بسم الله الرحمن الرحيم
إذا ما نظرنا إلى الرسالة الإسلامية فإننا نجد بأن الإسلام عبارة عن تشريع وما يتعلق بهذا التشريع من علاقات إنسانية ، وأخلاق وما تستند إليه من الركائز والمقومات النظرية ، و"ميدان للبحث الفلسفي في مشكلات الوجود والمعرفة المجردة " وهي ما يُعبر عنها بالعقيدة.
والإسلام ليس دينا قاصرا في خطابه على الفرد ، لا .. بل هو خطاب عام يشمل الفرد والجماعة على السواء ، فهو دستور على درجة متكاملة من المعرفة فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وتناولها ، ولم يغادر جزئية أو كلية إلا وشملها ، سواء بالنص الظاهر أو بالدعوة الضمنية للإجتهاد ، وأكرر .. الإجتهاد .
ولما كان الإسلام يُعني في حقيقته بالدعوة إلى البحث العلمي والإبداع دعوة واضحة ، سواء في المجال السياسي أو التشريعي أو الإقتصادي أو أي قطاع من قطاعات الحياة ومجالاتها المختلفة ، فقد كان ذلك كافيا لأن يدفع بخصومه إلى التصدي لهذا الإسلام ، فظهرت التيارات الفكرية المبطنة ، وبدأ الزحف الجرثومي يحبو نحو الشرق ، يقول كونستانتان جيورجيو " إن هذا الإنبهار الآلي سيعقبه اعتراف بالموهبات الإنسانية ، وسيشرق هذا النور العظيم من الشرق ولا شك " .
ورغم شهادة الخصم هذه ، فقد اغتر كثير من الناس بالفلسفة الغربية في تحصيل العلوم ، فانساقوا خلفها كما تـُساق النعاج الضالة ، فماذا حصل ؟ عادت أمة " لا إله إلا الله " إلى النظرية السفسطائية التي تقوم على مبدأ الوصولية والبحث عن السلطة والنفوذ وتأمين مصلحة الذات ، فصار الإنسان مقياسا للوجود حاضرا كان أم غائبا .
قبل أن أواصل .. أقول : عملا بمذهب أشياخنا واعترافا منا بجميلهم ؛ فإنه لا ينبغي أن يُصار إلى فهم التعميم فيما أقول ، فالواقع يخصص ما نعممه ، ويرفض ما نقدمه ، ما لم يكن منسجما معه ، ومتجانسا مع مقتضياته ، فهو الذي يضاف إليه إضافة الجزء إلى الكل ، ومتى تباينت أحواله ، اضطرب تركيبه واختل ترتيبه ، وليس بخافٍ عن أحد تخصيص العقل لعموميات كثيرة ... ورب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ..
إن الأيادي الخفية التي كانت تضع المقادير المناسبة للخلطة الفلسفية لإخماد ألسنة اللهب وشواظها التي انطلقت من عقيدة المسلم الحق ، لم تعد خفية .. بل هي ظاهرة جلية ، لكنها صِـيغت ببريق الحداثة والمادية ، فكان الإتجاه الفكري الذي عُد خصما للكنيسة لتحريرها من الكهنوتية الدهرية ، هو ذاته سلاحا فاعلا لتحرير المسجد من أسر العبودية المطلقة ، والإنقياد الأعمى لذلك الظمأ الروحي !! .
ورغم فاعلية هذا السلاح ونجاحه ، إلا أن لعاب الفلسفة السياسية الجرثومية لا زال يسيل ، فكان لزاما أن يُصار إلى بناء قوىً ناطقة بلغة الإسلام تحطم ما يعجز ذلك السلاح عن تحطيمه ، فظهرت التعددية الدينية والتعددية المذهبية والتعددية القومية .
إن آلة التعددية الدينية رغم كفاءتها هي الأخرى ، إلا أن آلة التعددية المذهبية كانت أكثر كفاءة وفاعلية ، وقد صـيغت وفق أبجديات ذكية ، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، فظلت هذه الآلة تلاحق التاريخ أينما توجه منذ الأمس إلى اليوم وربما إلى الغد .
ومع ذلك .. فإن قفزة جريئة من محور هذه المنظومة الصاخبة إلى خارجها ، يمكن معها أن يعاد توظيف هذه الآلة بما يضمن كسر شوكة هذا البطر الفكري الزائف ، وذلك لن يتأتى ما لم يجد اليقين في قلب هذه الأمة محلا – وهي التي تعاني من التمزق والضياع ألوانا شتى - بأن العودة من جديد إلى الهوية الإسلامية هو المشروع الذي لا يزال أمر ولادته عسيرا ، وما ذلك إلا لضيق أفق في التصور الآدمي للكثير من القضايا ، وبناء عليه فلا يكفي - أيها الأخ الفاضل - أن تتحرك أذرع دعوية يمينا وشمالا ، ما لم تتصل هذه الأذرع بجسد واحد يضمها جميعا .
مجرد رأي – قد يكون هزيلا - لكن لن يفسد للود قضية إن شاء الله .
