كيف تحصل على الولد الصالح

    • كيف تحصل على الولد الصالح

      بسم الله الرحمن الرحيم


      تربية الأولاد
      "في ضوء الكتاب والسنة"..
      تأليف:عبدالسلام بن عبدالله السليمان.
      تقديم: فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله...

      مقدمة:
      لقد أنعم الله على عباده نعما عظيمة،ومن أعظم النعم نعمة الولد الصالح،،فهو عمل صالح لوالديه في حياتهما وبعد مماتهما..
      وقد أهمل هذا الأمر كثير من الناس وخاصة في هذا الزمان مع كثرة الملهيات والشواغل والفتن،،وجهل الكثير منهم الهدي النبوي المعين في تربية الأولاد..


      ومن هنا سنبدأ بإرسال رسائل من هذا الكتاب لعلها تكون خير معين ومرشد للوالدين والمربين في تربية أولادهم...


      الأولاد نعمة من الله وهبة منه...
      الهبة : هي العطية بغير عوض..
      قال تعالى:
      ( لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ غڑ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ غڑ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49)أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا غ– وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا غڑ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)) [الشورى].


      قال ابن عطيه في تفسيره"المحرر الوجيز":
      بدأ سبحانه بذكر الإناث تشريفا لهن،،ليهتم بصونهن والإحسان إليهن،،،
      ويقول واثلة بن الأسقع رضي الله عنه:
      " إن من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر،،لأن الله بدأ بالإناث"...
      يمن المرأة،،أي: من بركتها وعلامة سعادتها في دنياها قبل الآخرة..


      الناس أربعة أقسام :
      قال إسحاق بن بشر: نزلت هذه الآية في الأنبياء ثم عمت :
      1-ف :لوط :أبو البنات لم يولد له ذكر..
      2-وإبراهيم صلى الله عليه وسلم أبو الأولاد لم يولد له أنثى...
      3-ومحمد صلى الله عليه وسلم ولد له الصنفان..
      4-ويحيى بن زكريا عقيم...


      التزويج في الآيه (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا)..هو الجمع بين البنين والبنات...




      الأولاد زينة وفتنة...


      1)...الأولاد زينة:
      (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا غ– وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) [الكهف: 46].
      2)....الأولاد فتنة:
      ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ غڑ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)[التغابن: 15] .


      بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب،،إذ أقبل الحسن والحسين يمشيان ويتعثران،،عليهما قميصان أحمران،،، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملهما،،ثم قال:
      (صدق الله،،"إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ"،،رأيت هذين الغلامين يمشيان ويتعثران؛ فلم أصبر حتى نزلت وحملتهما ).
      أخرجه أبو داود1109.. والترمذي3774 وهو في "مسند أحمد"..


      3)...قد يشغل الأبناء الوالدين عن طاعة الله:
      قال تعالى:
      (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ غڑ وَمَن يَفْعَلْ ذَظ°لِكَ فَأُولَظ°ئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) [المنافقون: 9].


      دعاء الأنبياء والصالحين بالذرية..:
      دعاء الأنبياء،،دعاء زكريا:
      قال تعالى:
      (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ غ– قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً غ– إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ )
      [ آل عمران: 38].


      ومن دعاء الصالحين :
      قال تعالى:
      (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) [الفرقان: 74]


      فائدة الولد الصالح :
      والولد الصالح نعمة من الله :
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
      صدق جارية؛؛ او علم ينتفع به؛؛ أو ولد صالح يدعو له"..رواه مسلم..


      وجوب تربية الأبناء على الصلاح :


      وعلى ذلك يجب على الآباء والأمهات العناية تربية أبنائهم على الصلاح،،لكي يكونوا عملا صالحاً لهم في حياتهم وبعد موتهم...
      قال تعالى:
      (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) [التحريم: 6].
      قال النبي صلى الله عليه وسلم :
      "كلكم راع ومسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في إهله ومسئول عن رعيته،،والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها،،والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته،،فكلكم راع ومسئول عن رعيته"..متفق عليه..


      يتبع
      • القرآن جنتي

    • الخطوات العملية لتربية الأبناء:

      1.نبدأ أولا بإصلاح النفس:

      (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ غڑ) الطور21.

