الإسقاط النفسي على الآخرين

    • الإسقاط النفسي على الآخرين

      ما هو هذا التويت؟ ولمن؟ 0
      1.  
        ماذا أختار؟ (0) 0%
      2.  
        من؟ (0) 0%
      3.  
        ولماذا؟ (0) 0%
      4.  
        أستخدموا ما هو مسموح لديكم،فأنا مبتدي! (0) 0%
      الإسقاط النفسي على الآخرين

      الإسقاط طبقا لمفاهيم التحليل النفسي هو إلصاق ما في داخل الإنسان من سلوك أو صفات أو رغبات أو مشاعر أو دوافع أو اتجاهات أو أشياء أو أفكار إلى غيره من الناس ، وإسقاط ما في نفسه من سلبيات وعيوب على الآخرين ، وذلك باتهامهم بها ، وهي توجد في الحقيقة فيه ينسبها لهم ويحملهم المسوؤلية عليها ؛ ليتبرأ منها ويسقطها من نفسه ، كأن يغار منك أو يحقد عليك فيقول أنك تغار منه أو تحقد عليه ، فينفي منه الغيرة والحقد ليرميهما عليك ، إذ يرى ما يكرهه في نفسه متمثلا في غيره، وبهذا تكون عملية الإسقاط مريحة له نفسيا تخفف من وطأة الشعور بالذنب والإحساس بالنقص لديه، فكم من أناس نعرفهم يلقون بصفاتهم غير المقبولة اجتماعيا على غيرهم ؛ محاولة منهم لتنقية شوائب ذواتهم، وإزالة الصدأ المتراكم عليها فيترجمون المواقف وفق أهوائهم وعلى حسب رغباتهم وأمزجتهم تبعا لما تبرزه أحاسيسهم لا كما هو في الحقيقة، فنرى مثلا إنسانا فاشلا في حياته العاطفية نتيجة لضعفه أو صدمة تلقاها من يد من يحب ، ولدت لديه عقدة نفسية جعلته لا يؤمن بشئ اسمه الحب فصار يرى نهاية كل علاقة عاطفية حتما التلاشي والفشل ، فنراه يسعى حثيثا لتحريض غيره من اجل أن يقطع علاقته مع من يحب ؛ معللا ذلك أن هذه العلاقة ليست سوى حرق أعصاب ووجع رأس ، وأن هذا الحب مجرد خدعة بدايتها وهم ونهايته سراب ، فيمزج إدراكه الشخصي مع تأويله فيخلط حكمه على الآخرين من خلال حكمه على نفسه ؛ وما ذلك إلا صورة من صور التعويض الفاشل النابع من شعور بعيب ما والناتج من الأفكار والتصرفات المرفوضة المستهجنة رغبة منه في خلعها مع تيقن ثبوت وجودها في نفسه ؛ ليتخلص منها مسقطا اياها ؛ لكي لا يتضاعف إحساسه بالذنب أو بالفشل، فهو فهو يبحث عمن يشاركه ذنبه أو عقدته ، فاحذر عزيزي القارئ من أن تخضع لقناعة ليست قناعتك ، أو يحاول احد ما هز الثقة بنفسك ، أو تترك له فرصة النيل منك ؛ ليحطم معنويات روحك ، أو أن تدعه بأساليبه البارعة الخبيثة يضغط عليك أو يستغل طيبتك ؛ ليجعلك طوع يديه لتلبي له ما يريد ؛ لأن هذا الصنف من البشر يطلق عليه أعداء النجاح فيريد أن يحط من قدر نفسك ويحبط وثوبك وتقدمك فيكره لك النجاح لأنه يفقده وكما قيل ( فاقد الشئ لا يعطيه ) ويظهر لك بوجهه مرتديا أقنعة كثيرة متقمصا شخصيات عدة قادرا على تأدية أدوار كثيرة فيكون ماهرا في أسلوبه وحواره معك قادرا بذلك على تكريس ثقتك به وتطويق عنقك بكذبه وخداعه مستغلا سذاجتك، لدرجة انك لا تستطيع به إدراك خبث نفسه المتلونة كالحرباء ، ولا من اكتشاف حقيقته المصطنعة المزيفة؛ لأن اكتشاف مثل هذه الشخصية يحتاج إلى براعة وفهم وخبرة وإدراك ووعي عميق لنفسية الناس ؛ لإجادة أسلوب التعامل معهم ودراسة أفكارهم وتحليل نفسياتهم، فقد اثبت علماء النفس والاجتماع أن من أهم نقاط النجاح في شخصية الإنسان في الحياة ومن أقوى عوامل تقدمه قدرته على فهم الناس ومعرفته بهم معرفة صحيحة وهذا ليس بالأمر الهين والسهل بل يحتاج إلى جهود وخبرة وعلم ومعرفة نظرية وتطبيقية وواقعية .



      . [/B][/SIZE][/SIZE][/COLOR]