إذا ما نظرنا إلى الرسالة الإسلامية فإننا نجد بأن الإسلام عبارة عن تشريع وما يتعلق بهذا التشريع من علاقات إنسانية ، وأخلاق وما تستند إليه من الركائز والمقومات النظرية ، و"ميدان للبحث الفلسفي في مشكلات الوجود والمعرفة المجردة " وهي ما يُعبر عنها بالعقيدة.
والإسلام ليس دينا قاصرا في خطابه على الفرد ، لا .. بل هو خطاب عام يشمل الفرد والجماعة على السواء ، فهو دستور على درجة متكاملة من المعرفة فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وتناولها ، ولم يغادر جزئية أو كلية إلا وشملها ، سواء بالنص الظاهر أو بالدعوة الضمنية للإجتهاد ، وأكرر .. الإجتهاد .
ولما كان الإسلام يُعني في حقيقته بالدعوة إلى البحث العلمي والإبداع دعوة واضحة ، سواء في المجال السياسي أو التشريعي أو الإقتصادي أو أي قطاع من قطاعات الحياة ومجالاتها المختلفة ، فقد كان ذلك كافيا لأن يدفع بخصومه إلى التصدي لهذا الإسلام ، فظهرت التيارات الفكرية المبطنة ، وبدأ الزحف الجرثومي يحبو نحو الشرق ، يقول كونستانتان جيورجيو " إن هذا الإنبهار الآلي سيعقبه اعتراف بالموهبات الإنسانية ، وسيشرق هذا النور العظيم من الشرق ولا شك " .
ورغم شهادة الخصم هذه ، فقد اغتر كثير من الناس بالفلسفة الغربية في تحصيل العلوم ، فانساقوا خلفها كما تـُساق النعاج الضالة ، فماذا حصل ؟ عادت أمة " لا إله إلا الله " إلى النظرية السفسطائية التي تقوم على مبدأ الوصولية والبحث عن السلطة والنفوذ وتأمين مصلحة الذات ، فصار الإنسان مقياسا للوجود حاضرا كان أم غائبا .
قبل أن أواصل .. أقول : عملا بمذهب أشياخنا واعترافا منا بجميلهم ؛ فإنه لا ينبغي أن يُصار إلى فهم التعميم فيما أقول ، فالواقع يخصص ما نعممه ، ويرفض ما نقدمه ، ما لم يكن منسجما معه ، ومتجانسا مع مقتضياته ، فهو الذي يضاف إليه إضافة الجزء إلى الكل ، ومتى تباينت أحواله ، اضطرب تركيبه واختل ترتيبه ، وليس بخافٍ عن أحد تخصيص العقل لعموميات كثيرة ... ورب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ..
إن الأيادي الخفية التي كانت تضع المقادير المناسبة للخلطة الفلسفية لإخماد ألسنة اللهب وشواظها التي انطلقت من عقيدة المسلم الحق ، لم تعد خفية .. بل هي ظاهرة جلية ، لكنها صِـيغت ببريق الحداثة والمادية ، فكان الإتجاه الفكري الذي عُد خصما للكنيسة لتحريرها من الكهنوتية الدهرية ، هو ذاته سلاحا فاعلا لتحرير المسجد من أسر العبودية المطلقة ، والإنقياد الأعمى لذلك الظمأ الروحي !! .
ورغم فاعلية هذا السلاح ونجاحه ، إلا أن لعاب الفلسفة السياسية الجرثومية لا زال يسيل ، فكان لزاما أن يُصار إلى بناء قوىً ناطقة بلغة الإسلام تحطم ما يعجز ذلك السلاح عن تحطيمه ، فظهرت التعددية الدينية والتعددية المذهبية والتعددية القومية .
إن آلة التعددية الدينية رغم كفاءتها هي الأخرى ، إلا أن آلة التعددية المذهبية كانت أكثر كفاءة وفاعلية ، وقد صـيغت وفق أبجديات ذكية ، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، فظلت هذه الآلة تلاحق التاريخ أينما توجه منذ الأمس إلى اليوم وربما إلى الغد .
ومع ذلك .. فإن قفزة جريئة من محور هذه المنظومة الصاخبة إلى خارجها ، يمكن معها أن يعاد توظيف هذه الآلة بما يضمن كسر شوكة هذا البطر الفكري الزائف ، وذلك لن يتأتى ما لم يجد اليقين في قلب هذه الأمة محلا – وهي التي تعاني من التمزق والضياع ألوانا شتى - بأن العودة من جديد إلى الهوية الإسلامية هو المشروع الذي لا يزال أمر ولادته عسيرا ، وما ذلك إلا لضيق أفق في التصور الآدمي للكثير من القضايا ، وبناء عليه فلا يكفي - أيها الأخ الفاضل - أن تتحرك أذرع دعوية يمينا وشمالا ، ما لم تتصل هذه الأذرع بجسد واحد يضمها جميعا .
مجرد رأي – قد يكون هزيلا - لكن لن يفسد للود قضية إن شاء الله .