      صلاح الأب والأم من أبرز الأسباب المعينه على تربية الأبناء؛ لأنهم هم القدوة.

      2.أختيار الأم( الزوجة (
      إن من يريد الثمار اليانعة يبحث عن الأرض الطيبة.
      قال صلى الله عليه وسلم :
      (تزوجوا الودود الولود فإني مكثر بكم الأمم) رواه أبو داوود.

      قال تعالى:
      (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)النساء34.
      القانتات:
      المطيعات للأزواج، يحفظن الأزواج في غيابهم وفي أموالهم وفي أنفسهم.
      ويمدح الرسول صلى الله عليه وسلم-ذات الدين فيقول :
      ((ألا اخبركم بخير مايكنزه المرء : المرأة الصالحة )) ..اخرجه الحاكم...

      جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو عقوق إبنه، فأحضر ابنه، وأنبه على العقوق،
      -فقال الأبن: أليس للولد حق على أبيه؟
      -قال: بلى.
      -قال: فماهو ؟
      -قال عمر :أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن.
      -فقال الابن :فإن أبي لم يفعل من ذلك شيئا، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني "جعل"، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحداً.
      -فالتفت عمر إلى الرجل وقال: أجئت تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك)).

      3.ذكر اسم الله عند الجماع :
      ومن الأسباب التي تعين على الوصول إلى الولد الصالح الدعاء عند الجماع.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      ((لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان،وجنب الشيطان مارزقننا ،فقضي بينهما ولد لم يضره ))متفق عليه.
      وفي رواية البخاري:
      "لم يضره شيطان أبدا"

      اختلاف العلماء في تعيين الضرر :
      "لم يضره شيطان أبدا"
      أنه لا يسلط عليه الشيطان من أجل بركة التسيمة...
      أنه لا يصرعه الشيطان.
      أن الشيطان لا يضره في بدنه.

      أما ابن دقيق العيد فيقول : "يحتمل ألا يضره في دينه أيضا ".

      من الأمور التي لها صلة بصحة الأولاد وتربيتهم

      4.ملاحظة الأم في أثناء الحمل:
      وذلك بعدم تناول مايضر الحمل، أو يسبب تشوه الجنين مثل:
      العقاقير والأدوية والأشعة.
      الأعمال الشاقة.
      التدخين من الأم أو الزوج.
      المخدرات والمسكرات(يولد الطفل مدمنا؛ لأن الجنين يتغذى بغذاء الأم).

      ((البشارة عند الولادة ))
      -إذا رزق المسلم بمولود فإنه يسن له البشارة عند الولادة.
      -والبشارة تكون بقدوم المولود عند ولادته.

      -قال تعالى: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى)ظ° مريم 7.

      ((سجود الشكر )):
      -وعند حصول النعمة يسن للمسلم أن يسجد لله شكرا،
      -وسجدة الشكر مشروعة، بل يتأكد استحبابها عند حصول النعمة أو اندفاع النقمة.

      -وهي سجدة واحدة مثل : سجدة التلاوة.


      -وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه مايسره خر ساجدا شاكرا لله تعالى.
      رواه أبو داود،وابن ماجه،وللترمذي.

      يتبع
      • القرآن جنتي
    • 5.فضل تربية البنات في الإسلام :

      - ياللأسف الشديد أن مايفعله بعض الناس من تسخط إذا بشر بالأنثى،
      -وهذا الفعل من أخلاق الجاهلية الذين ذمهم الله في قوله تعالى:
      }وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ }(59).النحل.
      وهكذا البنات قد يكون للعبد فيهن خير كثير في الدنيا والآخرة، ويكفي في كراهتهن أن يكره مارضيه الله له.
      وبعض الناس يعامل زوجته المسكينه معامله سيئة لأنها ولدت له بنتا، وربما هجرها أو طلقها أو أخذ يسئ إليها ويعيرها.


      الإسلام يجعل من تربية البنات طريق إلى دخول الجنة:
      روي عن جابر بن عبدالله ،فقال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
      "من كان له ثلاث بنات يؤويهن، ويرحمهن، ويكفلهن، ويزوجهن وجبت له الجنة ألبته، قيل: يارسول الله، فإن كانت اثنتين؟قال: وإن كانت اثنتين"اخرجه احمد في"المسند" ،والبخاري في "الأدب المفرد".




