( امـــرأة .. تسْـكُن في خـــواطري !! )
عندما أبدأ في كتابة خاطرة وأنتهي منها أرى طيف امرأةً يتلألأُ بين كلماتي وحروفي ، مثلما تتلألأ النجوم في السماء!
ذات مرة بدأتُ في كتابة عنوان لخاطرة ، ورأيتُ ابتسامةً تشرُق في بداية العنوان مثلُما تشرُق الشمسُ في
بداية الصباح ، فـَ هاجتْ قريحتي ، وتنافستْ كلماتي في وصف تلكم الضّحكةُ البريئةُ الساحرة!
في عيّنيها تسكُن حُروفي ، وفي ابتسامتُها أرى كلماتي ، وفي خدّيها تنسابُ أعذب قوافي الشّعر ، ومن رِمّشها وكحل عيّنيها
استمدُ الحِبر ، وفي شفتيها أرى بحوراً من الشّعر والخواطر ، أستمدُّ كلماتي من ملامح وجهها الجميل ، ومن
ابتسامتُها البريئة تتدفق أعذب الكلمات !
في خواطري أرى ملامُح وجه امرأة يسكُن فيها ، رأيتُها شمعةً تُضيءُ حياتي ، رأيتُ أملاً يمُدَّني في الكتابة،
وحِبراً يصفُ حبيبتي التي تسكُن في خواطري!
****
كُلَّ من قرأ خواطري سألني لمنْ تكتُب؟! من هي مُلهِمتك؟! لما خواطِرُك يكتنفُها الغُموضّ؟! سأُجيبُ الآن : في خواطري
تسكُنْ امرأةً لا تراها إلاَّ عيوني ! لستُ شاعراً ولا كاتباً هذا اعتراف صريح مني ! ولكنْ حين ألعبْ بالقلم
مع الورقة تظّهُر لي ملامُح وجهها في أول كلمةً أكتِبٌها!
يُصيبٌني الذُّهول وتطرٌق الكلماتُ قلبي وتتحرك يديّ لـِ تُمسِك القلم ويبدأ في وصف تلكم الملامُح التي رأيتُها !
في خواطري تسكُن امرأةً لا تراها إلاَّ عيوني ، ولا يفهمُ كلماتي إلاَّ (هي) ! في حرفي غموض لا يفكُّ
شفرته إلاَّ ( هي ) ! في كلماتي لُغّز لايملُك مُفتاحه إلاَّ ( هي)! في خواطري حُبّ وعشق
لا يشعُر به إلاَّ (هي) ! في خواطري انتظار
وشوق ولهفه لا ينطفئ إلاّ بظهورها !
*******
(هي) مُلهمتي ، هي من جعلتني شاعراً وكاتباً ! هي من عشقها قلمي قبل قلبي ! وعشقتها روحي قبل عيوني !
هي الأصل ومن حولها فروع ! هي من عزفتْ على قلبي أجمل أنغام الحروف والكلمات ! سَكَنتْ في
خواطري قبل أن أسكنُها في قلبي ! عشتُ معها قبل أن تأتي للعيش معي ، سمّيتُها "الأمل"
قبل أن أعرف اسمٌها، وهي "الأمل" في حياتي ! (هي)
من ابتسمتْ الآن حين ذكرتُ اسمُها !
(هي) من أقشَعرّ جسدُها حين أدركتْ بأنها سكنتْ خواطري ، وبأن كلماتي هذه كٌتِبتْ لها ..
*****
لا يَهُمَني إن غُمَّ عليكُم فهم ما أكتبهُ (لها) ، لا يَهُمَني أن تعرفوا من تلكم المرأة التي تسكُن في خواطري ، لا يَهُمَني إن قُلّتم
بأن خواطري يكتنفُها الغُموضّ ، ولكن يَهُمَني أن تستمتعوا بما أنثرهُ لها من حروف!
يَهُمّني أن أطربكم بأحلى الكلمات ، يَهُمَني أن أُغرقكم معي في خواطري وأشعاري
وأن نُبحر معاً في كلماتي بدون مجاديف !
******
(هي) امرأةً سكنتْ خواطري فـَ انولدتْ كلمات وحروف لم ينطِقُها شاعر ، ولم يكتُبها كاتبْ (!) بل نطقها قلبي وترجمها قلمي !
في كُلَّ مرةً أنظُر إليّها يتجدّد شباب الحُبَّ في قلبي ، ويزداد شوقي إليّها وتذوب الكلمات في لساني !
أنظُرفي عيّنيّها أقرأُ مُستقبلي وما يكنّهُ قلبُها لي! في عالمُها أتوه وألزم الصمّتَ ،
وأترُك خواطري تتكلم بلسان حالي ، وتُعبّر عن مايحتويه قلبي لها!
******
(هي ) وَحدها من تفهم كلماتي وحروفي وخواطري ! لأنها هي من جعلتني كاتباً وشاعراً ، فـَ جلعتُ كُلَّ حرف أكتبه في
خواطري مرآةً تعكُس جمالُها وحُسنها (!) فـَ سكنتْ خواطري بدون أن تأخذ الأذن مني ، ! فـَ أسكنتُها في خواطري
وقلبي وفي كل جُزء من منظومة جسدي ..
عاشق الأمل