من وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

    • من وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

      إخوتي وأخواتي الأعزاء
      يسرني أن أقدم لكم في هذه الصفحة وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
      وهي تشمل خمس وخمسون وصية أقدمها لكم على حلقات.........فتابعوني

      الوصية الأولى
      فضل لا إله إلا الله
      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟
      قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصل على الحديث،، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه)
      صحيح رواه البخاري


      الوصية الثانية
      وصية عامة في التوحيد
      عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى اله عليه وآله وسلم يوما فقال: ( يا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظ، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم ان الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، جفت الأقلام ورفعت الصحف)
      صحيح رواه الترمذي


      وللحديث بقية ....... فانتظروني:) :) :)
    • الوصية الثالثة
      فضل طلب العلم

      هذه الوصية الشريفة تدل على شرف العلم جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وأن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثَوا دينارا ولادرهما و إنما ورثَوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر )
      صحيح رواه الترمذي


      الوصية الرابعة
      في فضل العلم أيضا

      وعن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر فقلت له: يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال : ( مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب )
      حديث حسن رواه أحمد والطبراني


      الوصية الخامسة
      فضل السجود لله

      عن معدان بن أبي طلحة رضي الله عنه قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة أو قال قلت : بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ( عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة)
      رواه مسلم


      و نلقاكم على خير$$f $$f $$f :) :)
      انتظروا بقية الوصايا :)
    • الوصية السادسة
      فضل الصدقة
      عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتا من سحت النار أولى به، يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها وغاد فموبقها، يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا)
      حديث حسن صحيح رواه ابن حبان



      وعن معاذ بن جبل قال : 0 كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فذكر الحديث إلى أن قال فيه ثم قال _ يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم _ : ( ألا أدلك على أبواب الخير؟؟؟ )
      قلت بلى يا رسول الله قال : ( الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)
      رواه الترمذي



      والبقية تأتي
      $$f $$f $$f
    • - بارك الله فيك أخي Max99 على إنتقائك لهذا الموضوع وهذه الوصايا الثمينة والتي لا تحتاج منا جهد للقيام بها فقط لنستغل هذه الفرص والأجر من الله كبير ، لكي نفوز بإذن الله تعالى بالدارين ( الدنيا والأخرة ) ولا ننسى الإخلاص في كل عمل نقوم به .

      بانتظار بقية الوصايا أخي الفاضل وبإذن الله تعالى في موازين حسناتكم
    • السلام عليك اخي ماكس
      هذا الموضوع انا بدات به ربما انك لم تلاحظ ذلك, بما انني بدات الوصية الاولى وقلت في نفسي سلكتب كل يوم وصيتين او ثلاثا لكن الظاهر انك قد سبقتني وكتبت اكثر مني
      لا استطيع ان اكمل موضوعي لانك ستكمل الوصايا.
      فقط اذا سمحت لي ان اشاركك في كتابة الوصايا ساكون شاكرة لك عل مشاركتك في كتابة هذا الموضوع.
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:البلوشية

      السلام عليك اخي ماكس
      هذا الموضوع انا بدات به ربما انك لم تلاحظ ذلك



      ==============================
      عذراأختي العزيزة فلم ألاحظ طرحك للموضوع:rolleyes:

      تفضلي على الرحب والسعة وشاركي بالموضوع :)
      يسعدني ذلك وجزاك الله خيرا$$f

      للعلم أختي العزيزه :
      03-02-2002 10:19 AM = طرح موضوعك

      23-01-2002 06:15 AM = طرح موضوعي
    • الوصية السابعة
      فضل ركعتي الضحى وصيام ثلاثة أيام من كل شهر

      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أووصاني خليلي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام)
      رواه البخاري ومسلم