      7.سنة ( التحنيك).
      والتحنيك: هو أن تمضغ التمر، ثم تدلكه بحنك الصبي في داخل فمه.

      يروي أبو موسى الأشعري- رضي الله عنه- فيقول:
      " ولد لي غلام فأتيت به النبي -صلى الله عليه وسلم- فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة " رواه البخاري ومسلم.

      والتحنيك يكون عقب الولادة ويراد به أن يتمرن المولود على الأكل، ويقوى عليه.

      قال ابن حجر- رحمه الله-:
      (وأولاه التمر، فإن لم يتيسر فرطب، وإلا فشيءٌ حلو، وعسل النحل أولى من غيره ). فتح الباري


      .8 تسمية المولود والكنية الطيبة:

      إن من حقوق الابن على أبيه أن يحسن اسمه
      ففي الحديث عند أبي داود : " إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آباءكم، فأحسنوا أسماءكم ". رواه أبو داود

      وعن عائشة- رضي الله عنها- :
      أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يغير الاسم القبيح . "رواه الترمذي .

      وقال - عليه الصلاة والسلام- : " إن أحبّ أسمائكم إلى الله: عبدالله ، وعبدالرحمن ".رواه مسلم
      وذكر ابن القيم - رحمه الله-: أن للأسماء تأثيرًا في المسميات، وللمسميات تأثير على أسمائها في الحسن والقبح ، والخفة والثقل .زاد المعاد

      الكنية: ما صدّرَ بأبي فلان أو أم فلان.
      واللقب ما يُفهم منه وصفٌ معين، والأكثر أنه للذم، ولذا فالكنية كرامة حتى للصغير.

      وقد كنّى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عمير وهو صغير فيقول: ( يا أبا عمير ، ما فعل النغير (

      وقال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- : "عجلوا بكنى أولادكم حتى لا تسرع إليهم الألقاب السوء ". الآداب الشرعية لابن مفلح


      9.العقيقة ( النسيكة)
      ينبغي للمسلم أن يعق عن ولده، وهي سنة، ويرى بعض العلماء وجوبها، عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، تذبح يوم السابع، أو الرابع عشر ، أو الحادي والعشرين، أو أي يوم بعد ذلك.

      قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق ويسمى" رواه أصحاب السنن.

      واختلف في قوله: " مرتهن بعقيقته ".

      قال الامام أحمد: ( معناه أنه مات طفلًا ولم يعق عنه لم يشفع في والديه).

      أي تنشئته تنشئة صالحة، وحفظه حفظًا كاملًا مرهون بالذبح عنه.

      قال ابن القيم: ( فكانت العقيقة فداء وتخلصًا له من حبس الشيطان له وسجنه).

      وننبه على بعض الأمور:

      1.إن النسيكة مختلف في وجوبها، والأرجح (الوجوب ) للأحاديث التي تأمر بذلك، ولم يصرفها عن الوجوب صارف.
      2.إن لها أثرًا في تنشئة الطفل.
      3.إنها شكر لله عز وجل على ما أنعم به من نعمة الأولاد.
      4.إنها تشمل الذكر والأنثى
      ، كما في حديث أم كرز أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم
      -
      عن العقيقة، فقال -صلى الله عليه وسلم- :
      " عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، ولا يضركم ذكرانًا أو إناثًا " رواه أبو داود

      وهي بمنزلة النسك عند أهل العلم ،فلا يجوز فيها عرجاء، ولا مكسورة ، ولا مريضة، ولا عوراء، ولا يباع من لحمها شيء،ولا من جلدها، يأكل منها أهلها ويتصدقون ويطعمون.


      ومن السنن التي حثّ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- حلق الرأس.

      قال ابن القيم-رحمه الله-: قال أبو عمر ابن عبد البر: أما حلق رأس الصبي عند العقيقة فإن العلماء كانوا يستحبون ذلك.

