مسقط - عبدالرزاق الربيعي

أصدرت الكاتبة العمانية السيدة غالية آل سعيد رواية جديدة بعنوان "جنون اليأس" عن 'شركة رياض الريس للكتب والنشر' ـ بيروت وذلك بعد صدور ثلاث روايات "أيام في الجنة" و"صابرة وأصيلة" و"سنين مبعثرة".

وأهدت الرواية -التي تقع في 400 صفحة من القطع الوسط -إلى الراقصين على حافة الجنون قبل وقوعهم الأبدي في نفقه المظلم وقد استثمرت الكاتبة نصوصا متفرقة من دواوين الشاعر العراقي عدنان الصائغ وقد وظفت النصوص توظيفا فنيا لتعكس الحالة الداخلية لأبطال الرواية فحين تقول "لم يمنعه النجاح الباهر الذي حققه من اتباع نمط حياة رتيبة يسير كل يوم على ذات المنوال" فإنها تستعير نصا للصائغ من ديوانه "غيمة لصامغ" من أنت؟

طاولة تتنقَّل بين الدوائر

مملوءةٌ بالهوامش

كانت خطاك سماء

فمن ضيق الخطو

ها أنت ـ في أول الصبح ـ تصعد للرفِّ

- في آخر الظهر ـ تهبط بين الأضَابِير

نحو صهيل الشوارع منكفئًا

يتعقَّـبـك الندم ـ الظل..

أبطال الرواية التي تدور أحداثها بلندن الطبيب الناجح نديم نصرة المتزوج من 'مورين' ومليحة المرأة العربية زوجة نافع صديق أخيها عبدالواحد. والزوج الخائب نافع.

مليحة عانت الويلات من ظلم المجتمع الذكوري في بلدها وزوّجها أخوها غصبا عنها وهاجرت مع زوجها نافع العاطل عن العمل والذي خدعها أهلها على أنه رجل أعمال ناجح. في أحد المطاعم تجمع الصدفة بين نصرة، ومليحة، ونافع.

وتبع ذلك علاقة صداقة تحولت سريعا إلى علاقة حب مجنونة بين د.نديم ومليحة فتحول الطبيب ورب الأسرة الهادئة إلى عاشق ولهان وهكذا تتلاحق أحداث الرواية ود.غالية درست في مدارس المملكة المتحدة وجامعاتها وتوجت دراستها بالحصول على درجة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة ورويك وكرست وقتها للكتابة الأكاديمية والأدبية والفنون وشاركت في العديد من المؤتمرات التي عقدت في مدرسة لندن للدراسات الشرقية والافريقية وجامعة ليدذ مع اهتمام بالمؤتمرات التي تنظمها الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط عن شخصيات روايتيها "أيام في الجنة" و"صابرة وأصيلة".

تقول د.آسية بنت ناصر بن سيف البوعلي "إن الأحاسيس قد توفرت فيها السمات الجمالية، متمثلة في شعور الشخصيات بالرومانسية، بمفهومها الواسع، وفي الرغبة في التغيير للأفضل، تلك الرغبة التي أتت في شكل خيال وأمنيات وتأملات شاردة وأحلام يقظة، وجميعها يعبر عن عالم الشخصيات الروحي. كما أن سمات الجمال في أحاسيس شخصيات يتسم بعضها بالقبح في مظهرها الخارجي، لم تأتِ باعتبارها ضدًا للجمال، بل نوعًا من أنواعه، بما تركته من متعة وانطباع جميل. كما أن القاسم المشترك في سمات القبح في أحاسيس الشخصيات الذكورية، لا سيما الرئيسية منها، هو الأنانية والشعور بالنرجسية والأنا المتضخمة والشعور بالنقص، وإن اختلف نوع النقص ودوافعه وسبل تكملته. كما أن القاسم المشترك بين الشخصيات النسائية هو الشعور بالضعف، مع اختلاف صوره وأسبابه إن النص قد ركز على سمات الجمال في فكر الشخصيات النسائية، مؤكدًا أن هذه الشخصيات لا تفتقر إلى الوعي والإدراك، فطريًا كان أم مكتسبًا. كما أن النص في إبرازه سمات القبح في فكر الشخصيات، الذكورية منها والنسائية، قد هدف إلى المكاشفة، بغية إدراك جذور القبح، ودوره الحقيقي، والنضال ضده".

أكثر...