العنف ضد الأطفال ، هل من قانون رادع؟؟؟
العنف ضد الأطفال
هو أي اعتداء جسدي، أو جنسي، أو سوء معاملة، أو إهمال يتعرض له الطفل من طرف أحد الوالدين أو من يقوم برعاية الطفل والتي تسببت في إيذاء حسي، أو معنوي للطفل، أو التهديد بإيذائه. الاعتداء على الطفل يمكن أن يمارس في البيت، أو في المنظمات، أو المدارس، أو في أي من المجتمعات التي يتفاعل فيها الطفل.
هناك ثلاث فئات رئيسية للاعتداء على الأطفال:
الإهمال ، الاعتداء الجسدي ، الاعتداء النفسي أو المعنوي .
الإهمال
يحدث إهمال الطفل عندما لا يوفر الشخص البالغ المسؤول عن رعاية الطفل والاحتياجات اللازمة للطفل سواء كانت
احتياجات المالية (عدم تقديم الطعام الكافي، والملابس، أو عدم الاهتمام بالنظافة والصحة العامة)،
أواحتياجات عاطفية (عدم توفير الرعاية وعدم إظهار المودة)
أواحتياجات تربوية (عدم توفير التعليم الكافي والمناسب)
أواحتياجات طببيه (عدم مداواته أو أخذه للطبيب).
وهناك أثار كثيرة للإهمال اللي يتعرض لها الطفل منها على سبيل المثال: عدم قدرة الطفل في التفاعل مع من حوله من الأطفال.
والجدير بالذكر أن الاستمرارية في رفض إعطاء الطفل حاجاته الأساسية يعد إهمال مزمن.
الاعتداء الجسدي
هو الاعتداء الجسدي الموجهة للطفل من قبل شخص بالغ. يمكن أن ينطوي الاعتداء الجسدي على اللكم والضرب والركل، والدفع والصفع والحرق، وإحداث الكدمات، وسحب الأذن أو الشعر، والطعن، والخنق، أو ربط وهز الطفل الذي قد يسبب متلازمة هز الرضيع، والتي يمكن أن تؤدي إلى الضغط المخي، وتورم في الدماغ، وإصابات المحوري المنتشر، ونقص الأوكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى بعض المشاكل مثل الفشل في النمو الجيد والقيء والخمول، والنوبات، وانتفاخ أو توتر فجوة رأس الجنين، وتغيير في التنفس، واتساع حدقة العين. و في بعض التشريعات، يعتبر نقل السموم إلى الطفل عن طريق أمه (مثل الذين يعانون من متلازمة الكحول الجنيني) من أنواع الاعتداء الجسدي. بالإضافة إلى أن معظم الدول التي فيها قوانين مكافحة الإيذاء الجسدي تعتبر إلحاق إصابات جسدية أو تعريض الطفل لخطر الإصابة أو الوفاة أعمال غير مشروعة. في الواقع هناك اختلاف كبير في كيفية التمييز بين تأديب الطفل وبين الاعتداء الجسدي عليه حيث أن العادات الثقافية تختلف اختلافاً كبيراً وبالتالي لا يمكن في حالات كثيرة التمييز بين التأديب والاعتداء الجسدي بشكل واضح ومحدد. وبالتالي حتى في أوساط المهنيين، فضلا عن الجمهور الواسع، ليس هناك اتفاق على تحديد واضح لسلوك الإيذاء الجسدي لذلك هناك بعض من المهتمين بالخدمات الإنسانية يرون بأن العادات الثقافية التي تسمح بالعقوبة الجسدية هي أحد أسباب وجود الاعتداء الجسدي على الأطفال مما أدى بهم للقيام بحملات توعوية لإعادة توضيح هذه العادات الثقافية الخاطئة. يحدد العنف الجسدي بأنه " نمط سلوكي يتمثل بإحداث المسيء لإصابات غير عرضية بالطفل، والتي قد تكون بقصد فرط التأديب، أو العقاب الجسدي، أو انفجار المسيء لتصريف ثورة غضب ، أو إحداث متلازمة الطفل المعذب " . ولعل العنف الجسدي هو الظاهرة الأكثر وضوحاً في مجتمعنا الشرقي , حيث يأخذ الشكل التأديبي في معظم الأحيان , الأمر الذي أصبح عرفاً اجتماعياً , لدرجة أصبح من الطبيعي رؤية أباء يضربون أبنائهم في الأماكن العامة . الأمر يتعلق بمفهوم التملك لدى رب الأسرة , فالطفل ملك لأبيه , بمعنى أنه حر التصرف به , وكيفما يشاء ليحسن تربيته , وهذا الأمر هو ما يساعد في تفشي ظاهرة ضرب الأطفال من قبل ذويهم . عواقب الإساءة الجسدية تؤدي إلى حدوث عواقب عصبية مثل الإعاقات الدائمة نتيجة إصابات الرأس , والإساءة الجسدية تزيد احتمال معانات الأطفال من محاولات الانتحار والإصابات المفتعلة وتعذيب النفس , وحدوث كسور وخلوع وتشوهات .