      وعن علي- رضي الله عنه- قال: "عقّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحسن بشاة، وقال: يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة، قالت: فوزنته ، فكان وزنه درهما أو بعض درهم". رواه الترمذي

      يتبع
      • القرآن جنتي
    • : 10الرضاعة

      ينبغي للأم العناية بإرضاع المولود حتى الفطام ،والرضاع الطبيعي من الأم له أثر كبير في تنشئة الطفل وصحته،
      ويرشد الله سبحانه الأمهات أن يرضعن أولادهن سنتين كاملتين لمن أراد أن يتم الرضاعة،

      قال تعالى:
      } وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}

      لأن الطفل يستشعر حنان الأم في أثناء الرضاعة وهو بحاجة إلى ذلك.

      كما أن الرضاعة الطبيعية مفيدة للأم في صحتها للرحم بعد الولادة ، والجهاز الهضمي.

      كما أنالاسلام حرص على ذلك فأباح للأم المرضع أن تفطر في رمضان، إذا كان الصوم يؤثر في الرضاعة.





      ١١
      .
      الدعاء

      [B]مهما يبذل الوالدان من جهد في تربية أبنائهم إن لم يعنهما الله ويوفقهما سبحانه فلن يجنيا شيئًا
      .

      قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ ﴾ .

      ومن دعاء عباد الرحمن: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.

      وهاهو الخليل أبو الأنبياء - عليه الصلاة والسلام- يدعو لأبنائه : ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ.

      وقال: ﴿ رَ‌بِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِي

      وزكريا - عليه السلام- يدعو ربه :
      ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء


      وقال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ

      وقال الله عن امرأة عمران : ﴿ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَامِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.

      وفي الصحيحين أنالنبي -صلى الله عليه وسلم-
      كان يعوذ الحسن والحسين فيقول: " أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ،ومن كل عينِ لامة"
      ويقول: " هكذا كان إبراهيم يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق
      ".


      ويا للأسف الشديد إن كثيرًا من النساء ،
      وبعض الآباء بدل أن يدعو لأولاده إذا غضب دعا عليهم ، وعلى ذلك يجب تجنب الدعاء عليهم
      .

      يقول -صلى الله عليه وسلم- : " لا تَدْعُوا على أنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على أوْلادِكُمْ، ولا تَدْعُوا على أمْوَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ ساعَةً يسأل فيها عَطاءٌ فَيُسْتَجيب الله ". رواه مسلم.



      وكم من إنسان دعا لأولاده وتضرع في السحر، وناشد ربه - جل وعلا- سميع الدعاء ،
      مجيب المضطر ، فاستجاب الله دعاءه، وأصلح له ولده وَذُرِّيَّتِه ، فيجب تحري الأوقات المناسبة للدعاء
      .


      وعن أبي أمامة - رضي الله عنه- قيل: " يارسول الله ، أي الدعاء أسمع؟ قال؛ جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات".

      وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء".

      وتحرَّ أوقات الإجابة الأخرى كيوم الجمعة ، وفي أثناء السفر ، والصيام، ونزول الغيث .

      وابتعد عن موانع الإجابة كأكلالحرام ولبس الحرام.



      ١٢-تعليم الطفل كلمة التوحيد.

      فأول ما يبدأ الطفل بالنطق ينبغي للوالدين تعليمه كلمة التوحيد، فيلقن إياها.

      وكانت أم سليم تلقن ابنها أنسًا - رضي الله عنه- : " قل لا إله إلاالله ، قل: أشهد أن محمدًا رسول الله" وذلك قبل الفطام.

      وينبغي تكرارها أمامه، وبخاصة الأم وهي تلاعبه، فإذا تعودهاوبدأ يعقل شرحت له شرحًا ميسرًا يفهمه معناها .

      ويعلم أن الله واحد لاشريك له ، وأنه الخالق ، وأنه في السماء ، وعلى عرشه استوى،
      وأنه مطلع علينا، عليم بأحوالنا، يسمع ويرى، وأنه القادر على كل شيء


      ويعود التوكل على الله ، وأن الله هو الشافي ، وأن الواجب علينا محبته وعبادته،
      وكذلك يعلمه حب النبي -صلى الله عليه وسلم- وطاعته، ويذكر له شيئًا من أخلاقه وأوصافه
      .