      $$f $$f $$f

      سنتواصل معكم أنا والأخت العزيزة البلوشية:)
    • شكرا اخي ماكس على المشاركة في هذا الموضوع
      :)
      الوصية الثامنة
      صلاة التسبيح
      "عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: يا عباس يا عماه! الا اعطيك, الا امنحك, الا احبوك,الا افعل بك عشر خصال؟اذا انت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك: اوله وآخره,قديمه وحديثه خطاه وعمده,صغيره وكبيره,سره وعلانيته,عشر خصال:ان تصلي اربع ركعات تقرا في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة, فاذا فرغت من القراءة في اول ركعة فقل وانت قائم:سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر خمس عشرة مرة,ثم تلركع فتقولها وانت راكع عشرا,ثم ترفع راسك من الركوع فتقولها عشرا,ثم تهوي ساجدا فتقولها وانت ساجد عشرا,ثم ترفع راسك من السجود فتقولها عشرا,ثم تسجد وتقولها عشرا,ثم ترفع راسك فتقولها عشرا , فذلك خمس وسبعون في كل ركعة, تفعل ذلك في اربع ركعات, ان استطعت ان تصليها في كل يوم مرة فافعل,فان لم تستطع ففي كل جمعة مرة,فان لم تفعل ففي كل شهر مرة,فان لم تفعل ففي كل سنة مرة,فان لم تفعل ففي عمرك مرة"
      اخرجه ابو داوود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه.
    • الوصية التاسعة
      "سلوا الله العفو والعافية"
      عن ابي الفضل العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال:قلت يا رسول الله,علمني شيئا اساله الله تعالى, قال:"سلوا الله العافية فمكثت اياما, ثم جئت,فقلت: يا رسول الله علمني شيئا اساله الله تعالى, قال لي: "يا عباس يا عم رسول الله, سلوا الله العافية في الدنيا والاخرة".
      اخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
    • الوصية العاشرة
      فضل الصيام

      عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله مرني بعمل , قال : ( عليك بالصوم فإنه لا عدل له ) قلت يا رسول الله مرني بعمل , قال : ( عليك بالصوم فإنه لا عدل له ) قلت يا رسول الله مرني بعمل , قال : ( عليك بالصوم فإنه لا مثل له )
      رواه النسائي وابن خزيمة والحاكم$$f $$f $$f
    • وصية ولكن هل من مطبق

      عن أبي العباس عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما- قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال:
      لي يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك.
      إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.
      واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، و إن اجتمعوا على أن
      يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف))

      رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
      في رواية غير الترمذي: (( احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا))

      ولأهمية هذا الحديث ومكانته في قلوب العلماء العاملين اهتموا به شرحا واستخراجا لفوائده.
      ومن هذا المنطلق للقاريء الكريم أن يطلع على بعض شروحه وإليكم شرحه في حلقات ستتوالى إن أبقى الله في العمر بقية.
      والشرح مأخوذ من كتاب جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي.


      والأولى كيف يحفظ العبد ربه:

      وهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين حتى قال بعض العلماء تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه قلت وقد أفردت لشرحه جزء كبيرا ونحن نذكر هاهنا مقاصد على وجه الاختصار إن شاء الله تعالى.
      قوله صلى الله عليه وسلم :احفظ الله يعني احفظ :
      حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه وقال عز وجل: )هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (قّ:32-33) وفسر الحفيظ هنا بالحافظ لأوامر الله وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها.
      • ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله الصلاة وقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال )حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238) ومدح المحافظين عليها بقوله: )وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (المعارج:34) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة)) وفي حديث آخر ((من حافظ عليهن كن له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة))
      • وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم(( لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)).
      • ومما يؤمر بحفظه الأيمان قال الله عز وجل واحفظوا أيمانكم المائدة فإن الأيمان يقع الناس فيها كثيرا ويهمل كثير منهم ما يجب بها فلا يحفظه ولا يلتزمه.
      • ومن ذلك حفظ الرأس والبطن كما في حديث ابن مسعود المرفوع(( الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى)) خرجه الإمام أحمد والترمذي.
      • وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات وحفظ البطن وما حوى
      يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على ما حرم الله قال الله عز وجل: ) وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)(البقرة: من الآية235) وقد جمع الله ذلك كله في قوله: ) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الاسراء: من الآية36) ويتضمن أيضا حفظ البطن منإدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب.
      • ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل اللسان والفرج وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة)) خرجه الحاكم
      وأمر الله عز وجل بحفظ الفرج ومدح الحافظين لها فقال: )قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30) وقال: ) وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(الأحزاب: من الآية35) وقال: (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)) المؤمنون إلى قوله(( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أوما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)) النور
    • شرح حديث ابن عباس (2)

      تتمة شرح حيث ابن عباس ، ولشرح نقلته من شرح ابن رجب كما أسلفت وإليكم بقية الشرح :
      وقوله صلى الله عليه وسلم: (( يحفظك))

      يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)(البقرة: من الآية40) وقال((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)(البقرة:152) وقال: (( إن تنصروا الله ينصركم)) محمد.

      وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان:

      1- أحدهما حفظه له في مصالح دنياه :
      كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال الله عز وجل: (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)) الرعد، قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه، وقال على رضي الله عنه: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء؛ القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة. وقال مجاهد: ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك إلا شيئا أذن الله فيه فيصيبه .
      وخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث ابن عمر قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: (( اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهل ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي))
      • ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله فوثب يوما وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر .
      وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخا يسأل الناس فقال إن هذا ضعيف ضيع الله في صغره فضيعه الله في كبره.
      • وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما قيل في قوله تعالى وكان أبوهما صالحا الكهفأنهما حفظا بصلاح أبيهما، قال سعيد بن المسيب لابنه لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا هذه الآية: (( وكان أبوهما صالحا))ا وقال عمر بن عبدالعزيز: ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه وقال ابن المنكدر إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر ومتى كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال.
      • وفي مسند الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت امرأة في بيت فخرجت في سرية من المسلمين وتركت ثنتي عشرة عنزة وصيصتها كانت تنسج بها قال ففقدت عنزة لها وصيصيتها فقالت يا رب إنك قدضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإني قد فقدت عنزا من غنمي وصيصيتي وإني أنشدك عنزة لي وصيصيتي قال وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها ربها تبارك وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنزها ومثلها.
      وصيصيتها هي الصنارة التي يغزل بها وينسج فمن حفظ الله حفظه الله من كل أذى قال بعض السلف من اتقى الله فقد حفظ نفسه ومن ضيع تقواه فقد ضيع نفسه والله غنى عنه.
      • ومن عجيب حفظ الله لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من الأذى كما جرى لسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كسر به المركب وخرج إلى جزيرة فرأى الأسد فجعل يمشي معه حتى دله على الطريق فلما أوقفه عليها جعل يهمهم كأنه يودعه ثم رجع عنه.
      • ورؤي إبراهيم بن أدهم نائما في بستان وعنده حية في فمها طاقة نرجس فما زالت تذب عنه حتى استيقظ وعكس هذا أن من ضيع الله ضيعه الله فضاع بين خلقه حتى يدخل عليه الضرر والأذى ممن كان يرجو نفعه من أهله وغيرهم، كما قال بعض السلف إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي .

      2- - النوع الثاني من الحفظ وهو أشرف النوعين حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه فيحفظه
      في حياته من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه عىالإيمان

      قال بعض السلف إذا حضر الرجل الموت يقال للملك: شم رأسه قال أجد في رأسه القرآن، قال شم قلبه: قال أجد في قلبه الصيام، قال شم قدميه قال: أجد في قدميه القيام، قال حفظ نفسه فحفظه الله
      وفي الصحيحين عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمره أن يقول عند منامه: (( إن قبضت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين))
      وفي حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول: (( اللهم احفظني بالإسلام قائما، واحفظني بالإسلام قاعدا، واحفظني بالإسلام راقد. ولا تطمع في عدوا ولا حاسدا ))خرجه ابن حبان في صحيحه
      وكان النبي صلى الله عليه وسلم يودع من أراد سفرا فيقول: (( استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك))
      وقال صلى الله عليه وسلم: (( إن الله إذا استودع شيئا حفظه)) خرجه النسائي وغيره.
      وفي الجملة فإن الله عز وجل يحفظ المؤمن الحافظ لحدود دينه ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ وقد لا يشعر العبد ببعضهاوقد يكون كارها له كما قال في حق يوسف عليه السلام :((كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )) يوسف، قال ابن عباس في قوله تعالى: (( إن الله يحول بين المرء وقلبه )) قال: يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار.
      وقال الحسن وذكر أهل المعاصي: هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم. وقال ابن مسعود: إن العبد
      ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له فينظر الله إليه فيقول للملائكة اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير بقوله سبني فلان وأهانني فلان وما هو إلا فضل الله عز جل وخرجه الطبراني من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل : ((إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر؛ وإن بسط عليه أفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغني؛ ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة؛ ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم؛ ولو أصححته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه؛ لكيلا يدخله العجب إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير))