الاعتداء العاطفي والنفسي
من بين جميع أنواع العنف يعتبر العنف العاطفي هو الأصعب تعريفاَ. قد يتضمن الشتم والسخرية والإهانة والهدم للانتماءات الشخصية والتعذيب أو القتل لحيوان أليف يخص الطفل أو الإفراط في الانتقاد والمطالب المفرطة والغير ملائمة والمنع عن الاتصال مع الآخرين أو الإذلال أوالنبذ الدائم. رد فعل ضحايا العنف العاطفي قد يكون بالنأي بأنفسهم عن المسيء إما بتحمل الكلمات المسيئة أو مقاومة المسيء بالتطاول عليه. العنف العاطفي قد يؤدي إلى تعطيل التطور السليم للعلاقات والميل لدى الضحايا لإلقاء اللوم على أنفسهم (اللوم الذاتي) على سوء المعاملة واكتساب العجز والسلوك السلبي المفرط. إن معظم الأطفال الذين يتعرضون لأعمال العنف , سبب لهم ذلك الأمر عقداً نفسية , مما خلق لديهم ردة فعل عكسية , مولداً في أنفسهم حب الجريمة وارتكابها عندما يكبروا , والبعض منهم يقدم على ارتكاب الجرائم برغم صغر سنه ,ونجد أن بعض المجرمين من تجاوز عمر الطفولة قد أقدم على ارتكاب جرائم مختلفة بدوافع غالباً ما تكون دفينة نتيجة لما تعرضوا له من أعمال عنف وشدة في طفولتهم , وغالباً ما يكون الهدف أو الغاية من جرائمهم إنما هو التخلص والانتقام لذواتهم . ويظهر العنف النفسي ضد الأطفال جلياً في اختلال نمو شخصية الطفل , وسلوكه اليومي , حيث تؤدي الإساءة العاطفية إلى سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية . وتكون النتائج الناجمة عن النقص العاطفي عند الأطفال سريرياً " بالتبول اللاإرادي عند الطفل , ونوبات غضب شديدة , إضافة لبعض السلوكيات الشاذة " وأن الحرمان العاطفي , والعنف النفسي عند الطفل يولدان " انخفاض احترام الذات , ويتسببان بمشاكل تعليمية , وحذر مفرط من الكبار " .
أشكال العنف :
عند الحديث عن العنف الذي يمارس ضد الأطفال فإننا نتحدث عن أشكال متعددة من العنف يمكن أن نوجزها في التالي:
1. العنف المنزلي:
وهو العنف الجسدي أو النفسي الذي يمارس ضمن إطار الأسرة الواحدة سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة، حيث لا يوجد أي قانون أو عرف اجتماعي يمنع الأبوين من ممارسة الضرب أو أي شكل من أشكال العنف الجسدي في إطار ما يتبنيانه من أساليب تربوية. وليس القصد بالضرب هنا الضرب التربوي (أو التأديبي كما يصطلح عليه البعض) وإنما العنف الجسدي كالضرب المبرح سواء باليد أو باستخدام أداة معينة. ورغم أن البعض يحاول إلصاق مثل هذا الفعل في الأسر غير المتعلمة أو غير المثقفة أو الفقيرة دون سواها، إلا أن ذلك غير دقيق، حيث تثبت الوقائع أن مثل هذه الممارسات تتم حتى بين الأسر المثقفة والمتعلمة وغيرها بدون استثناء ما يعكس وجود ثقافة تربوية غير صحيحة بوجه عام. كذلك هو الحال بالنسبة للعنف النفسي كالشتم والسباب والتقريع الحاد أو التعيير، أو الحبس في مكان مغلق كالحمام مثلاً لساعات طويلة، أو غير ذلك من أساليب التعذيب النفسي التي تضاهي أحياناً ما يتبدعه أكثر المجرمين والمعذبين تمرساً. كذلك من بين أشكال العنف المنزلي تقرير مستقبل الأطفال باختيار الدراسة أو العمل الذي قد لا يتناسب مع ميولهم وقدراتهم وكذلك إجبارهم على العمل وترك الدراسة وما إلى ذلك من أمور.
