وطن بلا مخدرات

    • وطن بلا مخدرات

      دأت ظاهرة تعاطي المخدرات بالانتشار بشكل كبير في السنوات الماضية بين أوساط الشباب مع زيادة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على الحالة النفسية للكثير من الشبان وتدفعهم للهروب من واقعهم المؤلم إلى عالم آخر يتناسون فيه آلامهم ولو لساعات ...
      وتشير آخر احصائيات وزارة الصحة إلى أنه يوجد حاليا في السجل الوطني لحصر حالات الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية 578 حالة مسجلة بدون الكحوليات ، هذه الحالات تم تسجيلها من خلال مراجعة المرضى المدمنين للعيادات النفسية في المناطق ، وهي لا تعكس الوضع الحقيقي للإدمان ، وهذا هو الواقع في كل من دول العالم ، حيث أن هناك مرضى يراجعون القطاع الخاص ، أو يسافرون للعلاج خارج السلطنة ، أو يقصدون العلاج الشعبي ، ولا يتم تسجيلهم .

      وشبان تائهون
      وهناك 3,4% من الحالات المسجلة هم من غير العمانينن ، وتشير الإحصائيات إلى أن 37,7 % من المرضى المسجلين هم من مستوى التعليم الإبتدائي و 20, 3 %هم من مستوى التعليم الإعدادي و7,5 %من مستوى التعليم الثانوي .
      قال بعض المتعاطين أنهم بدأوا في التعاطي في سن مبكرة ، حيث شكلت المرحلة الإعدادية الفارق الأهم في حياتهم ، والبداية غالبا ما تكون من المواد المتداولة والتي لها عدة مسميات محلية مثل (أفضل ، بامبراك ، نشوق) ، ويتطور الأمر بعد ذلك الى المواد المخدرة الأخرى ، وذلك مرده الى تأثرهم بأصدقاء السوء وحب التقليد.
      وعن طريقة حصولهم على المخدرات أكد بعض المتعاطين أنهم يجلبوها عن طريق بعض المروجين وذلك يتم بطريقة سرية جدا ، وبمبلغ لا يتجاوز 10 ريالات بالنسبة لمادّة الحشيش.
      بعض المتعاطين ترسخت في أذهنانهم أن هذه المواد المخدرة لا تؤدي للإدمان ، وهو ما دفعهم لتعاطي كميات كبيرة منه ، وهم الآن يشعرون بالندم ويحاولون إيجاد الحلول المناسبة للتوقف عنها.
      وتشير الإحصائيات أيضا إلى أن هناك 51 % من الحالات المسجلة هم من فئة غير المتزوجين بينما شكلت فئة المتزوجين ما نسبته 31 % من الحالات .
      وهناك 53,5 من المدمنين المسجلين هم من فئة الغير عاملين 36,7 %هم من العاملين بالقطاع الحكومي والأهلي .
      في مسقط
      وتعد محافظة مسقط من أكثر المناطق التي يكثر فيها تسجيل حالات تعاطي المخدرات ، حيث تم تسجيل حالات الإدمان فيها بنسبة 49% ، وتلتها منطقة شمال الباطنة التي تم تسجيل ما نسبته 18,5 % من حالات الإدمان .
      أما من ناحية عمر المرضى فلوحظ أن هناك تقارب واضح في نسب الفئتين العمرية من 21 إلى 30 سنة، و31 إلى 40 سنة ، وهي 36,6 % ، و36,3 على التوالي .
      أما مرضى الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية والذين تم علاجهم في وحدة علاج الإدمان بمستشفى ابن سينا ، لغاية نهاية 2007 ، فكان عددهم 658 ، وهذا العدد لا يشمل حالات الكحوليات .
      عصابات المخدرات
      وتقول الاخصائية النفسية والاجتماعية خولة الوهيبي من قسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس : انتشرت المخدرات بشكل كبير في الآونة الأخير بين الشباب نتيجة للفراغ والملل والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها بعض الأسر العمانية ، كما أن الشباب لا يجدون صعوبة في الحصول على المواد المخدرة ، لأن عصابات المخدرات منتشرة كثيرا في السلطنة ، خاصة تلك التي تأتي من دول آسيا ، فنحن المعبر الوسط إلى بقية الدول الخليجية ، وهذا الأمر يشجع العديد من الشبان على البدء في التعاطي ، خاصة عندما يحاط الشاب بأصدقاء السوء وعندما تكون لديه رغبة وفضول في التجريب ، مما يجعل من الصعب ترك هذه المواد لأنه يشعر بنشوة عند التعاطي ، ولا يمكن للمتعاطي أن يتوقف بشكل مباشر عن هذه المواد .
      وتضيف خولة : عصابات المخدرات تستهدف بالدرجة الأولى الشبان الذين ينتمون إلى عائلات غنية وأصحاب المراكز الاجتماعية الكبيرة ، حيث تخاف هذه الأسر من الفضيحة ، فيضطرون إلى دفع الأموال التي يريدها هولاء المروجون مهما كانت كبيرة ومكلفة .
      بانتظار العلاج
      الجدير بالذكر أن الجهات المختصة ، وفي إطار سعيها لمعالجة المتعاطين تقوم بعمل رحلات علاجية للخارج للراغبين في العلاج ، وتتحمل هذه الجهات معظم النفقات وتستمر الرحلة لعدة أسابيع ، يعود بها المتعاطي ليمارس حياته بالشكل الطبيعي.
      وأكدت مصادر من شرطة عمان السلطانية أنه لا يوجد في السلطنة مركز تأهيل متخصص لمعالجة هؤلاء المدمنين ، وأضاف المصدر : كانت شرطة عمان السلطانية ترسل هؤلاء المدمنين للعلاج على نفقتها الخاصة ، وتم علاج الكثيرين منهم من الإدمان ، ولكن مع انتشار هذه الظاهرة فإن الشرطة غير مسؤولة عن معالجة كل هؤلاء المدمنين ، فدورها يقتصر على حماية أمن المجتمع ، والقبض على العصابات التي تنشر هذه المواد .
      ولا تقف أزمة المخدرات عند آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم، بل تمتد تداعياتها إلى المجتمع ، فهي تكلف الحكومات أكثر من 120 مليار دولار ، وترتبط بها جرائم كثيرة وجزء من حوادث المرور، كما تلحق أضرارا بالغة باقتصاديات العديد من الدول مثل تخفيض الإنتاج وهدر أوقات العمل، وخسارة في القوى العاملة سببها المدمنون أنفسهم والمشتغلون بتجارة المخدرات وإنتاجها،وتؤثر هذه الظاهرة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد ، حيث يشكل الشباب حوالي نصف أعداد السكان وتعتمد السلطنة على هذه الفئة بشكل كبير في مختلف المجالات والقطاعات ، وهو ما يشكل عبئا آخر يضاف إلى مشكلة الفقر والبطالة التي تؤرق بعض الأسر العمانية .
    • تسلم حمودي الله يبعد شبح المخدارات عن وطنا الحبيب
      "سبحان الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات وعدد السكون"
      "اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمنا وعافنا وأعفو عنا جميعا"
      "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"