      ونظرا لطول الشرح المذكو ر سيكون بقية الشرح في مرة قادمه إن شاء الله تعالى



      ********************************************************************
    • الوصية الحادية عشرة
      "فضل التوبة الى الله"
      عن الاغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ياايها الناس توبوا الى الله واستغفروه, فاني اتوب في اليوم مائة مرة"
      اخرجه البخاري
    • تكملة شرح حديث ابن عباس

      وقال صلى الله عليه وسلم:
      (( احفظ الله تجده تجاهك)) وفي رواية أمامك.
      معناه: أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه وجد الله معه في كل أحواله حيث توجه يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه
      ويسدده )إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128) قال قتادة:
      من يتق الله يكن معه ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل بل كتب
      بعض السلف إلى أخ له: أما بعد فإن كان الله معك فمن تخاف وإن كان عليك فمن ترجو.
      وهذه المعية الخاصة هي المذكورة في قوله تعالى لموسى وهارون : (قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)
      (طـه:46) وقول موسى: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62) وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم :
      لأبي بكر وهما في الغار(( ما ظنك باثنين الله ثالثهما )) فهذه المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ
      والإعانة بخلاف المعية المذكورة في قوله تعالى : ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى
      ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ
      الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة:7) وقوله: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) (النساء:108)
      فإن هذه المعية تقتضي علمه واطلاعه ومراقبته لأعمالهم فهي مقتضية لتخويف
      العباد منه والمعية الأولي تقتضي حفظه وحياطته
      ونصره فمن حفظ الله وراعى حقوقه وجده أمامه وتجاهه على كل حال فاستأنس به واستغنى عن خلقه كما في
      حديث أفضل الإيمان أن يعلم العبد أن الله معه حيث كان.
      وقد سبق وروي عن نبهان الحمال أنه دخل البرية وحده على طريق تبوك فاستوحش فهتف به هاتف لم تستوحش أليس
      حبيبك معك؟
      وقيل لبعضهم ألا تستوحش وحدك؟
      فقال: كيف أستوحش وهو يقول أنا جليس من ذكرني!!
      وقيل لآخر: نراك وحدك
      فقال: من يكن الله معه كيف يكون وحده
      وقيل لآخر: أما معك مؤنس؟؟
      قال: بلى .
      قيل: أين هو؟؟ قال: أمامي ومعي وخلفي وعن يميني وعن شمالي وفوقي.



      وإلى اللقاء- إن شاء الله - في المرة القادمة لتكملة سرد شرح بقية الحديث النبوي
      وأذكر أنه مأخوذ من كتاب جامع العوم والحكم – لابن رجب الحنبلي
    • الوصية الثانية عشرة
      "في اركان الاسلام"
      عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت :يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال :"لقد سالت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه, تعبد الله ولا تشرك به شيئا, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحج البيت, ثم قال:" الا ادلك على ابواب الخير ؟ قلت بلى يا رسول الله قال: الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار, وصلاة الرجل في جوف الليل, ثم تلا قوله تعالى :( تتجافى جنوبهم عن المضاجع) حتى بلغ يعملون".
      ثم قال:"الا اخبرك براس الامر وعموده وذروة سنامه" قلت :بلى يا رسول الله, قال:"راس الامر الاسلام, وعموده الصلاة, وذروة سنامه الجهاد" ثم قال:" الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله, قال:"كف عليك هذا واشار الى لسانه" قلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال :"ثكلتك امك, وهل يكب الناس في النار على وجوههم الا حصائد السنتهم".
      اخرجه احمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
    • يقل الله تعالى :
      ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )

      فاكرم بها من وصايا تلك التي تجهدون أنفسكم ـ اخواني الأكارم ـ على التنقيب عنها من كتاب الله تعالى وسنة الحبيب المصطفى لتوصولها لنا ، فقد حملتم أنفسكم جهدا ومشقة على انتقاء هذه الجواهر الحسان لتقلدوا بها صدور القراء ، فجزاكم الله خير الجزاء على ذلك وأعظم لكم الأجر والمثوبة اخواني : السيل الجرار وماكس والبلوشية

      وكما قال أخي ماكس : إنما هي ذكرى

      فعسى ان ينتفع بها القراء
    • الوصية الثالثة عشر

      في بر الوالدين

      عن أبي هريرة رضي اللع عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال : أمك، قال : ثم من ؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال : أبوك)

      رواه الشيخان



      وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة )
      رواه مسلم

      $$f $$f