2. العنف المدرسي:
رغم أن المدرسة مؤسسة تربوية قبل أن تكون تعليمية إلا أن بعض الممارسات التربوية الخاطئة لا تزال تمارس فيها ضد الطفل. ويأتي على رأس هذه الممارسات الضرب المبرح والعقاب القاسي الذي قد لا يتناسب في بعض الأحيان مع حجم الخطأ الذي يرتكبه الطفل أو سنه. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نشر في تقرير في إحدى الصحف السورية في مطلع هذا العام أن إحدى المدارس الابتدائية في دمشق لا تزال تستخدم أسلوب الضرب "بالفلقة" للطلبة المشاغبين، وهو الأسلوب الذي ابتكرته الدولة العثمانية لتعذيب المسجونين. وقد طالعتنا الصحافة سواء المحلية أو العربية لحالات وصل فيها الضرب إلى حد التسبب في حدوث كسور أو رضوض أو نزيف لدى الطفل، بل إن بعض الحالات أدت إلى الوفاة. ومع ذلك، نجد أن إدارات المدارس تحاول التبرير ولا نسمع عن عقوبة رادعة توقعها الجهات الرسمية على مرتكبي هذه الجرائم. وفي الكثير من الأحيان يتسبب هذا النوع من العنف ضد الأطفال وبالأخص في مرحلة المراهقة أي في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى ظهور حالة من العنف المضاد لدى الطفل، فتبدأ معادلة العنف والعنف المضاد تبث سمومها الاجتماعية والأخلاقية وترمي بآثارها السلبية على العملية التربوية. كذلك من بين أنواع العنف المدرسي - كما هو الحال بالنسبة للعنف المنزلي - استخدام الشتائم والتقريع الحاد وجميع أشكال العنف النفسي. كما يضاف إلى ذلك التمييز بين الطلاب على أساس أن هذا ينتمي لأسرة بسيطة والآخر ينتمي لأسرة ذات سطوة ونفوذ. وهذا الأمر يصنف أيضاً ضمن العنف النفسي ضد الأطفال.
3. عمالة الأطفال:
رغم أن أغلب الدول تعتمد إلزامية التعليم بالأخص في المرحلة الابتدائية، إلا أنه لا تزال العديد من حالات التسرب من التعليم تسجل في جميع الدول. وتتفاوت نسبة التسرب من بلد لآخر تبعاً لعدة عوامل وظروف. وتتجه الغالبية العظمى من المتسربين من التعليم إلى سوق العمل بالأخص إذا كان هذا التسرب ناتجاً عن تأثيرات العامل الاقتصادي والفقر. وحتى في حال استمرار الطفل في المدرسة وعدم تسربه من التعليم، فإنه قد يتجه للعمل في فترة العطلة الصيفية بهدف تحسين الوضع المالي للأسرة. ويفضل بعض أصحاب الأعمال والتجار والحرفيون تشغيل الأطفال كما هو معلوم لسببين رئيسيين هما تدني مستوى الأجر وإمكانية السيطرة عليهم. وفي موقع العمل يتعرض الطفل لأشكال متعددة من الامتهان والإهانة والإجهاد، كما يتعرض للعنفين الجسدي والنفسي تحت ستار مصلحة الطفل تماماً كما هو الحال في المدرسة والمنزل. ويأتي سكوت الأهل على مثل هذه الممارسة ضد أطفالهم في الغالب من حقيقة الحاجة للعمل والقوت وخوف الأسرة من فقدان هذا الطفل لهذه المهنة. وحتى إذا لم يتعرض الطفل لأشكال العنف الظاهري سواء الجسدي أو النفسي، فإن مجرد تشغيل الطفل لساعات طويلة ، وإرهاقه بالأعمال التي تفوق قدرته وطاقته يعتبر اعتداءً صارخاً على الطفل.
