّاً، كيف تقيمون علاقتكم بسماحة السيّد مقتدى الصدر، بعد الأنباء التي تتحدّث عن خلافات بينكم؟ وما سبب هذه الخلافات؟

      ج/ كنّا ولازلنا نَكنّ له الاحترام لنسبه، ونعتبره رمزاً سياسيّاً ووطنيّاً من رموز العراق، ومن الجدير بالذكر أنّ من أهمّ نقاط الخلاف بيننا (شرعية)، لكوننا نتّبع العقل والعلم والشرع ولسنا عاطفيين أو مجاملين بأمور ديننا و لتمسّكنا بوصية السيّد الشهيد الصدر وفتواه بوجوب الرجوع إلى الحاكم الشرعي الجامع للشرائط من بعده، ولكنّ سماحة السيّد مقتدى الصدر يعتبر وجوب الرجوع إليه باعتباره ابن مرجعنا السيّد الشهيد الصدر الذي نقلّده ونتّبع نهجه؛ ، وحاولنا أكثر من مرّة توحيد الصف وجَمْع الكلمة بما يُرضي الله ورسوله وِفق وصايا وتعليمات السيّد الشهيد محمّد الصدر قدّس سرّه الشريف، ولكن لم تلاقِ رسائلنا تلبيةً تُذْكَر.
      وبعد إطلاق سراح سماحة أمين عام عصائب أهل الحقّ الشيخ قيس الخزعلي، جاء سماحة السيّد مقتدى الصدر (إلى إحدى مقرّاتنا التي يستقبل فيها سماحة الشيخ الزوّار) زائراً للشيخ ومبارِكاً للنصر في تحريره، فدخل السرور إلى قلوب المؤمنين الصدريين في لَمِّ الشمل، وبعد ذلك قام سماحة الشيخ بمبادلة الزيارة، وزار سماحةَ السيّد في إحدى مقرّاته في قم المقدّسة، داعياً للوحدة ونَبْذ الخلافات والالتزام بتعاليم السيّد الشهيد قدّس سرّه الشريف بالرجوع إلى الحاكم الشرعي في كلّ الأمور، فلم يلاقي هذا الكلام قبولا من سماحةُ السيّد مقتدى الصدر ، وقال لسماحة الشيخ: لا بل ينبغي أنْ ترجعوا إليَّ في كلّ شيء، وإنْ شئتَ فاسأل الحاكم الشرعي والفقيه الذي لا نختلف عليه, و مَن يمثّلني هو السيّد مصطفى اليعقوبي بالذهاب معك إلى المرجع الديني اية الله العظمى السيّد محمود الهاشمي دام ظله لسؤاله بذلك، فقابل سماحةُ الشيخُ ذلك بالترحيب ولا زلنا ننتظر ان يحدد الموعد من قبل سماحة السيد مقتدى الصدر لتحسم المسألة بما يرضي الله ورسوله وفق تحكيم الحاكم الشرعي .

      س/ كيف تنظرون إلى دور المرجع السيّد السيستاني؟ وهل تعتبرون أنّه يدعم المقاومة؟

      ج/ لا يوجد أيّ موقف سلبي لسماحة المرجع السيّد السيستاني تجاه المقاومة، وله عامل استقرار مهمّ في القضايا التي تهمّ البلد.

      س/ ما هي بالتحديد عناصر التمايز بين العصائب وكتائب حزب الله وجيش المهدي؟ هل الخلاف عقائدي، أم سياسي؟

      ج/ من ناحية الأهداف قد نشترك في نسبة كبيرة بيننا، ولكن قد نختلف من ناحية طبيعة الإدارة والأسلوب في العمل والمتعلّقات الأخرى.

      س/ كيف تصفون علاقتكم بالحكومة السابقة؟

      ج/ نحرص دائماً على انهاء المشاكل مع جميع الجهات العراقية؛ لنتفرّغ فقط للاحتلال، ومن ذلك حرْصنا الجِدّي على علاقة طيّبة، خصوصاً بعد اعترافها بشرعية المقاومة وتبنّيهم هدف إخراج الاحتلال سياسيّاً.

      س/ إقليميّاً، كيف تنظرون إلى الدور الإيراني في العراق؟ وما هو موقفكم من دول الجوار العربية؟

      ج/ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها دور إيجابي وجيّد داخل العراق، وأمّا الدول العربية المجاورة للعراق فليسوا سواسية في ذلك.

      س/ أنتم متّهمون بأنّكم مدعومون من قِبل الجمهورية الإسلامية، ما هي طبيعة الدعم الإيراني لكم، وهل بالإمكان أنْ تشرحوا لنا كيف تحافظون على استقلالية قراركم في ظلّ هكذا اتّهام؟

      ج/ الاحتلال وراء مثل هكذا اتهامات قطعاً ، والهدف منه سياسيّ ؛ من أجل الإيهام بأنّ المقاومة لوجود الاحتلال في العراق، لا تنطلق من أهداف وطنية عراقية لتحرير العراق من المستعمر الدخيل.
      وأمّا الحديث عن استقلالية قرارنا، فإنّنا قد تشكّلنا في العراق ومن أجل تحريره، ونحن مَن اتّخذ هذه القرارات ووضع هذه الأهداف.