      ويكرر عليهم: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ .
      وأين الله؟


      ويعلم حب الصحابة والصالحين، ويحفظ سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين.

      [/B]
      • القرآن جنتي
    • ١٤- ملاطفته ومداعبته :

      لا شك أن ملاطفة الطفل وملاعبته لها أثر كبير في نشأة الطفل النشأة السليمة، لأن اللعب جزء لا يتجزأ من حياته.

      فلا تستهن بلعب الأطفال فتصادم فطرهم وما جبلوا عليه، بل شارك الأطفال في لعبهم، وداعبهم ولاطفهم حتى يحبوك، ويأنسوا بك، ويسمعوا لنصحك وتوجيهك، فالله -جل وعلا- قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم- :
      {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }


      وقد كان -صلى الله عليه وسلم- خير الناس
      لأهله كما قال: (( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))

      وكان -صلى الله عليه وسلم- يلاطف الأطفال ويداعبهم، عن عبدالله بن الحارث -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفُّ عبدالله وعبيدالله وكثيرًا من بني العباس-رضي الله عنهم-، ثم يقول: (( من سبق إلي فله كذا وكذا)) فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم.

      وعن طريق اللعب تبث في الأطفال الأخلاق الحسنة كالصدق والأمانة وغيرها، وتحذرهم من الأخلاق الذميمة كالكذب ، والخيانة، والغش، والألفاظ البذيئة ونحو ذلك.



      ١٥- تطهير البيت من آلات اللهو والطرب:

      من الأمور المهمة والمعينة على تربية الأبناء تطهير البيت من آلات اللهو والطرب،
      والوسائل التي تعرض الفسق والفجور والكذب، فيخشى من تنزل الشياطين على هذه البيوت
      .

      وفي الحديث عن سالم عن أبيه قال: (( وعد جِبْرِيل النبي -صلى الله عليه وسلم- فراث عليه - أي تأخر- فاشتد ذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم- فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فلقيه جِبْرِيل فشكا إليه ما وجد، فقال جِبْرِيل : إنا لا ندخل بيتًا فيه صورة ولا كلب)).

      فكيف ببيوت كثير من المسلمين وما فيها من الصور، والوسائل التي تنقل الصور الفاتنة للرجال والنساء واللهو والطرب .

      أليس هذا مؤذن بتنزل الشياطين، وإبعاد الملائكة ؟!

      فهذا بيت النبوة لم يدخله جِبْرِيل لوجود الصورة والكلب، حتى أمر -صلى الله عليه وسلم- بالكلب فأخرج، والصورة فقطعت وسائد.

      والملائكة تدخل معها البركة والسكينة والطمأنينة.

      والشياطين يدخل معهم القلق والاضطراب والأمراض النفسية .



      ١٦- تحصين البيت بالقرآن والأذكار والصلاة فيه:

      فإن تلاوة القرآن لها أثر عظيم في تحصين البيت من الشياطين، ودخول الملائكة،
      ونزول الرحمة والسكينة والسعادة والراحة على أهل البيت وكذلك ذكر الله
      .

      ومن الأدلة على ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
      ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)).

      وعن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء)).


      يتبع
      • القرآن جنتي

    • تعويده بعض الآداب والأخلاق الطيبة:


      بعد الفطام يمتاز الطفل في هذه المرحلة :

      بصفاء الفطرة
      وحب التقليد والمحاكاة
      فلا تستهن بهذه المرحلة ،
      ولا تقل هو صغير لا يعقل .




      قد ينفع الأدب الأولاد في الصغر
      وليس ينفعهم من بعده أدب
      إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت
      ولا يلين ولو لينته الخشب




      فعوده:
      آداب الأكل،
      والنوم،
      والسلام،
      والأخذ باليمين والعطاء بها،

      وحمد الله إذا عطس وتشميت العاطس،وكذلك خلق الصدق والأمانة.
      عن عمر بن أبي سلمة، قال:
      كنت غلامًا في حجر النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك. قال: فما زالت تلك طعمتي)). * رواه البخاري



      وينفر من الأخلاق الرديئة:

      كالكذب،
      والأنانية،
      والغيرة من إخوانه.