4. العنف في الشارع:
ضمن هذه المنظومة الاجتماعية والأخلاقية، من الطبيعي أن ينعكس العنف الموجود في الإطارات الضيقة كالمنزل والمدرسة ومكان العمل على المجتمع بمفهومه الواسع، وتكون النتيجة بالتالي إمكانية تعرض الطفل لأي شكل من أشكال العنف من قبل الآخرين لاسيما مع افتقار هذا الطفل للحماية الكافية. كما أن ما يمارس ضد الأطفال من عنف ينعكس بصورة مباشرة على نفسياتهم حيث تتحول شخصية الطفل في هذه الحال إلى العدائية والعدوان وتتعزز في نفسه رغبة الانتقام من المجتمع المحيط، الأمر الذي يشجع على ظهور الجريمة.
5. العنف الجنسي (الاعتداءات الجنسية):
رغم أن حوادث الاعتداءات الجنسية على الأطفال أقل ظهوراً من أشكال العنف الأخرى، إلا أن ذلك لا يعنى بالضرورة قلة حدوثها وذلك لارتباط هذا النوع من الممارسات بالعار والفضيحة. وتندرج تحت هذا النوع عدة أنواع فرعية أخرى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
o الاعتداء على المحارم:
وهو أحد الأنواع التي بدأت تشيع في الآونة الأخيرة وبدأت مختلف وسائل الإعلام بتناولها، أو بالأصح بتناول ما يصل منها إلى حد الشياع. ومن أمثلتها اعتداء الأب على ابتنه والأخ على أخته والعم على ابنة أخيه وزوج الأم على ابنة زوجته، والعديد من الأشكال الأخرى. وليس هذا النوع من الاعتداءات مقتصر على البنات فقط وإنما يقع الأولاد ضحية له أيضاً.
o الاغتصاب:
ويقصد به الاعتداءات الجنسية من غير المحارم سواء على الأولاد أو البنات. وبكل أسف تعاني أيضاً هذه الظاهرة من الافتقار إلى الإحصائيات والأرقام الصحيحة.
o جرائم الشرف.
6. العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
ويقع العنف ضد هذه الفئة بصورة مضاعفة أولاً بسبب طفولتهم من جهة وبسبب ظروفهم الخاصة من جهة أخرى. ويندرج تحت هذه الفئة: o المعاقون. o الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعلم. o الأيتام. o المشردون. o الجانحون.
الحلول والإجراءات العلاجية للحد من هذه الظاهرة:
من خلال ما تقدم من حديث يمكننا أن نلخص الإجراءات العلاجية والوقائية للحد من هذه الظاهرة في التالي:
1. العمل على زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي والتعريف بحقوق الطفل وواجبات المربين.
2. وضع الأنظمة والتشريعات التي تضبط أسلوب التعامل مع الأطفال في المدارس.
3. محاربة ظاهرة عمالة الأطفال من قبل الدولة والمجتمع.
4. تعزيز الدور الإعلامي في محاربة هذه الظاهرة، وتسخير الأعمال الدرامية لخدمة مثل هذه الفرص.
5. تقنين العمل التطوعي ومتابعته.
6. وضع الحلول الناجعة لتسرب الأطفال من المدارس.
7. محاربة المغريات في المجتمع.
8. إيجاد وسائل الترفيه السليم والنافع.
9. تعزيز الحريات السياسية للابتعاد عن حالات الكبت السياسي التي قد تظهر في صور سلبية متعددة من بينها الاعتداء على الأطفال
هل من قانون رادع؟؟؟؟؟؟
وقد تم تطوير العقوبات المتعلقة بالاعتداء على الأطفال كإبعاد الطفل عن عائلته أو القيام برفع دعوى جنائية.
أرجو أن ينال أعجابكم
تقبلوا مروري
مروري أخوكم بقايا الوان
لا مكسب بلا آلم
NO PAIN.................NO GAIN