      س/ من أين تحصلون على الدعم لمجموعتكم المادّي واللوجستي (التدريب)؟

      ج/ أوّلاً أَودّ الكلام عن الدعم الشعبي المعنوي، خصوصاً وأنّ النفوذ الشعبي للمقاومة الإسلامية داخل العراق على مستوى واسع وكبير.
      وقد أنتج هذا النفوذ وعزّز الثقة بين شعبنا العزيز ومقاومتنا الشريفة، إذ تنزّهنا عن دماء العراقيين، وحتّى مع مَن نختلف معهم.
      والابتعاد عن الإضرار بالبُنَى التحتية للعراق.
      وكذلك لكوننا المُطالِبَ الجادّ والواقعي لتحرير العراق واستقلاله، والمضحّي بدمائه من أجل استرداد شرف العراق من أيدي المحتلّين.
      وإنّنا نمتلك الردود المناسبة على كافّة الأصعدة ضدّ الجرائم المتكرّرة للاحتلال في العراق، مِن قَتْلٍ وتعذيبٍ وانتهاكٍ للحُرُمات، وسرقةٍ للثروات منذ دخولهم إلى العراق، والاستخفاف بالشعب العراقي، وتنفيذهم لتلك الجرائم عَلَناً من غير رادع، ابتداءً من قَتْلهم لمجموعة من المواطنين العُزّل في مدينة العمارة/ قضاء المجر الكبير، وقلع عيون بعضهم، وتقطيع آخرين، وقطع أجزاء من أجسادهم والتمثيل بجثثهم، والتعذيب السادي الوحشي في مدينة البصرة، وكانوا يتبجّحون به ويفتخرون بقَتْلهم لضحاياهم بعد تعذيبهم.
      وكذلك حينما دخلوا إلى دار أحد كبار السنّ وقَتَلُوا ابنتَه وابنَه أمام عَيْنَيه، واعتقلوه وعذّبوه أشدّ العذاب.
      إلى الحادثة الأخيرة الدامية والفاجعة المؤلمة في مدينة علي الشرقي، حينما قاوموا باستهداف مواطنين مدنيّين عُزّل بصورة عشوائية وقَتْلهم ليُرِيْقُوا دماءهم الزاكيات، التي كانت امتداداً لدماء مَن قَبْلِهم.
      فقد سُقِيَتْ أرضنا بالعزّة والكرامة لتُنْبِتْ جنوداً أباة سيهزّون الأرض تحت الغزاة؛ ثأراً لأخوتهم, وهنيئاً لهم حيث نالوا الشهادة، وكانت تلك الجريمة من دون سبب يُذكر.
      وأمّا الجانب المادّي واللوجستي، فقد وفّر لنا فَسْح المجال أمام الكثير من الغيارى تحقيق المبتغى والمراد، حيث توجد الكثير من الجهات والأشخاص الأحرار الذين تفضّل الله عليهم ممّن يدعم جهود المقاومة، طَلَباً لمرضاة الله تعالى لا غير، ونتحفظ عن ذكر تفاصيلهم لدواع أمنية.

      س/ هل يوجد لديكم علاقات مع حزب الله في لبنان، في ظلّ المزاعم الأميركية بدور لهذا الحزب في العراق؟

      ج/ نحن حريصون على إيجاد علاقات طيّبة مع جميع حركات التحرّر في العالم، خصوصاً حزب الله المنصور .

      س/ من الملاحظ أنّ تنظيمكم السياسي غير حاضر بقوة كما هو حال التنظيم العسكري، هل هذا نتيجة قرار متخذ من جانب القيادة أم أنّ هناك أسباب أخرى؟

      ج/ بكل تأكيد أنّ ذلك قرار المرحلة.


      س/ ما هي رؤيتكم للعراق؟ كيف تريدونه؟

      بكلّ تأكيد إنّ عراق عليّ والحسين عليهما السلام وبلد الأولياء والصحابة رضي الله عنهم سوف لا يكون إلاّ حرّاً مُتّحِداً مستقلاًّ، رافضاً للظلم والظالمين، مُنتهِجَاً للرسالة المحمّدية الربّانية, عراقاً آمِناً مستقرّاً على كافّة الأصعدة، سياسيّاً وأمنيّاً، تتوفّر فيه الخدمات لشعبه الذي عانى الويلات والحروب, الشعب الذي نُهبتْ خيراته من محتلٍّ أجنبي، وقطعاً سيأتي اليوم الذي سنقيم فيه مهرجان التحرير الأكبر بسواعد المجاهدين المقاومين، وسنعيد بناء البُنَى التحتية لبلدنا التي خرّبها المستعمِر بنفس السواعد التي طهّرتْ أرضنا من دَنَسِهِ, وما نريده هو ذلك.
      islamtimes.org/vdcefe8e.jh8ooibdbj.html