      وَمِمَّا يجب على الوالدين (تحذير ) الطفل من الحرام، كما حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن من الأكل من الصدقة ، لأنه من أهل البيت، والصدقة لا تحل لهم .

      عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: (( أخذ الحسن بن علي - رضي الله عنه- تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال -صلى الله عليه وسلم- : كخ كخ، ارم بها، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة))
      عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه- : أنه رأى ابنًا له عليه قميص من حرير فشقه، وقال : (( إنما هذا للنساء)).


      فالواجب على الوالدين منع الطفل من الحرام ، فإنه إذا اعتاد الحرام في صغره ألفه في كبره، وصعب عليه التخلص منه.


      وعلى الأم تعويد البنت على الحياء والبعد عن الرجال الأجانب، ولبس الملابس الساترة، والبعد عن الملابس القصيرة التي ابتلي بها كثير من المسلمين.


      • القرآن جنتي


    • التربية من سن السابعة إلى الرابعة عشرة.


      وبعد أن يبلغ الطفل سن السابعة، وهذا السن أحسن وأخصب فترات التربية،
      وهو السن الذهبي للتعلم وبخاصة الحفظ؛ لخلو قلبه من الشواغل والأفكار التي يفكر بها المراهقون
      .

      وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعليم صغار الصحابة وهم في هذه المرحلة، فعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال:
      " كُنْتُ رَديف النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ"


      وقد عَلَّمَ النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن دعاء القنوت، فعنه -رضي الله عنه- قال: " علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهم في قنوت الوتر ....." . وعمره إذ ذاك أقل من عشر سنين، لأنه ولد سنة ثلاث من الهجرة.

      1.الصلاة

      قال -صلى الله عليه وسلم- : " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".


      فالواجب على المربي أن يأمر في هذه السن ابنه بالصلاة، ويرغبه فيها، ويبين فضائلها وفوائدها، وعقوبة تاركها.


      فإذا تربى على حب الصلاة ومراقبة الله نشأ طاهرًا تقيًّا صالحًا بإذن الله، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإهمالها والتساهل فيها ضياع أيما ضياع، ولا تربية ولا صلاح بعد إضاعة الصلاة، قال تعالى:{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ}.



      ٢.- تعليمه القرآن الكريم:

      فإذا أردنا الخيرية والرفعة لأبنائنا في الدنيا والآخرة، فلنحرص على تعليمهم كتاب الله تلاوةً وحفظًا وتدبرًا وعملًا،
      وبخاصة في هذه المرحلة مرحلة الحفظ
      .

      قال -صلى الله عليه وسلم- : "خَيْرُكُمْ من تَعَلَّم القرآن وعَلَّمَه"

      وقال -صلى الله عليه وسلم- : " (( إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)).

      وكثير من العلماء النابغين حفظوا القرآن قبل البلوغ، فقد حفظه "الشافعي " وهو ابن سبع سنين، وحفظه "النووي" وهو ابن عشر، و"ابن تيمية" قبل البلوغ، وكذلك سماحة الشيخ " ابن باز" وغيرهم.

      قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِه، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا؟!».

      وإلى من فاته ركب الحفظ وكبر سنه وأصبح القرآن يتفلت منه، لا يفوتك أجر حفظ أبنائك، فأبناؤك عمل صالح بعدك إذا صلحوا
      • القرآن جنتي
    • التربية من سن السابعة إلى الرابعة عشرة.

      ٣- تربيته على طاعة الله وطاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :

      من أوجب الواجبات على الوالدين تربية الأبناء على طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتعظيم أمر الله، وأمر رسوله.


      ويذكر بالآيات والأحاديث الدالة على طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- .

      قال تعالى: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}.


      وطاعة الله تقتضي إفراده بالعبادة وعدم الإشراك به.

      وتقتضي محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- : طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.



      ويحذر من المعصية لله وللرسول، وأنها سبب لدخول النار، قال تعالى: { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا {.

      وليكن الوالدان قدوة صالحة للابن في امتثالهما لأمر الله وأمر الرسول.



      ٤.- تربيتهم على محبة العلماء وولاة الأمر:

      لأن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر من ميراثهم، ولأن العلماء إذا شكك فيهم وبعلمهم، وعدم احترامهم وإظهار أخطائهم عند الأبناء، يسبب خطرًا عظيمًا على الأمة، لأن العلم يتلقى عن طريقهم، والشريعة الإسلامية تتلقى عن طريقهم، فيكون بذلك قد هدم الشريعة الإسلامية.


      وكذلك الابن عندما يكبر سوف يبحث عمن يتلقى العلم عنه، ولن يأخذ عن العلماء، لأنه شُكك فيهمدوفي علمهم، وربما تلقى من علماء الضلالة، وأصحاب الأفكار المنحرفة، فكان هذا الابن وسيلة هدم للمجتمع.


      أما ولاة الأمر فهم الذين يسوسون
      الأمور، ويقيمون الشريعة، ويحافظون على الأمن، وتجتمع عليهم الكلمة.

      ولذلك قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ {


      فأولي الأمر هم العلماء والأمراء.


      ويقول الشيخ عبدالعزيز بن باز-رحمه الله-:
      ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولاينفع ،ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.


      وقال الشيخ صالح الفوزان- حفظه الله-:
      والكلام في ولاة الأمور من الغيبة والنميمة وهما من أشد المحرمات بعد الشرك لا سيما إذا كانت الغيبة للعلماء ولولاة الأمور، فهي أشد لما يترتب عليها من المفاسد من تفريق الكلمة وسوء الظن بولاة الأمور وبعث اليأس في نفوس الناس والقنوط.


      ولقد استدل العلماء من السلف والخلف على ذلك بالأحاديث الثابتة عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ومن ذلك:

      عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ-رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا، فَمَاتَ، مات مِيتَةٌ جَاهِلِيَّة))

      عن عياض ابن غنم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ((من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبد له علانية، وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه)).


      وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال:
      " نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد- صلى الله عليه وسلم- قالوا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله، واصبروا فإن الأمر قريب".

      وعن زياد العدوي، قال: " كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق – فقال أبو بلال : أنظروا إلى الأمير يلبس ثياب الفساق. فقال أبو بكرة :
      سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله".



      ٥.- اختيار المدرسة:

      ينبغي للأب أن يحرص على حسن اختيار المدرسة، فيختار الأجود لا الأقرب، ويسأل أهل التربية والتعليم الناصحين عن أفضل المدارس.


      والمدرسة تأثيرها عظيم على الطالب فهو يقضي ربع يومه فيها، وهو أحسن الفترات، في المدرسة يتعلم، وفيها يتربى، وفيها يجد الصديق والجليس.


      وعلى ذلك يجب على الأب أن يكون على صلة بالمدرسة، بالزيارة، والمهاتفة، والسؤال عن أحوال الابن أو البنت، وعن الأخلاق والأدب والأصدقاء قبل السؤال عن الدرجات.


      وكذلك متابعتهم في دراستهم وتحصيلهم العلمي، ومتابعة دفتر الواجبات، ومعرفة ملحوظات المعلم على الولد لكي تتمكن من معالجتها.




      ٦.- اختيار الصديق:
      فعليك أيها الأب بالبحث عن صديق صالح، وجليس ناصح لابنك قبل أن يختار هو،
      وقد يسيء الاختيار فيتعلق بهم، ويصعب بعد ذلك عليك

      فصله عنهم.




      وفي الختام: أسأله سبحانه أن يعيننا على تربية أولادنا على الكتاب والسنة،
      وأن يجعلهم ذرية صالحة وقرة عين لنا في هذه الحياة بصلاحهم، وعملًا صالحًا بعد الممات
      .

      وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
      • القرآن جنتي
    • فخر السلطنة كتب:

      مجهود كبير تقديمنه لنا كل يوم

      اسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك
      تستحقين الوسام اخيتي

      يثبت للأهمية


      سعدت بتواجدك
      فخر السلطنة^^
      أسعدتني كلمات الثناء , أرجو أن أكون عند حسن ظنكم بي
      وأتمنى أن يتبع هذا الوسام وسام رب السماء
      اللهم آمين
      • القرآن جنتي